هل كل البشر يعودون في أصولهم إلى النبي نوح عليه السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم

هل صحيح ان كل البشر الحاليين يعودون فى اصولهم الى النبي نوح وهل يصح تقسيم البشر إلى ساميين وحاميين ويافثيين كما يقول البعض . هل وردت معلومات عن ذلك من أحاديث أهل البيت عليهم السلام وشكرا لكم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا يمكن الجزم بأن كل من على الأرض من البشر حاليا تنتهي أصولهم إلى نبي الله نوح عليه السلام. فكما ذكرت ذلك بعض التفاسير، كذلك هناك تفاسير أخرى ذكرت أحاديث وآيات قرآنية تشير إلى وجود أقوام واُمم على الكرة الأرضية لا ينتهي أصلها إلى أولاد نوح عليه السلام.

حيث جاء وصف نبي الله نوح عليه السلام ومن بقي معه من الناجين بعدما غرق قومه المغضوب عليهم في الطوفان ما نتلوه في كتاب الله المجيد في قوله عز من قائل: "وجعلنا ذريته هم الباقين" سورة الصافات آية 78.

وقد جاء في تفسير هذه الآية ما ورد مثلا في مجمع البيان حيث ذكر كون بني البشر تنقسم أصولهم إلى أبناء نوح عليه السلام سام وحام ويافث.

«ونجيناه وأهله من الكرب العظيم» أي من المكروه الذي كان ينزل به من قومه والكرب كل غم يصل حره إلى الصدر وأصل النجاة من النجوة للمكان المرتفع فهي الرفع من الهلاك وأهله هم الذين نجوا معه في السفينة «وجعلنا ذريته هم الباقين» بعد الغرق فالناس كلهم بعد نوح من ولد نوح عن ابن عباس وقتادة فالعرب والعجم من أولاد سام بن نوح والترك والصقالبة والخزر ويأجوج ومأجوج من أولاد يافث بن نوح والسودان من أولاد حام بن نوح قال الكلبي لما خرج نوح من السفينة مات من كان معه من الرجال والنساء إلا ولده ونساؤهم «وتركنا عليه في الآخرين» أي تركنا عليه ذكرا جميلا وأثنينا عليه في أمة محمد (صلى الله عليه وآله) فحذف عن ابن عباس ومجاهد وقتادة، ومعنى تركنا أبقينا قال الزجاج معناه تركنا على الذكر الجميل إلى يوم القيامة وذلك الذكر قوله «سلام على نوح في العالمين» أي تركنا عليه أن يصلي عليه إلى يوم القيامة فكأنه قال وتركنا عليه التسليم في الآخرين ثم فسر التسليم بقوله «سلام على نوح في العالمين» وقال الفراء تركنا عليه قولا وهو أن يقال في آخر الأمم سلام على نوح في العالمين قال الكلبي معناه سلامة منا على نوح وهذا هو السلام و المراد بقوله اهبط بسلام منا وبركات عليك.
مجمع البيان سورة الصافات من الآية 71 إلى الآية 82 حسب ما جاء فيه من ترقيم الآيات الكريمة.

وهذا التفسير هو نفسه ما جاء في تفاسير المخالفين كابن كثير والطبري وغيرهم، حيث ينقله صاحب مجمع البيان -الطبرسي- في تفسيره.

أما ما جاء في مصادرنا؛ ما ورد في تفسير علي بن إبراهيم في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله: (وجعلنا ذريته هم الباقين)، يقول: بالحق والنبوة والكتاب والإيمان في عقبه، وليس كل من في الأرض من بني آدم من ولد نوح، قال الله في كتابه: "إحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ومن آمن وما آمن معه إلا قليل" وقال أيضا "ذرية من حملنا مع نوح". تفسير القمي الجزء الثاني صفحة 223، وأيضا تفسير نور الثقلين مجلد 4 صفحة 405.

ويمكن القول إن هذا التفسير عن العترة الطاهرة صلوات الله عليهم هو المطابق لمجموع الآيات الكريمة الواردة في قصة نوح عليه السلام.

فنستخلص من كل ما سبق أن إنتهاء كلّ الأعراق الموجودة حاليا على الأرض إلى أبناء نبي الله نوح، على نبينا وآله وعليه السلام، هو أمر غير ثابت والله العالم.

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

19 جمادى الأولى 1439 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp