كيف نرد على من يقول أن الآثار الذامة لأبي حنيفة النعمان ضعيفة ؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على خير خلقه محمد و آل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على قتلتهم واعدائهم من الأولين و الاخرين إلى قيام يوم الدين

السلام عليكم اخوتي الكرام, السلام عليكم شيخنا الفاضل , بارك الله بجهودكم و وفقكم لخدمة محمد وآله.

اما بعد, فإني قد استمعت للجلسة المعنونة ب "أبو حنيفة .. الفضيحة!" للشيخ الحبيب زاد الله علمه و دونت المصادر التي استشهد بها لفضح الملعون ابا حنيفة , و انا لنفسي اكتفي بقول أئمتي فيه و هو اللعن الصريح وليس عندي شك في ذلك البتة, لكن المطلب الذي اسعى له حتم عليَّ الرجوع للمصادر المذكورة. فوجدت أن اغلب الاخبار المذكورة في الفصل الذي أشار إليه الشيخ في كتاب (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي) انها مضعفة و بعبارة ادق, اسنادها و رجالها مضعفة بحيث لا يكاد الفصل بغالبه أن يُخرج بضع اخبار يُحتج بها احتجاجاً قوياً فاغلب الرجال بأغلب الاحاديث منكرون و مجاهيل و ما إلى Ø
�لك من أساليب شيوخ اهل الخلاف. و الصراحة أنا محتار فيما اصنع , من باب انا لنفسي متيقن بحال الملعون سابق الذكر بدلال حديث أئمة العترة الطاهرة , و من باب اخر متحير في اخباره بغية المحاججة والسجال بدلال المصدر الذي ذكر الشيخ و أحوال رجال الاسانيد فيه! فما العمل ؟ هل من مصدر أخر تدلونا عليه؟
هذا و صلى الله على محمد وآله الطيبين الأطهار وجزاكم الله خير الجزاء


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بإمامنا الباقر أبي جعفر محمد بن علي السجاد صلوات الله عليهما ولعنة الله على قاتليهما.

هذه الأخبار التي ذكرها سماحته من كتاب تاريخ بغداد جاءت في فصل عنوانه: (ذكر ما قاله العلماء في ذم رأيه والتحذير عنه إلى ما يتصل بذلك من أخباره) وهو ما يعني أنها معتمدة عند الخطيب البغدادي وصالحة للاحتجاج، ولا أدل على ذلك من أنه أثبت هذه الأخبار القادحة في أبي حنيفة بعدما ردَّ الأخبار المادحة بقوله: «وقد سقنا عن أيوب السختياني، وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وأبي بكر بن عياش وغيرهم من الأئمة أخبارا كثيرة تتضمن تقريظ أبي حنيفة والمدح له والثناء عليه. والمحفوظ عند نقلة الحديث عن الأئمة المتقدمين - وهؤلاء المذكورون منهم - في أبي حنيفة خلاف ذلك، وكلامهم فيه كثير لأمور شنيعة حُفظت عليه، متعلق بعضها بأصول الديانات، وبعضها بالفروع» (تاريخ بغداد ج13 ص365).

فقوله: «والمحفوظ عند نقلة الحديث» يعني أن أخبار القدح هي الثابتة المعتمدة، فيما أخبار المدح هي المردودة.

والخطيب البغدادي من أئمة الجرح والتعديل والنقاد الكبار المعتمدين عندهم، وقد ذكره الذهبي في رسالته: (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل).

وبهذا لا ينفع المخالف أن يلعب (لعبة الأسناد) لرد هذه الأخبار، لأنه إذا زعم أنها مروية عن مجاهيل يُرد بأن اعتماد الخطيب البغدادي عليها يرفع الضعف والجهالة، فلطالما رجعتم إليه في الرجال والحديث. 

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

6 ذو الحجة 1443 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp