هل وردت روايات من أهل البيت عليهم السلام عن الأهرامات الموجودة في مصر؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيبي الشيخ ياسر من فضلك

ماذا قول رسول الله صلي الله عليه واله
وواله البيت الكرام
عن أهرامات الجيزة في مصر
وجزاك الله خير


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لم يصلنا عن النبي الأكرم وعترته الطاهرة (عليهم الصلاة والسلام) أحاديث عن الأهرام، فهناك تراث هائل من الأحاديث والروايات ضائع ولم يصلنا للأسف.

ولكن لدينا في مصادرنا خبر عن أن باني الأهرام هو والد العزيز الذي كان في زمان سيدنا يوسف (عليه الصلاة والسلام) واسمه الرَّيان بن دَوْمَغ. والظاهر أن هذا الاسم معرَّب، كما أن ما كتبه على بلاطة خاصة من الأهرام عُرِّب أيضاً وصيغ على أبيات منظومة.

تمام الخبر في كتاب كمال الدين للصدوق ج2 ص562: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْوَهَّابِ بْنِ نَصْرٍ اَلسِّجْزِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ زَيْدٍ اَلشَّعْرَانِيَّ مِنْ وُلْدِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ حَكَى لِي أَبُو اَلْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْمِصْرِيُّ : أَنَّ أَبَا اَلْجَيْشِ حَمَّادَوَيْهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ طُولُونَ كَانَ قَدْ فَتَحَ اَللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ كُنُوزِ مِصْرَ مَا لَمْ يُرْزَقْ أَحَدٌ قَبْلَهُ فَأُغْرِيَ بِالْهَرَمَيْنِ فَأَشَارَ إِلَيْهِ جُلَسَاؤُهُ وَ حَاشِيَتُهُ وَ بِطَانَتُهُ بِأَنْ لاَ يَتَعَرَّضَ لِهَدْمِ اَلْأَهْرَامِ فَإِنَّهُ مَا تَعَرَّضَ لِهَذِهِ أَحَدٌ فَطَالَ عُمُرُهُ فَأَلَحَّ فِي ذَلِكَ وَ أَمَرَ أَلْفاً مِنَ اَلْفَعَلَةِ أَنْ يَطْلُبُوا اَلْبَابَ فَكَانُوا يَعْمَلُونَ سَنَةً حَوَالَيْهِ حَتَّى ضَجِرُوا وَ كَلُّوا فَلَمَّا هَمُّوا بِالاِنْصِرَافِ بَعْدَ اَلْإِيَاسِ مِنْهُ وَ تَرْكِ اَلْعَمَلِ وَجَدُوا سَرَباً فَقَدَّرُوا أَنَّهُ اَلْبَابُ اَلَّذِي يَطْلُبُونَهُ فَلَمَّا بَلَغُوا آخِرَهُ وَجَدُوا بَلاَطَةً قَائِمَةً مِنْ مَرْمَرٍ فَقَدَّرُوا أَنَّهَا اَلْبَابُ فَاحْتَالُوا فِيهَا إِلَى أَنْ قَلَعُوهَا وَ أَخْرَجُوهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْمُظَفَّرِ وَجَدُوا مِنْ وَرَائِهَا بِنَاءً مُنْضَمّاً لاَ يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ فَأَخْرَجُوهَا ثُمَّ نَظَّفُوهَا فَإِذَا عَلَيْهَا كِتَابَةٌ بِالْيُونَانِيَّةِ فَجَمَعُوا حُكَمَاءَ مِصْرَ وَ عُلَمَاءَهَا مِنْ سَائِرِ اَلْأَدْيَانِ فَلَمْ يَهْتَدُوا لَهَا. وَ كَانَ فِي اَلْقَوْمِ رَجُلٌ يُعْرَفُ بِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْمَدِينِيِّ أَحَدُ حُفَّاظِ اَلدُّنْيَا وَ عُلَمَائِهَا فَقَالَ لِأَبِي اَلْجَيْشِ حَمَّادَوَيْهِ بْنِ أَحْمَدَ أَعْرِفُ فِي بَلَدِ اَلْحَبَشَةِ أُسْقُفّاً قَدْ عُمِّرَ وَ أَتَى عَلَيْهِ ثَلاَثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ سَنَةً يَعْرِفُ هَذَا اَلْخَطَّ وَ قَدْ كَانَ عَزَمَ عَلَى أَنْ يُعَلِّمَنِيهِ فَلِحِرْصِي عَلَى عِلْمِ اَلْعَرَبِ لَمْ أَقُمْ عِنْدَهُ وَ هُوَ بَاقٍ فَكَتَبَ أَبُو اَلْجَيْشِ إِلَى مَلِكِ اَلْحَبَشَةِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَحْمِلَ هَذَا اَلْأُسْقُفَّ إِلَيْهِ فَأَجَابَهُ أَنَّ هَذَا شَيْخٌ قَدْ طُعِنَ فِي اَلسِّنِّ وَ قَدْ حَطَمَهُ اَلزَّمَانُ وَ إِنَّمَا يَحْفَظُهُ هَذَا اَلْهَوَاءُ وَ هَذَا اَلْإِقْلِيمُ وَ يُخَافُ عَلَيْهِ إِنْ نُقِلَ إِلَى هَوَاءٍ آخَرَ وَ إِقْلِيمٍ آخَرَ وَ لَحِقَتْهُ حَرَكَةٌ وَ تَعَبٌ وَ مَشَقَّةُ اَلسَّفَرِ أَنْ يَتْلَفَ وَ فِي بَقَائِهِ لَنَا شَرَفٌ وَ فَرَحٌ وَ سَكِينَةٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ شَيْءٌ يَقْرَؤُهُ أَوْ يُفَسِّرُهُ أَوْ مَسْأَلَةٌ تَسْأَلُونَهُ فَاكْتُبْ لِي بِذَلِكَ فَحُمِلَتِ اَلْبَلاَطَةُ فِي قَارِبٍ إِلَى بَلَدِ أُسْوَانَ مِنَ اَلصَّعِيدِ اَلْأَعْلَى وَ حُمِلَتْ مِنْ أُسْوَانَ عَلَى اَلْعَجَلَةِ إِلَى بَلَدِ اَلْحَبَشَةِ وَ هِيَ قَرِيبَةٌ مِنَ اَلْأُسْوَانِ فَلَمَّا وَصَلَتْ قَرَأَهَا اَلْأُسْقُفُّ وَ فَسَّرَ مَا كَانَ فِيهَا بِالْحَبَشِيَّةِ ثُمَّ نُقِلَتْ إِلَى اَلْعَرَبِيَّةِ فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ أَنَا اَلرَّيَّانُ بْنُ دَوْمَغٍ فَسُئِلَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلْمَدِينِيُّ عَنِ اَلرَّيَّانِ مَنْ كَانَ فَقَالَ هُوَ وَالِدُ اَلْعَزِيزِ اَلْمَلِكِ اَلَّذِي كَانَ فِي زَمَانِ يُوسُفَ اَلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ اِسْمُهُ اَلْوَلِيدُ بْنُ اَلرَّيَّانِ بْنِ دَوْمَغٍ وَ كَانَ عُمُرُ اَلْعَزِيزِ سَبْعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ عُمُرُ اَلرَّيَّانِ وَالِدِهِ أَلْفَ وَ سَبْعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ عُمُرُ دَوْمَغٍ ثَلاَثَةَ آلاَفِ سَنَةٍ. فَإِذَا فِيهَا أَنَا اَلرَّيَّانُ بْنُ دَوْمَغٍ خَرَجْتُ فِي طَلَبِ عِلْمِ اَلنِّيلِ اَلْأَعْظَمِ لِأَعْلَمَ فَيْضَهُ وَ مَنْبَعَهُ إِذْ كُنْتُ أَرَى مُفِيضَهُ فَخَرَجْتُ وَ مَعِي مَنْ صَحِبَنِي أَرْبَعَةُ آلاَفِ رَجُلٍ فَسِرْتُ ثَمَانِينَ سَنَةً إِلَى أَنِ اِنْتَهَيْتُ إِلَى اَلظُّلُمَاتِ وَ اَلْبَحْرِ اَلْمُحِيطِ بِالدُّنْيَا فَرَأَيْتُ اَلنِّيلَ يَقْطَعُ اَلْبَحْرَ اَلْمُحِيطَ وَ يَعْبَرُ فِيهِ وَ لَمْ يَكُنْ لِي مَنْفَذٌ وَ تَمَاوَتَ أَصْحَابِي وَ بَقِيتُ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ رَجُلٍ فَخَشِيتُ عَلَى مُلْكِي فَرَجَعْتُ إِلَى مِصْرَ وَ بَنَيْتُ اَلْأَهْرَامَ وَ اَلْبَرَابِيَّ وَ بَنَيْتُ اَلْهَرَمَيْنِ وَ أَوْدَعْتُهُمَا كُنُوزِي وَ ذَخَائِرِي وَقُلْتُ فِي ذَلِكَ:

وَأَدْرَكَ عِلْمِي بَعْضَ مَا هُوَ كَائِنٌ
وَلاَ عِلْمَ لِي بِالْغَيْبِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ

وَ أَتْقَنْتُ مَا حَاوَلْتُ إِتْقَانَ صُنْعِهِ
وَأَحْكَمْتُهُ وَ اَللَّهُ أَقْوَى وَأَحْكَمُ

وَحَاوَلْتُ عِلْمَ اَلنِّيلِ مِنْ بَدْءِ فَيْضِهِ
فَأَعْجَزَنِي وَاَلْمَرْءُ بِالْعَجْزِ مُلْجَمُ

ثَمَانِينَ شَاهُوراً قَطَعْتُ مَسَايِحاً
وَحَوْلِي بَنوُ حُجْرٍ وَجَيْشٌ عَرَمْرَمُ

إِلَى أَنْ قَطَعْتُ اَلْإِنْسَ وَاَلْجِنَّ كُلَّهُمْ
وَعَارَضَنِي لُجٌّ مِنَ اَلْبَحْرِ مُظْلِمُ

فَأَيْقَنْتُ أَنْ لاَ مَنْفَذَ بَعْدَ مَنْزِلِي
لِذِي هِمَّةٍ بَعْدِي وَلاَ مُتَقَدِّمُ

فَأُبْتُ إِلَى مُلْكِي وَ أَرْسَيْتُ ثَاوِياً
بِمِصْرَ و لِلْأَيَّامِ بُؤْسٌ وَأَنْعُمُ

أَنَا صَاحِبُ اَلْأَهْرَامِ فِي مِصْرَ كُلِّهَا
وَبَانِي بَرَانِيهَا بِهَا وَاَلْمُقَدَّمُ

تَرَكْتُ بِهَا آثَارَ كَفِّي وَحِكْمَتِي

عَلَى اَلدَّهْرِ لاَ تُبْلَى وَلاَ تَتَهَدَّمُ

وَفِيهَا كُنُوزٌ جَمَّةٌ وَعَجَائِبٌ
وَلِلدَّهْرِ أَمْرٌ مَرَّةً وَتَجَهُّمُ

سَيَفْتَحُ أَقْفَالِي وَ يُبْدِي عَجَائِبِي
وَلِيٌّ لِرَبِّي آخِرَ اَلدَّهْرِ يَنْجُمُ

بِأَكْنَافِ بَيْتِ اَللَّهِ تَبْدُو أُمُورُهُ
فَلاَ بُدَّ أَنْ يَعْلُوَ وَيَسْمُوَ بِهِ اَلسِّمُ

ثَمَانٍ وَتِسْعٌ وَاِثْنَتَانِ وَأَرْبَعٌ
وَتِسْعُونَ أُخْرَى مِنْ قَتِيلٍ وَمُلْجَمُ

وَمِنْ بَعْدِ هَذَا كَرَّ تِسْعُونَ تِسْعَةٌ
وَتِلْكَ اَلْبَرَانِيُّ تَسْتَخِرُّ وَتُهْدَمُ

وَتُبْدَى كُنُوزِي كُلُّهَا غَيْرَ أَنَّنِي
أَرَى كُلَّ هَذَا أَنْ يُفَرِّقَهَا اَلدَّمُ

زَبَرْتُ مَقَالِي فِي صُخُورٍ قَطَعْتُهَا
سَتَبْقَى وَأَفْنَى بَعْدَهَا ثُمَّ أَعْدَمُ

فَحِينَئِذٍ قَالَ أَبُو اَلْجَيْشِ حَمَّادَوَيْهِ بْنُ أَحْمَدَ هَذَا شَيْءٌ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ حِيلَةٌ إِلاَّ اَلْقَائِمَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ وَ رُدَّتِ اَلْبَلاَطَةُ كَمَا كَانَتْ مَكَانَهَا. ثُمَّ إِنَّ أَبَا اَلْجَيْشِ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ قَتَلَهُ طَاهِرٌ اَلْخَادِمُ ذَبَحَهُ عَلَى فِرَاشِهِ وَ هُوَ سَكْرَانُ وَ مِنْ ذَلِكَ اَلْوَقْتِ عُرِفَ خَبَرُ اَلْهَرَمَيْنِ وَ مَنْ بَنَاهُمَا فَهَذَا أَصَحُّ مَا يُقَالُ مِنْ خَبَرِ اَلنِّيلِ وَ اَلْهَرَمَيْنِ.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

25 شعبان المكرم 1443 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp