هل كل الصحابة ارتدوا بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

هل كل الصحابه كان مرتدين


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين


جواب المكتب:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نبارك لكم ذكرى ميلاد السيدة زينب بنت أمير المؤمنين علي عليهما السلام، وكل عام وأنتم بخير.

إرتد بعض ما يسمى الصحابة، والصحيح القول ارتد بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله بعد استشهاده ولم يثبت منهم إلا القليل وقد ذكرت الروايات ذلك من طرقنا وطرق مخالفينا.

ما جاء في مصادر البكرية:

ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه -و آله- وسلم أنه قال: يرِد عليَّ الحوض رجال من أصحابي، فيحلّؤون عنه، فأقول: يا ربِّ أصحابي. فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى. (صحيح البخاري 4/2058).

وأخرج مسلم 4/1796 عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا فَرَطكم على الحوض، ولأُنازَعَنَّ أقواماً ثم لأُغلَبَنَّ عليهم، فأقول: يا رب، أصحابي أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.

وأخرج البخاري - واللفظ له - ومسلم، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله: إني فرَطكم على الحوض، من مرَّ عليَّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً، لَيَرِدنّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم.

قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش، فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم. فقال: أَشهدُ على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها: فأقول: إنهم مني. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول: سُحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي. (صحيح البخاري 4/2058. صحيح مسلم 4/1793).

وأما ما جاء في مصادرنا:

ما رواه الشيخ الكشِّي قدس سره في رجاله كما في اختيار معرفة الرجال، ص 5 بسنده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان، وأبو ذر، والمقداد. قال الراوي فقلت: عمار؟ قال: كان جاض جيضة، ثم رجع، ثم قال: إن أردتَ الذي لم يشك ولم يدخله شيء فالمقداد، فأما سلمان فإنه عرض في قلبه أن عند أمير المؤمنين عليه السلام اسم الله الأعظم، لو تكلَّم به لأخذتهم الأرض، وهو هكذا، وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين عليه السلام بالسكوت، ولم يأخذه في الله لومة لائم، فأبى إلا أن يتكلم. (اختيار معرفة الرجال: 5). وجاض: أي عدل عن الحق، وفي بعض النسخ: حاص، أي انهزم.

وفي حديث آخر عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان، وأبو ذر، والمقداد، وأناب الناس بعد، كان أول من أناب أبو ساسان [حصين بن منذر الوقاشي صاحب راية علي عليه السلام]، وعمار، وأبو عروة، وشتيرة، فكانوا سبعة، فلم يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام إلا هؤلاء السبعة. (نفس المصدر: 11).

وروى فيه أيضاً بإسناده عنه عن أبيه عن جدِّه عن علي عليه السلام قال: ضاقت الأرض بسبعة، بهم تُرزقون، وبهم تُنصرون، وبهم تُمطرون، منهم: سلمان الفارسي، والمقداد، وأبو ذر، وعمار، وحذيفة، رحمهم الله، وكان علي عليه السلام يقول: وأنا إمامهم، وهم الذين صلوا على فاطمة عليها السلام. (نفس المصدر: 6).

وروى الكليني قدس سره في الكافي عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك ما أقلَّنا! لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال: ألا أحدثك بأعجب من ذلك؟ المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا ـ وأشار بيده ـ ثلاثة. قال حمران: فقلت : جعلت فداك، ما حال عمار؟ قال: رحم الله عماراً أبا اليقظان، بايع وقُتل شهيداً، فقلت في نفسي: ما شيء أفضل من الشهادة. فنظر إلي فقال: لعلك ترى أنه مثل الثلاثة؟ أيهات، أيهات. (الكافي 2/244).

ونشير إلى أن الارتداد الذي نلتزم به هو ارتدادٌ أخروي، أي أنهم يحشرون في النار في الآخرة، أما في دار الدنيا فيعاملوا معاملة المسلمين.

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

5 جمادى الأولى 1439 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp