كيف نرد على سخرية أهل الخلاف من تفسير الشيعة لسورة التين؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

المخالفون يسخرون من الشيعة لروايتهم أن تفسير سورة التين فيها التين هو الحسن والزيتون هو الحسين وطور سنين هو الإمام علي بن أبي طالب ، فهل من الممكن أن يرد الشيخ على هذا بالتفصيل لو أمكن وشكرًا


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن ما يقوله الشيعة الأبرار في تفسير أو تأويل هذه الآية الكريمة إنما هو اتباعا لما ورد عن الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم فيها، فعن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قوله تعالى: والتين والزيتون* وطور سينين، قال: «التين والزيتون: الحسن والحسين، وطور سينين: علي بن أبي طالب (عليهم السلام)». قلت: قوله: فما يكذبك بعد بالدين؟ قال: «الدين: ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)».

وعن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك و تعالى اختار من البلدان أربعة، فقال عز وجل: والتين والزيتون* وطور سينين* وهذا البلد الأمين التين: المدينة، والزيتون: بيت المقدس، وطور سينين: الكوفة، وهذا البلد الأمين: مكة».

فلئن كان هذا التأويل مثار سخرية البكرية خذلهم الله، فإن عليهم أن يسخروا أيضا مما جاء في تفاسيرهم من اختلاف كبير في تفسير هذه الآية الكريمة!

فلو رجعتم مثلا إلى تفسير الطبري فإنه يقول: اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) فقال بعضهم: عُنِي بالتين: التين الذي يؤكل، والزيتون: الزيتون الذي يُعْصر (…) وقال آخرون: التين: مسجد دمشق، والزيتون: بيت المقدس. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا رَوْح، قال: ثنا عوف، عن يزيد أبي عبد الله، عن كعب أنه قال في قول الله: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) قال: التين: مسجد دمشق، والزيتون: بيت المقدس. وقال آخرون: التين: مسجد نوح، والزيتون: مسجد بيت المقدس.

وما هذا التخبط عندهم وكثرة التأويلات لتفسير هذه الآية عندهم إلا لابتعادهم عن العترة عليهم السلام!

فإن قال قائل منهم إنكم أيضا قدمتم أكثر من تأويل لهذه الآية فلا فرق هنا، قلنا الفارق كبير ولا قياس! فأولًا: إننا نتبع أهل البيت عليهم السلام الذين هم عدل القرآن والذين قرنهم رسول الله صلى الله عليه وآله به في الحديث الصحيح المعروف بحديث الحوض (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وهم الراسخون في العلم، الذين قال الله تعالى فيهم (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ). أما هم فيأخذون تفاسيرهم من كعب الأحبار وابن عباس وقتادة ومجاهد وعكرمة ومن لف لفهم! الذين لم يرد في شأنهم شيء للأخذ بأقوالهم في قبال أقوال وتفسيرات أئمة الهدى عليهم السلام!

أما ثانيًا: فإنه قد تتعدد المعاني في تفسير أو تأويل الآيات الكريمات فلا ينحصر المعنى في تأويل واحد بالضرورة، وهذا ما تعلمناه من أئمتنا الأطهار عليهم السلام الذين قالوا: “لا تكونن ممن يقول للشيء: إنه في شيء واحد”. فعن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل)؟ قال: نزلت في رحم آل محمد عليه وآله السلام وقد تكون في قرابتك، ثم قال: فلا تكونن ممن يقول للشيء: إنه في شيء واحد.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

6 شوال 1442 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp