ما رأي الشيخ الحبيب بأبي العلاء المعري وكتابه الفصول؟ وما رأيه بالمتنبي وشعره؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم....
السؤال الأول : ما رأي الشيخ الحبيب بأبي العلاء المعري؟ وما هو رأيه بكتابه الفصول و الغايات وتقييمه له؟
السؤال الثاني : ما رأي الشيخ الحبيب بالمتنبي و ما هو رأيه بشعر المتنبي بشكل عام؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج1: لا يعتبر الشيخ الحبيب أبا العلاء المعري من الشيعة وإن كان قريبا من البيئة الثقافية الشيعية وله مدائحه في الأئمة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام). لكن ذلك لا يكفي للحكم بكونه شيعيا. كما لا يمكن التهور برميه بالإلحاد إذ إن ذلك على الأظهر من الوشاة والحساد.

وأما ذوقه الشعري والأدبي فالشيخ يعتبره متميزا. وأما كتابه (الفصول والغايات) فقد تطرق إليه سماحته في سلسلة (البحوث القرآنية) فقال ما حاصله:
زعم بعض المكابرين أن ثمة نجاحات في معارضة القرآن والإتيان بمثله، ككتاب (الفصول والغايات) لأبي العلاء المعرّي، باعتبار ما فيه من أسلوب فريد مرقوم على فواصل سجعية، مع أنه كثيرًا ما اقتبس فيه من آي القرآن، ولا يقترب ما سواه فيه من بلاغته وإن كان بليغًا، فانظر مثلًا إلى قوله: «أذلَّت العائذة أباها، وأصاب الوحدة ورباها، والله بكرمه اجتباها، أولاها الشرف بما حباها، أرسل الشمال وصباها، ولا يخاف عقباها».

وعلى أية حال فإن هذا الزعم باطل؛ فإنه لا يُشَكُّ في أن فكرة معارضة القرآن لم تطرأ على بال المعري أصلًا حينما ألَّف كتابه ذاك، كيف وهو يقول في رسالة الغفران: «وأجمع ملحد ومهتد، وناكب عن المحجة ومقتد، أن هذا الكتاب الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله بهر بالإعجاز، ولقي عدوه بالإرجاز، ماحُذِي على مثال، ولا أشبه غريب الأمثال، ماهو من القصيد الموزون، ولا الرجز من سهل وحزون، ولاشاكل خطابة العرب، ولا سجع الكهنة ذوي الأرب، وجاء كالشمس اللائحة، نورٌ للمسرة والبائحة».

ج2: المتنبي أيضا ليس شيعيا عند سماحته وإن كان وليد البيئة الاجتماعية الشيعية واتصل بالحكام الشيعة ونظم في مدح الأئمة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) الذين يمدحهم المؤالف والمخالف بل ينظم فيهم حتى العدو أحيانا.

كذلك لا يرى سماحته أن ما اتُهم به المتنبي من الإلحاد أمر ثابت.

وأما ذوقه الشعري والأدبي فالشيخ يعتبره من مدارس الشعر والأدب، خاصة أنه كان يأخذ حكم أمير المؤمنين (عليه السلام) وينظمها في قصائده بقوالب شعرية.

وبالمجمل فالشعراء من هذا الصنف لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

29 شوال 1443 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp