ما هي المصادر التي تفيد بدراسة أبي حنيفة ومالك عند الإمام الصادق عليه السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم سماحة الشيخ
طلب من عندي احد الاصدقاء الاثبات من مصادرهم (مصادر اهل الخلاف) بأن ابو حنيفة والمذاهب الاربعة درسوا عند الامام جعفر الصادق (عليه السلام ) .... اتمنى الاجابة وفقكم الله


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من أئمة المذاهب البكرية من أخذ العلم بطريق مباشر من الخليفة الشرعي السادس جعفر بن محمد الصادق "عليهما السلام"، كإمامهم الأول أبي حنيفة النعمان وإمامهم الثاني مالك بن أنس وغيرهما من أعلام وأكابر الديانة البكرية كسفيان بن عيينة والثوري، ومنهم من أخذ العلم بطريق غير مباشر، وهما إمامهم الثالث محمد بن إدريس الشافعي الذي كان يأخذ علومه من مالك ابن أنس، وإمامهم الرابع أحمد ابن حنبل الذي كان يأخذ علومه من الشافعي.

ومع مخالفتهم للإمام الصادق "عليه السلام" إلا أن الله قد أنطقهم بالحق رغما عن أنفهم، فكانوا يشهدون بعلمه وفقاهته وتقواه، وأنه "صلوات الله وسلامه عليه" من الزهاد والعباد وهذا دليل قاطع على حضورهم مجالسه ودروسه، والفضل ما شهدت به الأعداء.

قال أبو حنيفة النعمان: "ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد ، لما أقدمه المنصور بعث إليَّ فقال : يا أبا حنيفة إنّ الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمّد فهيّئ له من المسائل الشداد. فهيّأت له أربعين مسألة ثمّ بعث إليّ أبو جعفر المنصور وهو بالحيرة ، فدخلت عليه وجعفر بن محمّد جالس عن يمينه ، فلمّا بصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور. فسلّمت وأومأ فجلست ، ثمّ التفت إليه قائلاً : يا أبا عبدالله هذا أبو حنيفة. فقال : نعم أعرفه ، ثمّ التفت المنصور فقال : يا أبا حنيفة الق على أبي عبدالله مسائلك. فجعلت ألقي عليه فيجيبني فيقول : أنتم تقولون كذا وهم يقولون كذا ونحن نقول كذا ، فربّما تابعنا وربّما تابعهم وربّما خالفنا حتّى أتيت على الأربعين مسألة ، ما أخلّ منها مسألة واحدة. ثم قال أبو حنيفة : أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس" (مناقب أبي حنيفة للموفق ج ۱، ص ۱۷۳ ، وجامع أسانيد أبي حنيفة ج ۱، ص ۲٥۲، وتذكرة الحفاظ للذهبي ج ۱، ص ۱٥۷).

وكان أبوحنيفة يفتخر ويقول بأفصح لسان: "(لولا السنتان لهلك النعمان)، يريد السنتين اللتين صحب فيهما لأخذ العلم الإمام جعفر الصادق [عليه السلام]، وقد قال غير واحد أنه أخذ العلم والطريقة من هذا [أي الإمام الصادق عليه السلام] ومن أبيه الإمام محمد الباقر [عليه السلام]..." (مختصر التحفة الاثني عشرة لشاه عبد العزيز غلام حكيم الدهلوي، ص ۸).

وقال مالك بن أنس: "اختلفت إلى جعفر بن محمّد زماناً فما كنت أراه إلّا على إحدى ثلاث خصال: إمّا مصلّياً وإمّا صائماً وإمّا يقرأ القرآن، وما رأيته قطّ يحدث عن رسول الله إلّا على الطهارة، ولا يتكلّم بما لا يعنيه، وكان من العلماء العبّاد والزهّاد الذين يخشون الله" (مالك بن أنس للخولي ص ۹٤، كتاب مالك لمحمّد أبو زهرة ص ۲۸، نقلاً عن المدارك للقاضي عياض ص ۲۱۲).

وقال مالك بن أنس أيضا: "وما رأت عين ولا سمعت اُذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمّد الصادق علماً وعبادة وورعاً" (تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني ج ۲، ص ۱۰٤).

وقال ابن حجر: "قال اسحاق بن راهويه: قلت للشافعي: كيف جعفر بن محمّد عندك؟ قال: ثقة" (المصدر نفسه، ص ۱۰۲).

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

3 شهر رمضان 1440 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp