هل لأهل شمال أفريقيا دور في عصر الظهور؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

‏بسم الله الرحمان الرحيم

سماحة الشيح الفاضل ياسر الحبيب حفظكم الباري عز وجل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هل هناك روايات صحيحة تشير إلى سكان شمال إفريقيا و خاصة افريقية أي تونس مثلاهل زارهم أحد من الأئمة عليهم السلام أو أحد وكلائهم ؟ ما هو دورهم في عصرالظهور؟ هل الروايات إن وجدت تمدحهم أم تذمهم؟

ودمتم بخير والسلام عليكم


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أسعد الله أيامنا وأيامكم بعيد الفطر المبارك وجعلنا وإياكم من العائدين والفائزين.

كان في أفريقية بعض وكلاء الأئمة (عليهم السلام) وثقاتهم، كراشد رضوان الله تعالى عليه، الذي لم نعرف عنه أكثر من ترحّم الإمام الباقر عليه مرّتين وشهادته له بأنه محبٌّ ووليٌّ لهم صلوات الله عليهم، ولم نعرف في أيّ بلاد أفريقية كان، فلعلّه كان في تونس أو غيرها. ونحن نرجّح أن يكون من سكّان شمال أفريقية لأنه إن كان من غيرها لقيل إنه من الحبشة مثلا أو غيرها من أصقاع أفريقية المميزة باسم خاص يدلّ عليها. وإليك الرواية المؤثرة التي تُظهر مدى تتبّع أئمتنا (عليهم السلام) لأحوالنا أينما كنّا ومعرفتهم بما يقع لنا أولا بأوّل.

رُوي عن محمد بن مسلم قال: ”سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول لرجل من أهل أفريقية: ما حال راشد؟ قال: خلّفته صالحا يُقرئك السلام. قال عليه السلام: رحمه الله! قال: أَوَ مات؟! قال عليه السلام: نعم رحمه الله. قال: متى؟! قال عليه السلام: قبل خروجك بيوميْن. قال: لا والله ما مرض ولا كانت به علّة! قال عليه السلام: إنما يموت مَن يموت من غير علة أكثر! ثم قال عليه السلام: يا محمد بن مسلم.. والله لئن كنتم تروْن أنه ليس لنا معكم أعين ناظرة وآذان سامعة لبئس ما رأيتم! والله ما خفي مَن غاب، فأحضروا لي جميلا وعوّدوا ألسنتكم الخير، وكونوا من أهله تُعرَفوا به“. (دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري الإمامي ص100 والخرائج والجرائح للرواندي ج2 ص596).

أما عن دور سكّان هذه البلاد في عصر الظهور فقد رُويَت رواية تذكر أنهم سيواجهون جيش السفياني الناصبي وستقع بينهم حرب طاحنة. الرواية منسوبة إلى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وفيها: ”وجرّت (والاحتمال عندي أن الكلمة: وجرّد) السفياني خيله وجنّد الجنود وبنّد البنود، هناك يأتيه أمر الله (...) وتخالفه طليعة بعين طرطوس، وبقاصية أفريقية، هناك تُقبل رايات مغربية أو مشرقية“. (دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري الإمامي ص474).

إلا أني لا أعتمد على الرواية كثيرا، لكن ذلك ليس بمانع من طرح مضمونها في مقام الاحتمال، والله العالم. وحدسي هو أن أهل بلاد المغرب الكبرى بما فيها الجزائر وتونس سيكون لهم دور عظيم في الحركة التمهيدية لظهور مولانا صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه وأرواحنا لتراب مقدمه الفداء، وأرى أنهم سيرفعون خلال السنوات المقبلة راية التشيع عاليا جدا بل لعلّهم يتفوّقون على شيعة المشرق بمراحل. والله الموفق والناصر.

زاد الله توفيقاتكم للخير وكان معكم. والسلام.

ليلة الثاني من شوال لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp