هناك رواية تقول أن يزيد لعنه الله طلب من الإمام زين العابدين عليه السلام أن يصارع ابنه خالد؟ فما قولكم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

ماردكم على هذه الرواية شيخنا

قال يزيد: يا علي إصعد المنبر فأعلم الناس حال الفتنة، وما رزق الله أمير المؤمنين من الظفر!
فقال علي بن الحسين: ما أعرفني بما تريد. فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال:
أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن المروة والصفا، أنا ابن محمد المصطفى، أنا ابن من لا يخفى، أنا ابن من علا فاستعلا فجاز سدرة المنتهى فكان من ربه قاب قوسين أو أدنى.

فضج أهل الشام بالبكاء حتى خشي يزيد أن يرحل من مقعده، فقال - للمؤذن -: أذن فلما قال المؤذن: (الله أكبر، الله أكبر) جلس علي ابن الحسين على المنبر فقال أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. بكى علي بن الحسين عليه السلام ثم التفت إلى يزيد فقال:
يا يزيد هذا أبي أم أبوك؟
قال: بل أبوك. فانزل. فنزل عليه السلام فأخذ بناحية باب المسجد، فلقيه مكحول صاحب رسول الله عليه السلام فقال:
كيف أمسيت يا بن رسول الله؟

قال أمسينا بينكم مثل بني إسرائيل في آل فرعون، يذبحون أبنائهم، ويستحيون نسائهم، وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم.
فلما انصرف يزيد إلى منزله، دعى بعلي بن الحسين عليه السلام فقال:
يا علي أتصارع ابني خالد؟

قال عليه السلام: وما تصنع بمصارعتي إياه، أعطني سكينا واعطه سكينا فليقتل أقوانا أضعفنا، فضمه يزيد إلى صدره، ثم قال:
لا تلد الحية إلا الحية، أشهد أنك ابن علي بن أبي طالب عليه السلام.
ثم قال له علي بن الحسين عليه السلام: يا يزيد بلغني أنك تريد قتلي، فإن كنت لا بد قاتلي، فوجه مع هؤلاء النسوة من يؤديهن إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال له يزيد لعنه الله: لا يؤديهن غيرك، لعن الله ابن مرجانة، فوالله ما أمرته بقتل أبيك، ولو كنت متوليا لقتاله ما قتلته، ثم أحسن جائزته وحمله والنساء إلى المدينة.


كتاب الاحتجاج ج2 للطبرسي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، ولعنة الله على قاتليهم.

هذه رواية مشهورة المضامين، رواها الشيخ الطبرسي رحمه الله عن «ثقات الرواة وعدولهم» في (الاحتجاج ج2 ص38). وتقرب منها رواية الأوزاعي في (مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ج3 ص305).

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

30 محرم الحرام 1439 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp