لماذا يختفي المهدي (عليه السلام) مع أن كل ذرات الكون تخضع له؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

‏‏السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،

بارك الله فيكم و في سعيكم تجاه نصرة المذهب الحق مذهب أهل البيت عليهم صلوات الله أجمعين،، أما بعد،

كنت أتصفح إحدى مواقع المخالفين ووجدت عندهم بعض الأسئلة التي يدعون بأنها تبهتنا و نحن نعجز عن الإجابة عليها ،، فهل أجد عندكم من مصادرهم الموثوق بها ما نستدل عليهم به حتى نجيب عليهم من كتبهم و من كتبنا أيضا ،،

من الأسئلة: المهدي الذي تخضع له كل ذرات الكون لما يختفي ؟


باسمه عزّ اسمه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ما أتفه هذا السؤال! وإجابته ببساطة شديدة هي أن الله تعالى لم يأذن لوليّه المهدي (عليه السلام) أن يظهر للناس، لا حماية له فحسب وإنما لحكمة ابتلاء الناس بغيبة إمامهم ولمصالح أخرى عديدة. فأي ملازمة بين أن تخضع ذرات الكون للإمام وبين ظهوره أو غيبته؟! لا يقول هذا إلا الجهلة من سفلة العامة! فارجع إليهم وقل لهم: على مبناكم التافه هذا؛ أخبرونا لماذا هرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أسلافكم مشركي مكة وغاب ثلاثة أيام في الغار مع أن كل ذرات الكون تخضع له أيضا ولو بدعائه الله تعالى فإنه سبحانه لا يتأخر عن أجابته وقد كان بمقدور النبي (صلى الله عليه وآله) أن يدعو الله تعالى أن يردّ عنه كيد المشركين دون أن يضطر للهروب منهم والهجرة من مكة والغياب في الغار وكان الله تعالى سيستجيب له حتما لأن الله لا يردّ دعوة نبيّه؟! فلماذا اضطر النبي (صلى الله عليه وآله) لكل هذا العناء؟!

إن هؤلاء الأغبياء لا يفهمون حتى الآن أن النبي والإمام لا يعملان من تلقاء نفسيهما وإنما يعملان بأمر الله تعالى، فإن شاء الله تعالى أن يعرّضهم إلى البلاء صبروا، ومن البلاء أمره إياهم بالاختباء عن أعين الناس فترة من الزمن، وهذا لا ينافي خضوع ذرات الكون لهم بأمر الله تعالى، فإنهم لا يستعملون ولايتهم في التحكم بالكون إلا بأمره سبحانه.

صبّركم الله وإيانا على جهل الجاهلين. والسلام.

ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp