ما صحة ما ذكره منير الخباز من أمر الإمام علي بجلد رجلين نالا من عائشة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعظم الله لكم الاجر في استشهاد الامام الحسين الشهيد المظلوم
الى سماحة الفاضل جناب الشيخ ياسر الحبيب دامت بركاتك
ماصحة ما ذكره سيد منير الخباز على المنبر في ايام عاشوراء ان امير المؤمنين عليه السلام أمر بجلد مئة جلدة شخصين نالوا بحسب نص تعبيره من السيدة عائشة ؟ اخوكم محمد القطيفي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.

بمراجعة الشيخ أكد أن هذا الخبر من الأباطيل التي رواها مخالفونا، الأصل فيه رواية الوضاع سيف بن عمر الضبي. والثابت خلافه، وهو أنه عليه السلام نال من عائشة لعنها الله بلا حريجة، وكذا نال منها أصحابه بلا نكير منه عليهم.

فمن ذلك ما رواه البلاذري في (أنساب الأشراف ج٢ ص٢٤٩) عن ابن حاطب قال: «أقبلت مع علي يوم الجمل إلى الهودج وكأنه شوك قنفذ من النبل، فضرب بسوطه الهودج ثم قال: إن حميراء إرم هذه أرادت أن تقتلني كما قتلت عثمان بن عفان».

ومن ذلك ما رواه المفيد في (الكافئة ص٢٨) من كتاب أمير المؤمنين عليه السلام إلى أهل الكوفة بعد الجمل وفيه: «ولاذ أهل البغي بعائشة، فقُتل حولها من أهل البصرة عالم جم، وضرب الله وجه بقيتهم فأدبروا. فما كانت ناقة الحجر بأشأم عليهم منها على أهل ذلك المصر، مع ما جاءت به من الحوب الكبير في معصيتها ربها ونبيها، واغترارها في تفريق المسلمين وسفك دماء المؤمنين، بلا بينة ولا معذرة ولا حجة ظاهرة».

ومن ذلك ما رواه المفيد أيضا في (الجمل ص١٨٤) من قول بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام لأصحاب عائشة: «دليلكم عجل بني أمية، وأمكم خاسرة شقية، هاوية في فتنة عمية».

وعلى هذه السيرة الحرة جرى الأئمة الأطهار عليهم السلام وكبار شيعتهم وعلماء هذه المدرسة العظيمة، حتى نُظمت في هجاء الملعونة الأشعار وصيغت الدعوات.

فعلى سبيل المثال روى ابن شهراشوب في (المناقب ح٢ ص٣٣٥) أن السيد الحميري رحمه الله هجاها بقوله:

«جاءت مع الأشقين في هودج
تزجي إلى البصرة أجنادها

كأنها في فعلها هرة
تريد أن تأكل أولادها»!

وكان من أدعية الخواجة نصير الدين الطوسي رحمه الله ما نقله الاسترابادي في (أنساب النواصب ص٣٥٩): «اللهم العن الشريرة الملعونة، الطاغية الباغية، المحاربة حرب الجمل، المخلَّدة في عذاب الملك الأعظم الأجل، المعذَّبة في قعر الدرك الأسفل من النار، بنت شرير الأشرار، وخليفة الكفار والفجار، الذليلة في يوم الآتية، بنت أبي بكر اللعين عائشة، لعنة الله عليها».

وإطلاق لفظ (السيدة) على هذه المرأة الملعونة التي قتلت بالسم رسول الله صلى الله عليه وآله هو كإطلاق لفظ (السيدة) على المرأة الملعونة جعدة بنت الأشعث التي قتلت بالسم الإمام الحسن المجتبى عليه السلام. ويكفي أنها كانت محاربة لرسول الله صلى الله عليه وآله لقوله: «يا علي حربك حربي»، فكيف يجوز إطلاق لفظ (السيدة) على من حارب سيد الخلق وأبغض وصيه ونحن نعلم أن بغض الوصي علامة النفاق؟! وقد روي عنه صلى الله عليه وآله قوله: «لا تقولوا للمنافق: سيدنا؛ فإنه إن يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم». (المحجة البيضاء للفيض الكاشاني ج٥ ص٢٨٦)

هذا خروج عن سيرة أهل البيت (عليهم السلام) وعلماء مدرستهم وشيعتهم، وهو حرام قطعي يجب أن يتوب من أتى به توبة نصوحا، وأن لا يتغافل عن شرطها الذي وضعه النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بقوله: «أحدث لكل ذنب توبة، السر بالسر والعلانية بالعلانية». (تحف العقول ص٢٦)

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

26 محرم الحرام 1441 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp