هل الحيوانات لها برزخ وقيامة؟ وما ذنب لعن بعض الحيوانات؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

س1 هل الحيوانات لها عالم الذر وهل لها برزخ وقيامة وماذنب يعض الحيوانات مثل الوزغ والثعبان بانهما ملعونان

س2 لماذا الله عزوجل يحاسب عباده الذين كفروا به ان الله لايحتاج الينا بل نحن نحتاج اليه فلماذا يحاسب الكافر وشكرا


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج1: بعض الآيات الكريمة أشارت إلى مسألة حشر الحيوانات:

كقوله جل وعلا: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون) الأنعام: 39.

وقوله عز من قائل: (وإذا الوحوش حشرت) التكوير:6.

- أما الأحاديث الشريفة التي أشارت إلى مسألة حشر الحيوانات بل حتى دخول بعضها إلى الجنة:

ما ذكره العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج7 ص276.

- روايات تشير إلى حشر الحيوانات. يقول:

الأخبار الدالة على حشرها عموماً وخصوصاً وكون بعضها مما يكون في الجنة كثيرة. كقولهم (عليه السلام): في مانع الزكاة: تنهشه كل ذات ناب بنابها وتطؤه كل ذات ظلف بظلفها.

- روايات دخول بعضها الجنة:

عن الصادق (عليه السلام) قال: أي بعير حج عليه ثلاث سنين يجعل من نعم الجنة.

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): استفرهوا ضحاياكم، فإنها مطاياكم على الصراط.

كما جاء في أصول الكافي في حديث طويل نقتطع منه موضع الشاهد جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في أنواع الذنوب انه قال:

... وأما الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض، إن الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه -أي ظهر أمره وحكمه لطلب الحقوق منهم- أقسم قسما على نفسه، فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف ولو مسحة بكف ولو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة ثم يبعثهم للحساب. (شرح أصول الكافي جزء: 10 صفحة: 185)

كما أننا لم نعثر على رواية ورد فيها لعن الثعبان، إنما يقتل إذا طلب الإنسان وإلا يترك إذا لم يطلبه. وأما الملعونان فهما العقرب و الوزغ:


وقد جاء لعن عقرب على لسان النبي صلى الله عليه وآله لأنه لسعه صلوات الله عليه وآله كما يظهر من هذه الرواية:

إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مدّ يده إلى الحجر فلسعته، فقال: لعنك الله لا برّاً تدعينه ولا فاجراً، والحيّة إن أرادتك فاقتلها، وإن لم تردك فلا تردها، والأسود الغدر فاقتله على كل حال، وارم الغراب والحدأة رمياً على ظهر بعيرك. (الوسائل 12: 545 / أبواب تروك الإحرام ب 81 ح 2)

- وأما الوزغ فهو ملعون لأنه يشتم أمير المؤمنين عليه السلام كلما سمع أحدا يشتم عثمان بن عفان لعنه الله فاستحق الوزغ اللعن بذلك. وهو رجس ومسخ كله كما ذكر ذلك صاحب الحدائق النضرة؛

وقد جاء في الرواية أن الإمام الصادق عليه السلام قال:

- وقال (عليه السلام) إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل أتدري ما يقول هذا الوزغ؟ قال لا علم لي بما يقول. قال فإنه يقول والله لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لأشتمن عليا (عليه السلام) حتى يقوم من ههنا قال: وقال أبي ليس يموت من بني أمية ميت إلا مسخ وزغا، قال وقال إن عبد الملك بن مروان لما نزل به الموت مسخ وزغا فذهب من بين يدي من كان عنده وكان عنده ولده فلما أن فقدوه عظم ذلك عليهم فلم يدروا كيف يصنعون ثم اجتمع أمرهم على أن يأخذوا جذعا فيضعوه كهيئة الرجل قال ففعلوا ذلك والبسوا الجذع درع حديد ثم لفوه في الأكفان فلم يطلع عليه أحد من الناس إلا أنا وولده" أقول: ومما أوردناه من تتمة الخبر يعلم ما تضمنه صدره من أن الوزغ رجس وهو مسخ كله وما ذكره ذلك البعض الذي نقل عنه الصدوق من العلة المذكورة في الغسل من قتله. وروى في الكافي عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال:

"سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجرته ومروان وأبوه يستمعان إلى حديثه فقال له الوزغ ابن الوزغ، قال أبو عبد الله (عليه السلام) فمن يومئذ يرون أن الوزغ يستمع الحديث" (الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج ٤ - الصفحة ١٩٦/١٩٥)

ج2: في الأمر تفصيل إذ أن الله جل وعلا سيحاسب عباده كفارا أو مؤمنين لكن هناك فئة لا يحاسبها تدخل النار مخزية وهناك من يحاسب حسابا عسيرا وهناك فئة يحاسبون حسابا يسيرا ثم يدخلون الجنة وهناك من يدخل الجنة بغير حساب نسأل الله أن يجعلنا وإياكم وسائر المؤمنين والمؤمنات الأبرار منهم بشفاعة محمد وآل محمد الأطهار صلوات الله عليهم.

وليس كل من يطلق عليه اسم الكافر في دار الدنيا سيخلد في النار ولا كل من أطلق عليه اسم مسلم سيدخل الجنة:

الرواية تقول فرقة واحدة هي الناجية وهم المؤمنون بالله ورسوله والأئمة الأطهار من آله صلوات الله عليه وعليهم والبراءة من أعدائهم والامتثال بأوامرهم والانتهاء عن نواهيهم والثبات وحسن العاقبة هؤلاء يدخلون الجنة بغير حساب أما من كان من المؤمنين عاصيا من اهل الكبائر فيحاسب وقد يدخل بعضهم الطبقة السابعة من النار ليتطهر إلى أن تدركه الشفاعة.

أما الكفار القاصرون فيقيم الله عليهم الحجة يوم القيامة فإن قبلوا دخلوا الجنة وإن جحدوا كانوا من أهل النار.

والله جل وعلا لا يعذب ولا يثيب لأنه محتاج إلينا؛ بل لأنه عادل لا يقبل الظلم على نفسه وليس لجحود الحق بعد معرفته وإنكار أهله جزاء غير الخلود في النار لنية الشر بجحود الحق وإلحاق الأذى بأهله. كما وليس جزاء للطاعة وقبول الحق وتزكية النفس غير الخلود في الجنة.

ورحمة الله وسعت كل شيء وقد سبقت غضبه وهي تتجلى في شفاعة نبيه وآله الطاهرين عليهم الصلاة والسلام.

في هذه الروابط تفصيل أكثر لهذه المسألة، فلتراجع:

هنا

https://youtu.be/WYMnBBbrycs

https://youtu.be/tyL8iTSEPx8

https://youtu.be/7p6TaC_a_6g

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

28 ربيع الآخر 1439 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp