كيف يعلم الإمام الغيب بينما القرآن ينفي عن النبي العلم بالغيب؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

‏‏السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،

بارك الله فيكم و في سعيكم تجاه نصرة المذهب الحق مذهب أهل البيت عليهم صلوات الله أجمعين،، أما بعد،

كنت أتصفح إحدى مواقع المخالفين ووجدت عندهم بعض الأسئلة التي يدعون بأنها تبهتنا و نحن نعجز عن الإجابة عليها ،، فهل أجد عندكم من مصادرهم الموثوق بها ما نستدل عليهم به حتى نجيب عليهم من كتبهم و من كتبنا أيضا ،،

من الاسئلة : كيف يعلم الإمام الغيب والنبي يوصف بقوله ( وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) ؟


باسمه عزّ اسمه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

هؤلاء الجهلة أخذوا شطرا من الآية وأهملوا تتمتّها! فإنه سبحانه يقول: ”قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ“ (الأحقاف: 10) فلماذا أهملوا قوله: ”إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ“ ولم يتدبّروا في معناه حتى يفهموا المقصود من الآية؟!

إن القرآن يفسّر بعضه بعضا، فإذا أردنا أن نفهم المقصود من قوله: ”إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ“ علينا أن نرجع إلى سائر الآيات التي تتحدث عن الوحي، فلمّا رجعنا وجدنا قوله تعالى: ”ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ“. (آل عمران: 45) وقوله تعالى: ”تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ“. (هود: 50) وقوله تعالى: ”ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ“. (يوسف: 103).

فعرفنا بدلالة هذه الآيات أن من الوحي الإنباء بالغيب، وبضميمة هذا نعرف أن الوحي في قوله: ”وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ“ يتضمن الإنباء بالغيب، فيثبت بالجمع بين الآيات أنه (صلى الله عليه وآله) كان يعلم الغيب بالوحي الإلهي، وعليه يكون معنى الآية الكريمة أنه (صلى الله عليه وآله) قد أُمِر بأن يبيّن لأولئك الكفرة أنه باستقلاله بنفسه لا يعلم الغيب ولا يعلم حتى مصيره ومصيرهم، إلا أنه باستمداده الوحي من الله جل جلاله يعلم الغيب. وبعبارة أخرى: إنه (صلى الله عليه وآله) ينفي أن يكون عالما بالغيب من تلقاء نفسه، ويؤكد من جهة أخرى أنه عالم بالغيب بتعليم الله جل وعلا.

فالنبي (صلى الله عليه وآله) إذن يعلم الغيب لا كما يتصوّره هؤلاء الجهلة الأغبياء! وكل ما كان يعلمه النبي يعلمه خليفته الوصي، وكل ذلك بالوحي والتعليم الإلهي.

صبّركم الله وإيانا على جهل الجاهلين. والسلام.

ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp