هل صحيح أن بعض (الصحابة) قالوا بتحريف القرآن؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

لسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أختكم الجازي من الكويت، انا سنيه، و أحترم مذهبكم كثيرا لانني اؤمن بأن المسلمين سواسيه و يتفقون على وحدانية الله تبارك و تعالى و كذلك بنوبة محمد عليه الصلاة و السلام، و لكن كما تعرفون أن الكلام قد كثر عن مذهبكم و كذلك عن مذهبنا،لم أرد أن اسال أصدقائي الشيعة عنها، ولكن كل ما فعلت انني طلبت عنوانكم البريدي لأراسل الشيخ ياسر الحبيب، حيث انه صاحب علم و أتمنى ان يفيدني، عندي بعض الإستفسارات و اتمنى ان تجيبوني عليها.

هل صحيح أن الشيعة يعتقدون بتحريف القران؟ مع اني والله اشك في هذا الكلام و أعتبره افتراء عليكم.ولكني كما قلت احب أن اسمع من أهل العلم، لا من العامه. و هل صحيح أن الشيعة يقولون بأن بعض الصحابة و كذلك أهل السنة المعاصرين قالوا بتحريفه ؟ و ماهو الدليل ؟

و دمتم في رعاية الله .
الجازي


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الشيعة لا يعتقدون بتحريف القرآن، أما بعض من تسمّونهم بالصحابة وكذلك بعض علمائكم المتأخرين كانوا يعتقدون بذلك! وقد أجبنا على سؤال شبيه بهذا في ما مضى، وقلنا هناك أن لدى المخالفين روايات في أعلى مراتب الصحة رواها البخاري ومسلم تثبت وقوع التحريف في كتاب الله تعالى، ومنها ما هو عن عمر بن الخطاب (لعنة الله عليه) أنه خطب على المنبر قائلا: ”إن الله بعث محمداً بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله (آية الرجم) فقرأناها وعقلناها ووعيناها، ورجم رسول الله ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله. والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قامت البينة أو كان الحبل والاعتراف. ثم إنا كنا نقرأ من كتاب الله: أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم“! (صحيح البخاري - كتاب الحدود: ج8 ص 28).
وكذا رووا عن عائشة (لعنة الله عليها) أنها قالت: ”كان في ما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات فتوفي رسول الله وهن في ما يقرأ من القرآن“! (صحيح مسلم - كتاب الرضاع: ج 4 ص 167).
ورووا أيضا عن أبي موسى الأشعري (لعنة الله عليه) أنه قال: ”وعن أبي موسى الأشعري أنه قال: (إنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها بالطول والشدة ببراءة فأنسيتها، غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها، غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة“! (صحيح مسلم - باب لو أن لابن آدم واديان: ج 3 ص 100).
ومن أطرف ما رووه أن دجاجة عائشة (لعنة الله عليها) قد أكلت بعض آيات القرآن تحت سريرها فأذهبتها! إذ جاء عنها أنها قالت: ”لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً، و لقد كان في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله و تشاغلنا بموته، دخل داجن فأكله“! (مسند أحمد ج6 ص 269). وغيرها من روايات مضحكة كثير.
وأما عن علمائهم الذين قالوا بالتحريف فمنهم من حكى لنا عنه أحد علمائهم المعاصرين الأزهريين وهو (محمد المديني) حيث قال: ”قد ألف أحد المصريين سنة 1498م كتاباً اسمه (الفرقان) حشاه بكثير من أمثال هذه الروايات السقيمة المدخولة المرفوضة، ناقلاً لها عن الكتب والمصادر عند أهل السنة، وقد طلب الأزهر من الحكومة مصادرة هذا الكتاب بعد أن بين بالدليل والبحث العلمي أوجه البطلان والفساد فيه. فاستجابت الحكومة لهذا الطلب وصادرت الكتاب، فرفع صاحبه دعوى يطلب فيها تعويضاً! فحكم القضاء الإداري في مجلس الدولة برفضها. أفيقال أن أهل السنة ينكرون قداسة القرآن؟ أو يعتقدون نقص القرآن لرواية رواها فلان؟!“ (صرح بذا في العدد الرابع من مجلة رسالة الإسلام ص 382).
هذا ويحاول بعض المخالفين تبرير رواياتهم الصريحة بالتحريف بأنها تشير إلى ما يسمّونه بنسخ التلاوة! لكن ذلك باطل لقوله تعالى: ”مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا“. (البقرة: 107) فلا بد أن تحلّ آية محلّ آية لا أنها تُمحى كما يدّعون.
هدانا الله وإياكم. والسلام.

ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp