هل كان أبو هاشم الجعفري لا يعرف الإمام الذي يلي الإمام العاشر؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكر الشيخ ياسر الحبيب في هذا المقطع

https://youtu.be/jYlr5WcZSVw

في الدقيقة 38

ان من دلائل صدق الأحاديث التي جمع الائمة كلهم في سياق واحد
ان الاصحاب الذين روا تلك الأحاديث
لم يسألو قط عن الامام التالي بعد استشهاد الامام الحالي ولم يقعوا في فتنة معرفة الامام من عدمه


السؤال الان
هل غفل الشيخ عن ابي هاشم الجعفري ام ماذا؟

أبي هاشم الجعفري, وهذا له أخبار متناقضة أيضاً في موضوع الإمامة نفسها،
روى هنا عن الإمام التاسع أنّ الخضر قد جاء إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) وعدّ أسماء الأئمّة وعدّدهم إلى الثاني عشر، وفهم ذلك أبو هاشم ورواه.

ولكن أبا هاشم هذا بعد مضي عدّة سنين لم يعرف الإمام الحادي عشر‎؟؟؟؟

ما رأي الشيخ في ذلك؟


ولا بأس بنقل النص

ففي كتاب الكافي هذا في باب الإشارة والنصّ على أبي محمّد(رضي الله عنه) في الحديث العاشر يقول أبو هاشم الجعفري نفسه: كنت عند الإمام الهادي وظننت أنّ أبا‎ جعفر سيّد محمّد ابنه كان إماماً.

ولمّا توفّي هذا الابن كنت أُفكّر وأقول: ربّما أبو جعفر سيّد محمّداً وأبو محمّد حسن العسكري في هذا العصر مثل موسى بن جعفر‎ وإسماعيل بن جعفر، وقصّتهما مثل قصّتهما، حيث كان المفروض أن يصبح موسى بن‎ جعفــر, ولمّا توفــي (أي قبل الإمامة) أصبح إسماعيل بن جعفر إماماً(1).
فيظهر من هذا الباب أنّ السيّد أبا هاشم لم يكن يعرف من هو الإمام الذي يلي الإمام العاشر. وأمّا هنا فيبدو أنّه عرف ذلك وقبل سنوات.. فلسنا ندري: عرف‎ أم لم يعرف. وهذا هو التناقض!

والآن كيف لم يفهم الكليني هذه الأخبار وهي على هذه الدرجة من الوضوح في التناقض وأورد خبرين متناقضين في كتابه؟‎!


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كلام الشيخ صحيح وليس فيه غفلة، فليس في رواية أبي هاشم الجعفري أنه لم يكن يعرف من هو الإمام الذي يلي الإمام العاشر، وما نقلتموه عن الكافي الشريف لا يوجد فيه قوله: «وظننت أن أبا جعفر سيد محمد ابنه كان إماما»! وليست الرواية أصلا بهذا النص المحرف الركيك الذي يبدو أنه منقول عن بعض الأعاجم الذين لا يحسنون العربية، وإنما نص الرواية هو هذا في باب الإشارة والنص على أبي محمد عليه السلام:

«عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلام) بَعْدَ مَا مَضَى ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَإِنِّي لافَكِّرُ فِي نَفْسِي أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ كَأَنَّهُمَا أَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْوَقْتِ كَأَبِي الْحَسَنِ مُوسَى وَإِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهما السَّلام) وَإِنَّ قِصَّتَهُمَا كَقِصَّتِهِمَا إِذْ كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُرْجَى بَعْدَ ابي جعفر (عَلَيْهِ السَّلام) فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ قَبْلَ أَنْ أَنْطِقَ فَقَالَ نَعَمْ يَا أَبَا هَاشِمٍ بَدَا لله فِي أَبِي مُحَمَّدٍ بَعْدَ ابي جعفر (عَلَيْهِ السَّلام) مَا لَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ لَهُ كَمَا بَدَا لَهُ فِي مُوسَى بَعْدَ مُضِيِّ إِسْمَاعِيلَ مَا كَشَفَ بِهِ عَنْ حَالِهِ وَهُوَ كَمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ وَإِنْ كَرِهَ الْمُبْطِلُونَ وَأَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِي الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِي عِنْدَهُ عِلْمُ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ وَمَعَهُ آلَةُ الامَامَةِ» (الكافي الشريف ج1 ص327).

والرواية كما ترى ليس فيها إلا أن أبا هاشم الجعفري كان يستنتج في نفسه تشابه قصة أبي جعفر وأبي محمد (عليهما السلام) بقصة أبي الحسن موسى (عليه السلام) وإسماعيل، وذلك من حيث البداء حيث يبدي الله شيئا ويكشف عنه بعد إخفائه وتمويهه طبقا للحكمة، فأبدى إمامة الكاظم (عليه السلام) و« كَشَفَ بِهِ عَنْ حَالِهِ» بعدما كان الشيعة يرجون إسماعيل لها، وأبدى إمامة العسكري (عليه السلام) بعدما كان الشيعة يرجون أبا جعفر محمدا (عليه السلام) لها، وكان موت كل من إسماعيل ومحمد (عليه السلام) في موت أبويهما إيذانا بهذا البداء أي الكشف والإظهار. فأبو هاشم الجعفري يتحدث هنا عن التفكير العام للشيعة الذين خفي عليهم الأمر، لا عن تفكيره الخاص إذ هو من الخواص المطلعين على تسلسل الإمامة. وإنما كان يستنتج علة وسبب هذا البداء فقط، وقد صدّق استنتاجه وحكم بصحته الإمام الهادي (عليه السلام) حيث قال له: «وَهُوَ كَمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ».

فهذا كل ما في الرواية، فأين الزعم بأن أبا هاشم الجعفري كان يظن غير أبي محمد العسكري (عليه السلام) أنه الإمام؟! وأين التناقض لدى الكليني قدس سره؟! وحتى لو فرضنا أن الكليني أخرج في كتابه بعض الأحاديث المتعارضة فهل هذا يعني أنه هو في نفسه لم يفهم وقد تناقض؟! إذن لكان كل أصحاب كتب الحديث - من العامة والخاصة - متناقضين لأن في كتبهم مئات الأحاديث المتعارضة! فما هذا الهذيان؟!

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

22 ربيع الأول 1444 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp