هل توجد روايات توضح عداء عائشة لأهل البيت عليهم السلام في حياة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل توجد روايات توضح عداء عائشة لعنها الله لأهل البيت عليهم السلام في حياة الرسول الاعظم صلى الله عليه واله أم هل ظهرت إمارات أعدائها بعد استشهاده؟ مثلا حربها لأمير المؤمنين عليه السلام و قولها بحق الإمام الحسن عليه السلام لا تدخلوا بيتي من لا أحب!
ارجو إيصال سلامي الى الشيخ شخصيا والدعاء لي و لعائلتي وانشاء الله ازور سماحة الشيخ وأتشرف ب لقائه اذا سنحت لي الفرصة للسفر الى بريطانيا. ولكم جزيل الشكر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


احمد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام، ولعنة الله على قتلته وأعدائه أجمعين.

ظهرت عداوة أم المجرمين عائشة "لعنها الله" في حياتها مع النبي الأعظم "وبعد استشهاده "صلى الله عليه وآله"، كيف لا وهي التي قتلته بالسم بمعاونة شقيقتها في الإجرام حفصة بأمر من أبويهما أبي بكر وعمر عليهم سوء العذاب واللعنة الأبدية، فقد حذر رسول الله "صلى الله عليه وآله" الأمة منها وفضحها ونال منها، حيث قال: ”ما تدع عائشة عداوتنا أهل البيت“. (الصراط المستقيم للنباطي العاملي ج3 ص167).

وقد استعرض سماحة الشيخ الحبيب شواهد متعددة في بحوثه ومحاضراته، تدل على نفاق وعداوة الحميراء عائشة للنبي الأكرم "صلى الله عليه وآله" أثناء حياته من كتب أبنائها ومحبيها، نذكر منها ما يلي:

1- ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما مع جمع كثير من أرباب الحديث عند أهل الخلاف، عن هشام عن أبيه قال: كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن للنبي «صلى الله عليه [وآله] وسلم» فقالت عائشة: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل؟ فلما نزلت {تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا} قلت: يا رسول الله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك!

هذه الكلمة الكفرية من عائشة تظهر عداوتها للنبي "صلى الله عليه وآله" وتصادم كتاب الله الذي نزّه نبيّه عن الهوى في سورة النجم حيث قال {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ ؛ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ؛ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ؛ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ؛ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، فكيف تتعدى عائشة على ذلك وتنسب إتباع الهوى إلى الله سبحانه؟ والعياذ بالله!!

2- أخرج أبو يعلى وأبو الشيخ الأصبهاني صاحب كتاب طبقات المحدِّثين بأصبهان في كتابه «أمثال الحديث» أن عائشة قالت للنبي في كلامٍ غضبت عنده: ”وأنت الذي تزعم أنك نبي الله“ فتبسم النبي.
كما روي في كتاب ”السيرة الحلبية“ لمؤلفه ”علي بن برهان الدين الحلبي“ وهو أحد مؤرخي أهل الخلاف وعلمائهم، رواية مضمونها هو أن النبي "صلى الله عليه وآله" وسلم لمّا أمر زوجتاه عائشة وصفية أن تتبادلا جمليهما كي لا يتأخر الركب حيث أن جمل عائشة كان سريع وحمله خفيف على العكس من جمل صفية، فقالت عائشة للنبي: أنك تزعم أنك رسول الله؟ فقال: أفي شكٍ أني رسول الله أنتِ؟ قالت: فمالك لا تعدل؟ فكان أبو بكر فيه حدة فلطم عائشة على وجهها، فلام رسول الله أبا بكر على ذلك فقال له أبو بكر: أما سمعت ما قالت؟ فقال: دعها فأن المرأة الغيراء لا تعرف أعلى الوادي من أسفله!

هنا طعنت عائشة في عدالة رسول الله وأظهرت ما بداخلها من عداوة وعدم إيمانها بأن رسول الله هو رسول الله حقـًا، ويتضح أن هناك زيادة مختلقة لتتمة الرواية الأخيرة على لسان النبي صلى الله عليه وآله ليبررون قول عائشة بالغيرة الشديدة، وهذا العذر غير مقبول لأنه مهما بلغت الغيرة فأن لها حدودًا لابد أن تتوقف عندها فإذا ارتكبت المرأة الغيراء جريمة فأن الغيرة لا تبرئها من الجريمة، كما لم تبرئ تلك المرأة الكويتية التي قامت قبل سنتين في منطقة الجهراء بإحراق خيمة عرس طليقها الذي تزوج بعدها، فها هي الآن محبوسة ومحكوم عليها بالإعدام وتنتظر الاستئناف، فإن قبلنا العذر الذي جاء أهل الخلاف به لعائشة فأن علينا تبرئة هذه المرأة الكويتية الغيراء التي مات بسببها العشرات وعلينا إخراجها من السجن!

فما فعلته عائشة هو تعدي الحدود وارتكاب جريمة بالطعن في رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم نسمع بأن إمرأة أخرى من نساء النبي الأخريات تفوّهت بمثل هذا الكفر إذ ”ما أضمر أمرؤ شيئـًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه“ كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فمن يريد أن يعذر عائشة بالغيرة فليسلّم على عقله.

3- أخرج الطبراني في الأوسط والخطيب في التاريخ «جرى بينه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم وبين عائشة كلام، حتى أدخلا بينهما أبا بكر حكما واستشهده، فقال رسول الله: تكلَّمين أو أتكلّم؟ فقالت: بل تكلّم أنت ولا تقل إلاّ حقا، فلطمها أبو بكر حتى دُمي فوها وقال: يا عديّة نفسها، أ ويقول غير الحق! فاستجارت برسول الله وقعدت خلف ظهره، فقال له النبيّ: لم ندعك لهذا ولا أردنا منك هذا».

فهذا شاهد على أن هذه المرأة لا تؤمن بالرسول وتظهر عداوتها له، فإن المسلم يعتقد بأن النبي كل ما يكون منه هو الحق ولا يشك فيه ويقول له قل ولا تقل إلا حقا!

4- أخرج عبد بن حميد في مسنده والطبراني بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على عائشة مع أبي بكر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عائشة أطعمينا. فقالت: والله ما عندنا طعام. فقال: أطعمينا. فقالت: والله ما عندنا طعام. فقال: أطعمينا. فقالت: والله ما عندنا طعام. فقال أبو بكر: يا رسول الله؛ إن المرأة المؤمنة لا تحلف على الشيء أنه ليس عندها وهو عندها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أَ مؤمنة هي أم لا؟! إن مَثل المرأة المؤمنة في النساء كمثل الغراب الأعصم من الغربان، وإن النار خُلِقت من السفهاء، وإن النساء من السفهاء إلا صاحبة القسط والمصباح". (مسند الشاميين للطبراني/ج4/ص91). وهذا الحديث يقصم ظهر عائشة وظهر جملها ويثب عدم ثبوت إيمانها اثناء حياتها مع النبي الأعظم "صلى الله عليه وآله".

وحتى في حال الإعراض عن كل هذه الأحاديث من أبنائها المخالفين، فأنه يكفي الأخذ بكتاب الله الذي فيه سورة التحريم التي أجمعت الأمة الإسلامية على أنها نزلت في ذم عائشة وحفصة باعتراف الطاغية عمر بن الخطاب في روايات صحيحة أخرجها البخاري ”عن ابن عباس قال: لم أزل حريصا أن اسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} حتى حج وحججت معه وعدل وعدلت معه بإداوة فتبرّز ثم جاء فسكبت على يديه منها فتوضأ، فقلت له يا أمير المؤمنين: من المرأتان من أزواج النبي اللتان قال الله تعالى {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}؟ قال: وا عجبا لك يا ابن عباس هما عائشة وحفصة“.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

24 شوال 1440 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp