ما المراد من قول الإمام الصادق عليه السلام أن أهل البيت هم الخمسة أصحاب الكساء؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن عمار بن موسى الساباطي قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال رجل: اللهم صل على محمد وأهل بيت محمد فقال له أبو عبد الله عليه السلام يا هذا لقد ضيقت علينا أما علمت أن أهل البيت خمسة، أصحاب الكساء، فقال الرجل كيف أقول؟ قال قل اللهم صل على محمد وآل محمد فنكون نحن وشيعتنا قد دخلنا فيه.

١- ما المراد من قول الإمام عليه السلام؟ مع أن هناك روايات أخرى تشير إلى أن الأئمة عليهم السلام داخلون في عنوان "أهل البيت"؟

٢- كيف يمكن الجمع بين ما قاله الإمام في هذه الرواية "فنكون نحن وشيعتنا قد دخلنا فيه" وما جاء في رواية أخرى "إنما آل محمد من حرم الله عز وجل على محمد نكاحه".

٣- هل الإمام علي عليه السلام من "آل محمد"؟ باعتبار أن آل محمد ذريته.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى وفاة السيدة فاطمة المعصومة صلوات الله عليها.

بمراجعة الشيخ،

هذا من لحن الأئمة عليهم السلام، والمراد النهي عن إرادة الخصوص في الصلاة عليهم بنحو يحرم شيعتهم من شمول بركتها لهم، لا أنهم - عليهم السلام - غير داخلون في نطاق (أهل البيت).

إن (أهل البيت) بالأصل هم الخمسة أهل الكساء، لا يُراد بهذا اللفظ غيرهم إن أريد الخصوص، أي من نزلت عليهم الآية. أما إن أريد العموم الذي يسري فيه حكمهم - من الطهارة والعصمة وما يتصل بهما - إلى غيرهم، فهذا يتوقف على وجود أدلة تنزل هذا الغير هذه المنزلة ويتوسع بها نطاق مدلول اللفظ، ولا يخفى أن الأدلة وافرة على هذا التنزيل وهذه التوسعة، من سيد أهل البيت الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله؛ فضلا عن البقية من أهل الكساء صلوات الله عليهم؛ أن الأئمة التسعة من ذرية الحسين - عليهم السلام - من أهل البيت.

وأما (آل محمد) فهم بالأصل أرحامه وذريته وأولياؤه؛ مَن هم منه صلى الله عليه وآله، فهو أعمّ وأوسع نطاقا من ذلك اللفظ حتى مع التنزيل المزبور، فإذا أريد به العموم فهو كذلك يتوقف على وجود أدلة تسرّي الحكم وتوسع النطاق، وهذا الذي نحن فيه دليل على هذه التوسعة في خصوص الصلاة عليهم، فإن المصلي إذا قال: «اللهم صل على محمد وآل محمد» دخل في ذلك الشيعة المطيعون المتبعون أيضا. جريا على قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: «فمن تبعني فإنه مني». أما إذا قال: «اللهم صل على محمد وأهل بيته» فقط أخرج من ذلك الشيعة، بل وعموم الأهل والذرية والأولياء إلا الذين بلغوا رتبة (منا أهل البيت) مثلا، فكأنه قد ضيّق واسعا، وهذا هو مراد الإمام عليه السلام من نهي الرجل عن هذه الصيغة.

وعلى أية حال فإن الذي يصعب عليه فهم لحن الأئمة عليه السلام في هذا الخبر؛ له أن يطرحه لأنه لا يقاوم الأخبار المستفيضة الصريحة في دخولهم في نطاق أهل البيت، فإن هذا الخبر من أخبار الفطحية لا الإمامية، وللمرء أن يتهمهم فيه بإخراج الأئمة عليهم السلام من نطاق ومفهوم أهل البيت لكي لا يُحتج عليهم بتلكم الأخبار الكثيرة، وليسوغ لهم اعتبار الأفطح إماما وإن ظهرت أمارات عدم طهارته وعصمته، بدعوى أن الطهارة والعصمة مختصة بأصحاب الكساء عليهم السلام.

ثم إن التنزيل تارة يكون حقيقيا تسري معه أحكام ما، كما في تنزيل التسعة منزلة الخمسة صلوات الله عليهم، وتارة يكون اعتباريا لا تسري معه تلكم الأحكام وإنما تسري معه اعتبارات أو أحكام جزئية أو بركات ولطائف، كما في تنزيل شيعتهم منزلتهم لقوله عليه السلام: «وأنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل البيت» وقوله عليه السلام: «إن ولي محمد مَن أطاع الله وإن بعدت لحمته».

ومنه تفهم أن «فنكون نحن وشيعتنا قد دخلنا فيه» على الاعتبار، فيما «إنما آل محمد من حرم الله عز وجل على محمد نكاحه» على الحقيقة، وهؤلاء يمكن إخراجهم اعتبارا أيضا لقوله عليه السلام: «من كان منا لم يطع الله عز وجل فليس منا»، وقوله عليه السلام: «وإن عدو محمد مَن عصى الله وإن قربت قرابته».

وبدهي أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه من آل محمد، ولا ينافي ذلك ما ورد من أنهم ذريته لأنه على التغليب والكثرة.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

9 ربيع الآخر 1443 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp