هل قال عمر بن الخطاب لرسول الله إنه ليهجر؟ وأي مصدر ذكر ذلك؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

سلام عليكم

.١َ هل واردات في البخاري أن عايشه قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى الجبل لينتحر.
٢.هل وردت في البخاري أو مسلم. قال إن الرجل ليهجر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا أمكن أن ترسلي لي الصفحة ورقم الحديث وكل الحديث المكذوبه في البخاري ومسلم. جزكم الله خير.



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.

ج1: نعم ذُكرت هذه الرواية الشنيعة عن عائشة في (صحيح البخاري - كتاب التعبير / باب أول ما بدئ به رسول الله (ص) من الوحي الرؤيا الصالحة / الجزء: ( 9 ) - رقم الصفحة: ( 29 )، والرواية طويلة لذلك نقتطع منها محل الشاهد: "حتى حزن النبي صلى الله عليه وآله فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال: يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له: مثل ذلك"

وقد ذُكرت هذه الرواية أيضا في مسند أحمد بن حنبل
باقي مسند الأنصار - حديث عائشة / الجزء : ( 43 ) - رقم الصفحة : ( 112 - 113 ).

ج2: نعم، قد ذكر البخاري ومسلم هذه الواقعة التي تُعرف بإسم (رزية يوم الخميس) حين أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكتب للناس كتاباََ لن يضلوا بعده أبدا فرفض القوم بقيادة عمر بن الخطاب عليه اللعنة وقال قولته المعروفة (إن الرجل ليهجر)، ويهجر تعني يهذي والعياذ بالله.

ولكن كعادة البخاري ومسلم في التدليس فمرة ذكروا اسم عمر مع لفظ (غلب عليه الوجع) ومرة حذفوا اسم عمر مع لفظ (يهجر):
نرى البخاري يذكر: "قال عمر: أن النبي (ص) غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا"
وذُكر هذا النص في:

1.صحيح البخاري - كتاب العلم - باب كتابة العلم / الجزء: ( 1 ) - رقم الصفحة: ( 34 )
2. صحيح البخاري - كتاب الأشربة - باب قول المريض قوموا عني / الجزء: ( 7 ) - رقم الصفحة: ( 120 )

ومرة نراه يذكر: "فقالوا: ما له أهجر استفهموه" وحذف اسم عمر بن الخطاب (لعنه الله) وذُكر هذا النص في:
1.صحيح البخاري - كتاب الجزية - باب اخراج اليهود من جزيرة العرب / الجزء: ( 4 ) - رقم الصفحة: ( 99 )
2. صحيح البخاري - كتاب المغازي - باب مرض النبي (ص) ووفاته / الجزء: ( 6 ) - رقم الصفحة: ( 9 )


ومرة ثالثة يحرّف في النص ويُدلس فيذكر: "فقال بعضهم: أن رسول الله (ص) قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله" أو "هَجر رسول الله" وحذف اسم عمر بن الخطاب (لعنه الله) مرة أخرى وذُكر هذا النص في:

1. صحيح البخاري - كتاب المغازي - باب مرض النبي (ص) ووفاته / الجزء: ( 6 ) - رقم الصفحة: ( 9 )
2. صحيح البخاري - كتاب الجهاد والسير - باب هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم / الجزء: ( 4 ) - رقم الصفحة: ( 69 )

أما صحيح مسلم فذكر الواقعة ثلاث مرات، مرتين كان النص على النحو التالي: "فتنازعوا وما ينبغي عند نبي تنازع، وقالوا: ما شأنه أهجر استفهموه" أو "فقالوا : أن رسول الله يهجر." وذُكرت هذه النصوص على التوالي في:

1. صحيح مسلم - كتاب الوصية - باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه / الجزء: ( 3 ) - رقم الصفحة: ( 1257 )
2. صحيح مسلم - كتاب الوصية - باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه / الجزء: ( 3 ) - رقم الصفحة: ( 1257 )

وفي الثالثة اعترف وذَكر إسم عمر بن الخطاب (لعنه الله) فكان النص على النحو التالي: "فقال عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله" صحيح مسلم - كتاب الوصية - باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه / الجزء: ( 3 ) - رقم الصفحة: ( 1257 ).

والمتتبع يجد أن الذي قال بأن رسول الله صلى الله عليه واله يهجر -عياذا بالله- هو عمر بن الخطاب لعنه الله كما اعترف بذلك ابن تيمية (لعنه الله) فقال: "وأما عمر فاشتبه عليه، هل كان قول النبي (ص) من شدة المرض، أو كان من أقواله المعروفة، والمرض جائز على الأنبياء ولهذا، قال: ماله أهجر فشك في ذلك، ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر”. (منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية / الفصل الثاني / في أن مذهب الامامية واجب الاتباع / الجزء: ( 6 ) - رقم الصفحة: ( 24 )).

ونحن لا نقبل من ابن تيمية المبرر الذي أعطاه لعمر بن الخطاب (لعنه الله) بأنه قد شك ولم يُجزم ولا نقبل منه أسلوب التقليل من عِظم هذه الرزية لأن المؤمن الحقيقي برسول الله صلى الله عليه وآله) يَعرف أنه لا ينطق عن الهوى، وهنا النفي مطلق ولا شرط فيه كالمرض مثلا، وقول عمر بن الخطاب لعنه الله بأن النبي يهجر دليل من الأدلة الواضحة على كفره، كما أكده مولانا وسيدنا الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام حين ذكر أبو بكر وعمر فقال وأقسم: "فلعمري لقد نافقا قبل ذلك وردا على الله عز وجل كلامه وهزئا برسوله صلى الله عليه وآله وهما الكافران عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين والله ما دخل قلب أحد منهما شيء من الإيمان منذ خروجهما من حالتيها وما ازدادا إلا شكا، كانا خداعين، مرتابين، منافقين حتى توفتهما ملائكة العذاب إلى محل الخزي في دار المقام" (الكافي - الشيخ الكليني - ج ٨ - الصفحة ١٢٥).

ولمزيد من التفصيل راجع الورقة البحثية للشيخ الحبيب بعنوان "عمر بن الخطاب كافر على قول ابن تيمية"

https://youtu.be/ayxnn_FKiAA

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

23محرم الحرام 1441 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp