ما العلم المقصود طلبه وتعلّمه في الروايات الشريفة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم

العلم وطلب العلم في روايات أهل البيت هو أمر ممدوح.

أي علم هو المقصود هنا؟ هل هو فقط العلم الشرعي؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الهادي عليه السلام ولعنة الله على قتلته وأعدائه.

الظاهر من الروايات الشريفة أن المقصود بالعلم فيها هو العلم الشرعي من فقه وعقيدة ونحو ذلك، والذي يفيد الإنسان في آخرته ودنياه، وما خلا ذلك فهو فضلٌ كما عبّر عنه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله.

فعن أبي الحسن موسى عليه السلام قال:" دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال: ما هذا؟ فقيل: علامة فقال: وما العلامة؟ فقالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها، وأيام الجاهلية، والأشعار العربية، قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله: ذاك علم لا يضر من جهله، ولا ينفع من علمه، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: إنما العلم ثلاثة: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، وما خلاهن فهو فضل". (الكافي الشريف ج1 ص32)

وقد وردت روايات كثيرة عن الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم تأمر بالتفقه في الدين منها ما جاء في الكافي الشريف لثقة الإسلام الكليني عليه الرحمة والرضوان:

عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: تفقهوا في الدين فإنه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي*، إن الله يقول [في كتابه]: "ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون".

وعن مفضل ابن عمر قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعرابا* فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملا.

* بيان: الأعراب والأعرابي: أي لا تكونوا كالأعراب جاهلين بالدين، غافلين عن أحكامه، معرضين عن تعلمها.

وقد قال الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام: "وجدت علم الناس في أربع: أولها أن تعرف ربك. والثانية أن تعرف ما صنع بك. والثالثة: أن تعرف ما أراد منك. والرابعة: أن تعرف ما يخرجك من دينك".

وهذه الروايات الشريفة وغيرها تدل على أهمية التفقه في الدين وتعلم الأحكام الشرعية والأمور العقدية، وأن المتعلم لسائر العلوم الأخرى كالفيزياء والكيمياء والطب وغيرها من علوم -مع أهميتها- إلا أن الواجب عليه تعلم العلوم الدينية والفقهية وضم ذلك مع تعلم سائر العلوم الأخرى، ولا يسعه غير ذلك.

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

3 رجب الأصب 1439 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp