ما صحة روايات تزعم أن النبي صلى الله عليه وآله قبّل عضو الحسين عليه السلام وهو صغير؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم شيخنا الحبيب العزيز ورحمة وبركاته أما بعد،

فقد وجدنا الكثير من الروايات في مصادرنا المعتبرة حول موضوع واحد وهو تقبيل النبي صلى الله عليه وآله لعضو الإمام الحسين عليه السلام حين كان طفلاً

ومنها رواية عن زينب بنت جحش قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ذات يوم عندي نائما، فجاء الحسين (عليه السلام) فجعلت أعلله مخافة أن يوقظ النبي (صلى الله عليه وسلم)، فغفلت عنه، فدخل واتبعته، فوجدته وقد قعد على بطن النبي (صلى الله عليه وسلم) فوضع زبيبته في سرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم): فجعل يبول عليه، فأردت أن آخذه عنه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): دعي ابني يا زينب حتى يفرغ من بوله، فلما فرغ توضأ النبي (صلى الله عليه وسلم) وقام يصلي {إلى أخر الرواية..}
[الأمالي للطوسي ص٣١٦]

وأيضاً حديث الأئمة المعصومين عن أمير المؤمنين (عليه السلام) الراوندي: بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال علي (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل زب الحسين (عليه السلام) كشف عن أربيته (3) وقام فصلى من غير أن يتوضأ (4).
[ نوادر الراوندي: ٤٠ ]

فما رأيكم بالروايات السابقة وشبيهاتها من حيث السند والمتن حفظكم الله..

جمع من المؤمنين


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ أفاد أن الرواية الأولى ليس فيها ذكر التقبيل، وهي مع ذلك عامية، إنما أخرجها شيخ الطائفة عن ابن خشيش عن شيوخه من العامة، وفيهم ضعاف ومجاهيل. وتجدها في مصادرهم كما في المعجم الكبير للطبراني (ج24 ص57) عن زينب بنت جحش قالت: «تقيَّل النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، إذ أقبل الحسين وهو غلام حتى جلس على بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وضع ذكره في سُرَّته، قالت: فقمت إليه، فقال: ائتيني بماء. فأتيته بماء فصبه عليه، ثم قال: يُغسل من الجارية، ويُصب عليه من الغلام».

وأما الرواية الأخرى فليست من طرقنا المعتبرة أيضا، إذ أصلها كتاب الأشعثيات، ومعلومٌ ما فيه من الأخبار الشاذة (قاموس الرجال ج2 ص120) وأن مؤلَّفه محمد بن محمد بن الأشعث ممن سكن مصر مخالطًا للمخالفين وقد أدرج في كتابه «ما روته العامة عن جعفر بن محمد عليهما السلام» (رجال النجاشي ص379). والرواية عامية، تجدها في مصادرهم كما في المعجم الكبير للطبراني (ج12 ص108) عن ابن عباس قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرَّج فخذي الحسين وقبَّل زبيبته».

وليس للمخالفين التشنيع إذ إنه يرتد عليهم لمكان تنصيص علمائهم على حقيقة وقوع ذلك وبنائهم فقههم عليه بلا نكارة من أحدٍ منهم. ففي (البداية والنهاية لابن كثير ج8 ص37): «وهو - أي الحسن عليه السلام - أكبر ولد أبويه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا شديدا حتى كان يقبِّل زبيبته وهو صغير». وفي (المغني لابن قدامة ج1 ص172): «وعن الزهري والأوزاعي: لا وضوء على من مسَّ ذكر الصغير لأنه يجوز مسه والنظر إليه وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قبَّل زبيبة الحسن ولم يتوضأ».

أما نحن فلم يصح عندنا شيء في ذلك ولا رُوي في مصادرنا المعتبرة كما علمتَ.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

2 ربيع الآخر 1443 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp