هل من الممكن معرفة الفرق التي ستدخل النار بدقة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

غالباً ما يستشهد سماحة الشيخ الحبيب بحديث تفرق امتي إلى ثلاثة وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة
إن الحديث يدل على عدد ثابت وليس تقريبي
فإذا أردنا تحديد هذه الفرق واجهتنا مشكلة وهي أن هذه الاثنان والسبعين فرقة هم تحت مسمى أمة محمد صلى الله عليه وآله وعندها لا يمكن تحديد هذه الفرق
حتى أن علماء البكرية وعلى رأسهم ابن القيم الجوزية في كتاب تلبيس إبليس لم يستطع تحديد هذه الفرق
فهل بالإمكان تحديد هذه الفرق بدقة. .؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد السيدة الزهراء صلوات الله عليها -على الرواية الثانية- ولعنة الله على قتلتها وأعدائها أجمعين.

الإنشغال في معرفة سائر الفرق وتعدادها مجرّد إسفاف وجهل. فإن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله والأئمة صلوات الله عليهم بيّنوا لنا الفرقة الناجية وصفاتها، وهذا الأمر يغنينا عن البحث عن بقية الفرق كما لا يخفى.

وقد جاء عن الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام أنه قال في إحدى خطبه "واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه، ولن تمسّكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه، فالتمسوا ذلك من عند أهله...".

وقال صلوات الله عليه "إن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله".

فإذا عرف الإنسان الحق أغناه ذلك عن معرفة الفرق وعددها على وجه التعيين، وأصلاً لم يكن مراد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله هذا الأمر، فتدبر.

كما أن هناك رواية صريحة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله يبيّن فيها أن الفرقة الناجية هي التي ستتبع أهل بيته صلوات الله عليهم، فما دونها هالكة وفي نار جهنم كما هو واضح.

جاء في كتاب بيان الأديان لأبي المعالي وبحار الأنوار للعلامة المجلسي في رواية طويلة نضع محل الشاهد: (...اختلف قوم موسى عليه السلام من بعده على إحدى وسبعين فرقة هلكت منها سبعون فرقة ونجت واحدة منهم وهم من قال الله فيهم {وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} فهم الفرقة الناجية، واختلف قوم عيسى عليه السلام من بعده على إثنتين وسبعين فرقة هلكت منها إحدى وسبعون فرقة ونجت واحدة منهم وهم من قال الله فيهم (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً) وهم الفرقة الناجية، وستختلف بعدي أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ليهلك إثنان وسبعون وتنجو فرقة واحدة وهم من قال الله فيهم (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ) ألا أني تارك فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله جل جلاله حبل ممدود من السماء وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).

وبضم الروايات والأحاديث الصادرة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في اتباع أمير المؤمنين علي عليه السلام وأهل بيته صلوات الله عليهم كـ "علي مع الحق والحق مع علي، وشيعة علي هم الفائزون" إلى هذه الرواية الشريفة؛ نخلص إلى نتيجة نهائية وهي أن الفرقة الناجية هي الشيعة، دون الحاجة إلى معرفة سائر الفرق الهالكة، بل الواجب هو البحث عن الفرقة الناجية، فتفطّن.

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

12 جمادى الأولى 1439 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp