ما صلة القرابة بين ورقة بن نوفل والسيدة خديجة عليها السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وأل محمد وعجل فرحهم والعن أعدائهم

يروي المجلسي في بحاره رواية نذكر مقتطفاً منها:
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): ”لمّا أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يتزوّج خديجة بنت خويلد، أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش، حتّى دخل على ورقة بن نوفل عمّ خديجة، فابتدأ أبو طالب بالكلام فقال: الحمد لربّ هذا البيت، الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرّية إسماعيل، وأنزلنا حرماً آمناً، وجعلنا الحكّام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه. إلى أخر الحديث

جاء في هذا الحديث أن ورقة بن نوفل هو عم النبي, في حين نرى في موارد أخرى(ولربما كانت من كتب المخالفين) أنه إبن عم خديجة

السؤال: هل ورقة هو عم خديجة عليها السلام أو إبن عمّها, نرجو أن توضحوا لنا ما جاء من كتبنا الشيعة حول قرابته من خديجة عليها السلام (بغض النظر عن أن البعض يعتبره شخصية أسطورية)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ أفاد أن المحفوظ في مصادرنا أنه عم خديجة عليها السلام، كما في الرواية المشار إليها، وهي منقولة عن الكافي الشريف، وفيها قوله عليه السلام: «حتى دخل على ورقة بن نوفل عم خديجة (...) وتكلم عمّها وتلجلج وقصر عن جواب أبي طالب، وأدركه القطع والبُهر، وكان رجلا من القسيسين، فقالت خديجة مبتدئة: يا عماه.. إلخ» (الكافي للكليني ج10 ص102)

وفي أمالي الشيخ رواية أخرى عن الصادق عليه السلام، فيها: «وصية ورقة بن نوفل لخديجة بنت خويلد عليها السلام إذا دخل عليها، يقول لها: يا بنت أخي، لا تماري جاهلا ولا عالما.. إلخ» (أمالي الشيخ الطوسي ص302)

ولا يحتمل أن يكون في جميع هذه العبارات سقط ليُقال أن في أصلها أنه ابن عمها وقد سقطت كلمة (ابن)، ففيها قولها له: «يا عماه» كما فيها قوله لها: «يا بنت أخي».

وحيث إن المشهور لدى أهل السيرة والنسابين كونه ابن عمها؛ فلا يخلو الأمر من ثلاث:

(1) إما أن يكونوا قد اشتبهوا وأخطأوا في ضبط قرابته منها وأنه عمها في الواقع.
(2) أو أن يكون ابن عمها وعمها أيضا؛ كأن يكون ارتضع مع أبيها كما يُحكى من كون حمزة عليه السلام عم النبي صلى الله عليه وآله وأخاه من الرضاعة أيضا.
(3) أو أن يكون إطلاق العم عليه اعتباراً لتقدّم سنّه، فما زالت العرب تسمّي ابن العم عمًّا إذا كان شيخًا متقدِّم السن، وقد كان ورقة كذلك.

والله العالم.

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

19 جمادى الأولى 1439 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp