ما رأي الشيخ الحبيب في شخصية المنذر بن ساوى والعلاء بن الحضرمي؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عظم الله اجورنا واحوركم بمناسبة استشهاد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.

ما رأيكم حول شخصية منذر بن ساوى التميمي و علاء الحضرمي ؟
ولماذا لم يذكرهم التأريخ كثيرا ؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد السيد محمد سبع الدجيل بن الإمام الهادي صلوات الله عليهما.

بمراجعة الشيخ،

ليس في ما بين أيدينا من المروي عن أئمتنا عليهم السلام شيء فيهما خاصة، غير أن الأول يُستظهر صلاحه بعد العلم بأنه كان ملكًا على البحرين فأسلم طواعية وحسن إسلامه، فلم يكن من المعاندين ولا الجاحدين ولا ممن أسلم عنوة، ولقد كاتب النبي الأعظم صلى الله عليه وآله فأحسن مكاتبته، وأقرَّه صلى الله عليه وآله على حكم البحرين وما تحت يديه، ثم لم يمهله القدر ليُرى أين يكون موضعه في فتنة السقيفة وما تلاها، إذ توفي في أيام استشهاد سيد المرسلين صلى الله عليه وآله.

أما الآخر فيُستظهر طلاحه لما ورد في سيرته، فإنه الذي صاح به النبي صلى الله عليه وآله لمّا قرأ سورة عبس وزاد فيها من عنده: «وهو الذي أخرج من الحبلى نسمة تسعى، من بين شراسيف وحشى»! (عيون الأخبار لابن قتيبة ج2 ص22). وهو الذي عزله النبي صلى الله عليه وآله عن ولاية البحرين بعدما شكاه وفدها وولّى محلّه أبان بن سعيد بن العاص رحمه الله (الطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص360) ثم أعاده الطاغية الأول أبو بكر بن أبي قحافة لعنه الله واليًا على البحرين مع أنه معزول من النبي الخاتم صلى الله عليه وآله! وأمضى ولايته الطاغية الثاني عمر بن الخطاب لعنه الله (صفوة المنتظم لابن الجوزي ج4 ص242).

ويبدو أنه لإخلاصه للطاغيتين غلى فيه القوم فنسبوا إليه الكرامات حتى قاربوا أن يجعلوه كموسى عليه السلام ينشق له البحر! فزعموا أنه حين خرج بجيشه إلى جزيرة دارين للقتال وبينهم وبينها بحر؛ دعا الله بدعاء فذلَّلَ له البحر حتى عبروه ماشين بخيلهم ودوابهم «على مثل رملة ميثاء فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل، وإن ما بين دارين والساحل مسيرة يوم وليلة لسفن البحر في بعض الحالات» (تاريخ الطبري ج2 ص289) مع أن جزيرة دارين هذه لا يفصلها عن ساحل القطيف أكثر من نصف كيلومتر فقط وما بينهما مياه ضحلة تُقطع مشيًا في بضع دقائق! وحتى في أوقات المد فإن المسافة القصيرة هذه لا تتطلب سفنًا فضلًا عن أن يستغرق عبورها بها يومًا وليلةً وكأنها واقعة في مكان ناءٍ قصيٍّ! واليوم هي متصلة بالجزيرة الأم تاروت بعد ردم ما بينهما، فلا كرامة هنا ولا هم يحزنون! إنما هو الغلو والأساطير ليس إلا.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

29 جمادى الآخرة 1443 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp