ما هي الأسباب التي أدت لاندلاع معركة الجمل؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم شيخنه الكريم ورحمة الله وبركاته .

شيخنه العزيز عندي سؤال عن حرب الجمل وان شاء الله تقدر تساعدني عليه , اريد اعرف كيف اندلعت شرارة حرب الجمل ؟ اعرف ان عائشة المجرمة قاتلت الامام علي صلوات الله عليه وحدث اللي حدث .
لكن اللي اريد اعرفه هو كيف بدأت عائشة المجرمة الكافرة تحشد هذا الجيش الجرار حتى تقاتل الامام علي صلوات الله عليه في حرب الجمل ؟ بمعنى اخر كيف اندلعت شرارة حرب الجمل ؟
الغرض من سؤالي هو اريد اعمل فديوا بحثي عن عائشة المجرمه وتقريبا جمعت كل المعطيات ألا هذه النقطه بالذات . ممكن تعمل فديوا حول هذا الموضوع وانا مستعد ادعمك بالمونتاج , في انتظار جوابكم , شيخنه ممكن تعمل حلقة تفصيلية عن هذا الموضوع و بارك الله بيكم و جزاكم الله خير جزاء المحسنين . في انتظار ردكم .
نسألكم الدعاء


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الباقر عليه السلام، ولعنة الله على قاتليه.

هذا الأمر قد تطرق إليه الشيخ الحبيب في كتاب الفاحشة الوجه الآخر لعائشة في الصفحة 657-658:

“كانت -عائشة- بعد مقتل عثمان لا تشكّ في أن الناس سيبايعون طلحة، وهو الذي كان أقربهم إلى الخلافة من جهة أنه أكثرهم تأليباً على عثمان وسعياً في قتله حتى أنه منع عنه الماء واستولى على بيت المال في حياته وتصرّف وكأنه خليفة ليس بينه وبين نيل منصبه رسمياً إلا ضرب عنق نعثل!

ولمّا قُتل نعثل بالفعل استبشرت عائشة فقالت: «بُعداً لنعثلٍ وسُحقاً! (...) أبعده الله! قتله ذنبه وأقاده الله بعمله! يا معشر قريش لايسومنَّكم قتل عثمان كما سام أحيمر ثمود قومه! إن أحق الناس بهذا الأمر ذو الإصبع»! ثم خاطبت طلحة قائلة: «إيهٍ ذا الإصبع! إيهٍ أبا شبل! إيهٍ يابن عم! لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له: حُثُّوا الإبل ودعدعوها! (...) إيهٍ ذا الإصبع! لله أبوك! أما إنهم وجدوا طلحة لها كفواً»!(شرح النهج لابن أبي الحديد ج6 ص215 عن المدائني وأبي مخنف الكوفي)

غير أن الرياح جرت بما لا تشتهي عائشة فبايعت الأمة أمير المؤمنين (عليه السلام) وتركت طلحة يندب حظّه العاثر! وحين وصل هذا النبأ المزعج لعائشة وَلْوَلَتْ وقالت: «وما لعليٍّ يستولي على رقابنا؟! لا أدخل المدينة ولعليٍّ فيها سلطان»!(الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص66) ثم قالت: «والله لَيومٌ من عثمان خيرٌ من عليٍّ الدهرَ كُلَّه»!(المحصول للفخر الرازي ج4 ص343)”.

ويقول الشيخ الحبيب في الصفحة 892 من كتاب الفاحشة: "أن عائشة شعرت بمجيء عهد حكومة أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنها ستعود مكتومة الأنفاس، مقيدة بحيز الدار، لا يُتاح لها أن تبرحه، كما كان عليه الحال في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ ضُرب عليها الحجاب وأُقِرّت في البيت.

وقد انتابها هذا الشعور الخانق بعدما تحرّرت - ولو نسبياً - في عهود الحكومات الثلاثة الماضية من القيود الشرعية والأخلاقية، وكانت ترجو بمقتل عثمان ومجيء ابن عمها طلحة للحكم أن تتحرر تحرّراً كليّاً، بل كانت تعدّ نفسها لأن تكون الإمبراطورة الحقيقية وصاحبة الأمر والنهي، فلا يكون طلحة إلا خليفة صورياً يمتثل بأمرها، غير أن الذي جرى كان خلاف ما تتمنى وتشتهي، إذ جاء علي (عليه السلام) للحكم بدلاً من طلحة، فثارت ثائرتها عليه إذ رأت فيه ذلك الرجل الذي سيُدخلها من جديد إلى حيز الدار. وكان ذلك ذنبه (عليه السلام) عندها، كما كشفه (صلوات الله عليه) بنفسه إذ قال: «وما لنا إلى عائشة من ذنبٍ إلاّ أنّا أدخلناها في حيّزنا»!

إنه الحيز الذي تكرهه عائشة أشد الكره، إذ إنه يكبت شهواتها ونزواتها، ويمنعها من الخروج والتعرض للرجال ودعوتهم إلى نفسها والمبيت عندها، وما دام علي (عليه السلام) هو الخليفة والحاكم فسيبقى هذا الوضع، كما كان عليه أيام رسول الله صلى الله عليه وآله. لهذا طارت المرأة فرحاً حين علمت باستشهاد علي (عليه السلام) قائلةً: «لتصنع العرب ما شاءت فليس أحدٌ ينهاها»!

إنها حين تولّى الإمام (عليه السلام) مقاليد الحكم؛ لم يسعها أن تبقى مكتوفة الأيدي لتُقاد ثانية إلى ذلك الحيز، لذا عزمت على الخروج مع عصابة من أجلاف الرجال علّها تقلب الوضع، وتحقق لنفسها ما تصبو إليه من الحرية.. الحرية في أن تلتقي بالرجال ويلتقيها الرجال!

وكان ذلك الخروج منها صوب البصرة تجربة غاية في المتعة والإثارة بالنسبة لها، إذ ذاقت فيها طعم الإمرة والسلطة النافذة للمرة الأولى، حين كان جيش عرمرم يأتمر بأمرها بل ويقدسها تقديساً إلى حد التبرّك ببَعْر جملها!

كانت عائشة تشعر حينئذ بنشوة عارمة، فكل خطوة تخطوها صوب البصرة كانت تعني عندها خطوة نحو التحرر المطلق ونيل المُنى في الفجور، وكان عزمها منذ البداية معقوداً على أن تطلق لشهوتها العنان فتتبرّج وتلقي جلبابها وتُبدي شعيْراتها وتملأ حِرَها أيراً!".


وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

7 ذو الحجة 1441 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp