من هو عبد الرحمن بن ملجم؟ وهل كان من محبي علي عليه السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم .. من هو عبد الرحمن بن ملجم ومن اي بلد واي ديانه يتبع وما هي الأسباب التي دفعته إلى قتل امير المؤمنين علي عليه السلام وهل صحيح أنه كان من محبيه .. وشكرا وسلامي للشيخ ياسر الحبيب


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.

هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله ويرجع أصله إلى مذحج – وهي من كبار القبائل العربية – وكان من القرّاء وشهد ما يسمى بفتح مصر، وكان مع من بايع أمير المؤمنين صلوات الله عليه في المدينة، وقيل شهد معه الجمل وصفين.

روى شيخنا المفيد رضوان الله تعالى عليه في إرشاده: "روى الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن نباتة، قال: أتى ابن ملجم أمير المؤمنين عليه السلام فبايعه فيمن بايع، ثم أدبر عنه فدعاه أمير المؤمنين عليه السلام فتوثق منه، وتوكد عليه ألا يغدر ولا ينكث ففعل، ثم أدبر عنه فدعاه أمير المؤمنين عليه السلام الثانية فتوثق منه وتوكد عليه ألا يغدر ولا ينكث ففعل، ثم أدبر عنه فدعاه أمير المؤمنين عليه السلام الثالثة فتوثق منه وتوكد عليه ألا يغدر ولا ينكث، فقال ابن ملجم: والله - يا أمير المؤمنين - ما رأيتك فعلت هذا بأحد غيري. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أريد حباءه ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد * امض - يا بن ملجم - فوالله ما أرى. أن تفي بما قلت" (الإرشاد ج1 ص12).

وأما عن محبته لأمير المؤمنين صلوات الله عليه فإنه لم يكن مخلصاً له ولا من شيعته الأبرار كما بينته الروايات، ينقل العلامة المجلسي في بحاره عن كتاب بصائر الدرجات – وهو من الكتب المعتبرة – هذه الرواية: " أبو محمد، عن عمران بن موسى، عن إبراهيم بن مهزيار، عن محمد بن عبد الوهاب، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال: دخل عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله على أمير المؤمنين عليه السلام في وفد مصر الذي أوفدهم محمد بن أبي بكر، ومعه كتاب الوفد قال: فلما مر باسم عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله قال: أنت عبد الرحمن؟ لعن الله عبد الرحمن، قال: نعم يا أمير المؤمنين، أما والله يا أمير المؤمنين إني لأحبك، قال: كذبت والله ما تحبني - ثلاثا - قال: يا أمير المؤمنين أحلف ثلاثة أيمان أني أحبك، وتحلف ثلاثة أيمان أني لا أحبك؟ قال: ويلك - أو ويحك - إن الله خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام فأسكنها الهواء، فما تعارف منها هنالك ائتلف في الدنيا، وما تناكر منها هنا اختلف في الدنيا، وإن روحي لا تعرف روحك، قال: فلما ولى قال: إذا سركم أن تنظروا إلى قاتلي فانظروا إلى هذا، قال بعض القوم: أولا تقتله؟ - أو قال نقتله - فقال: ما أعجب من هذا، تأمروني أن أقتل قاتلي لعنه الله" (بحار الأنوار ج42 ص196-197).

وانتهى باللعين الأمر أن كان مع الخوارج الذين قاتلهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه في معركة النهروان، وكان من القلة الذين نجوا منهم.

روى شيخنا المفيد رضوان الله عليه في إرشاده: "ما رواه جماعة من أهل السير: منهم أبو مخنف لوط بن يحيى، وإسماعيل بن راشد، (وأبو هشام الرفاعي)، وأبو عمرو الثقفي، وغيرهم، أن نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة، فتذاكروا الأمراء فعابوهم وعابوا أعمالهم عليهم وذكروا أهل النهروان وترحموا عليهم، فقال بعضهم لبعض: لو أنا شرينا أنفسنا لله، فأتينا أئمة الضلال فطلبنا غرتهم فأرحنا منهم العباد والبلاد، وثأرنا بإخواننا للشهداء بالنهروان. فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك، فقال عبد الرحمن بن ملجم: أنا أكفيكم عليا، وقال البرك بن عبد الله التميمي: أنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكر التميمي: أنا أكفيكم عمرو بن العاص وتعاقدوا على ذلك، وتوافقوا عليه وعلى الوفاء واتعدوا لشهر رمضان في ليلة تسع عشرة، ثم تفرقوا... إلى آخر الرواية" (الإرشاد ج1 ص17).

لعنة الله عليه وعلى جميع قتلة وظلمة محمد وآل محمد.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

27 محرم الحرام 1441 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp