ما هو قولكم في إحياء شعائر يوم فرحة الزهراء عليها السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام الله تعالى عليكم شيخنا الفاضل ياسر الحبيب و الى كافة العاملين في موقع القطره الإسلامي الولائي ،،،

لقد إبتلى الله التشيع في هذه الفتره من المتشبهي بالعلماء من دعاة الوحدة الزائفة مع أهل السنة و الجماعة حيث أخفوا الكثير من تراث أهل البيت عليهم السلام على أذهان الكثير من العوام بحجة عدم تجريح المخالفين فتارة ينكرون إستشهاد الزهراء عليها السلام و تارة يستنكرون اللعن....الخ و من أبرز تراثنا هو الإحتفال بمقتل ( ظالم الرسول و آله ) عمر بن الخطاب في التاسع من ربيع الأول ، و هؤلاء المزيفون يخفون هذه الشعيرة على أذهان العوام حيث الكثير من العوام من أبناء الشيعة لا يعرفون هذه الشعيرة و إذ سمعوا عنها يعتقدون إنه فعل مبتدع من عمل عواطف الشيعة و لا يكنون أي إهتمام بها و ما نرجوا من سماحتكم أن تبينوا هذه الشعيرة و تثبتوها بالأحاديث الواردة عن المعصومين عليهم السلام و من أقوال و فتاوي العلماء الكرام الماضون منهم و الباقون و مع ذكر المصدر لجميع الأحاديث الشريفة و الفتاوي الحكيمة و جزاكم الله خيرا و شكرا مقدماً

أخوكم في الله الموالي


باسمه تقدّست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. إحياء يوم التاسع من شهر ربيع الأول بالفرح والسرور هو مما حثّ عليه الشارع المقدّس، وجرت عليه سيرة المتشرّعة قديما وحديثا، فهو عيد عظيم من أعياد الإسلام حتّى عُبّر عنه في لسان الروايات بعيد الغدير الثاني، وكيف لا وفيه تحقق دعاء الزهراء البتول (صلوات الله عليها) فأهلك الله قاتلها اللعين الزنيم عمر بن الخطاب على يد البطل الشهم والمؤمن الغيور مولانا أبي لؤلؤة فيروز رضوان الله تعالى عليه وأسكنه الفسيح من جناته.

وإليك تمام الحديث الشريف في فضل هذا اليوم المبارك عن الإمام الهادي صلوات الله عليه:

"عن الشيخ الفقيه علي بن مظاهر الواسطي، بإسناد متصل عن محمد بن علاء الهمداني الواسطي، ويحيى بن جريح البغدادي، قالا: تنازعنا في أمر ابن الخطاب، فاشتبه علينا أمره، فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب العسكري (عليه السلام) بمدينة قم، وقرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من داره صبية عراقية، فسألناها عنه؟ فقالت: هو مشغول بعياله، فإنه يوم عيد. فقلنا: سبحان الله! الأعياد عند الشيعة أربعة: الأضحى، والفطر، ويوم الغدير، ويوم الجمعة. قالت: فإن أحمد يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري (عليهما السلام) أن هذا اليوم يوم عيد، وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت (عليهم السلام) وعند مواليهم. قلنا: فاستأذني لنا بالدخول عليه، وعرّفيه بمكاننا، فدخلت عليه و أخبرته بمكاننا، فخرج علينا وهو متّزر بمئزر له، محتضن لكسائه يمسح وجهه، فأنكرنا ذلك عليه. فقال: لا عليكما، فإني كنت اغتسلت للعيد. قلنا: أوَهذا يوم عيد؟! وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول. قال: نعم! ثم أدخلنا داره، وأجلسنا على سرير له. وقال: إني قصدت مولانا أبا الحسن العسكري (عليه السلام) مع جماعة من إخوتي بسر من رأى كما قصد تمانى، فاستأذنا بالدخول عليه في هذا اليوم، وهو يوم التاسع من شهر ربيع الأول. وسيدنا (عليه السلام) قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ما له من الثياب الجدد، وكان بين يديه مجمرة وهو يحرق العود بنفسه. قلنا: بآبائنا أنت وأمهاتنا يا ابن رسول الله! هل تجدد لأهل البيت فرح؟! فقال: وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم؟! ولقد حدثني أبي (عليه السلام) أن حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم - وهو التاسع من شهر ربيع الأول - على جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: فرأيت سيدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين (عليهم السلام) يأكلون مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورسول الله يتبسم في وجوههم ( عليهم السلام ). ويقول لولديه الحسن والحسين (عليهما السلام): كُلا هنيئا لكما ببركة هذا اليوم، الذي يقبض الله فيه عدوه وعدو جدكما، ويستجيب فيه دعاء أمكما. كُلا! فإنه اليوم الذي فيه يقبل الله تعالى أعمال شيعتكما ومحبيكما. كلا! فإنه اليوم الذي يصدق فيه قول الله: (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا). كلا! فإنه اليوم الذي تكسر فيه شوكة مبغض جدكما. كلا! فإنه اليوم الذي يفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقهم. كلا! فإنه اليوم الذي يعمد الله فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا. قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله.. وفي أمتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرمة؟! فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا حذيفة.. جبت من المنافقين يترأس عليهم، ويستعمل في أمتي الرياء، ويدعوهم إلى نفسه، ويحمل على عاتقه درة الخزي، ويصد الناس عن سبيل الله، ويحرّف كتابه، ويغيّر سنتي، ويشتمل على إرث ولدي، وينصب نفسه علما، ويتطاول على من بعدي، ويستحل أموال الله من غير حله، وينفقها في غير طاعته، ويكذّب أخي ووزيري، وينحي ابنتي عن حقها، فتدعو الله عليه، ويستجيب دعاءها في مثل هذا اليوم. قال الحذيفة: فقلت: يا رسول الله.. فلم لا تدعو ربك عليه ليهلكه في حياتك؟! فقال: يا حذيفة.. لا أحب أن أجترئ على قضاء الله تعالى، لما قد سبق في علمه، لكني سألت الله أن يجعل اليوم الذي يُقبض فيه له فضيلة على سائر الأيام ليكون ذلك سنة يستن بها أحبائي وشيعة أهل بيتي ومحبوهم، فأوحى إليّ جل ذكره، أن يا محمد! كان في سابق علمي، أن تمسّك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤها، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي، من نصحتَهم وخانوك، ومحضتَهم وغشّوك، وصافيتَهم وكاشحوك، وصدقتَهم وكذّبوك، وأنجيتَهم وأسلموك. فأنا آليت بحولي وقوتي وسلطاني لأفتحنّ على روح من يغصب بعدك عليا حقه ألف باب من النيران من أسفل الفيلوق، ولأصلينه وأصحابه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه، ولأجعلن ذلك المنافق عبرة في القيامة لفراعنه الأنبياء وأعداء الدين في المحشر، ولأحشرنّهم وأولياءهم وجميع الظلَمَة والمنافقين إلى نار جهنم زرقا كالحين أذلة خزايا نادمين، ولأخلدنّهم فيها أبد الآبدين. يا محمد.. لن يرافقك وصيك في منزلتك إلا بما يمسه من البلوى من فرعونه وغاصبه الذي يجتري عليَّ، ويبدل كلامي، ويشرك بي ويصد الناس عن سبيلي، وينصب من نفسه عِجلا لأمتك، ويكفر بي في عرشي.

إني قد أمرت سبع سماواتي لشيعتكم ومحبيكم أن يتعيّدوا في هذا اليوم الذي أقبضه فيه إليّ، وأمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي حذاء البيت المعمور، ويثنوا عليّ، ويستغفروا لشيعتكم ومحبيكم من ولد آدم، وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلهم ثلاثة أيام من ذلك اليوم، ولا يكتبون شيئا من خطاياهم كرامة لك ولوصيك. يا محمد.. إني قد جعلت ذلك اليوم عيدا لك ولأهل بيتك، ولمن تبعهم من شيعتهم، وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في مكاني لأحبونَّ من يعيّد في ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقيْن، ولأشفعنّه في أقربائه، وذوي رحمه، ولأزيدنَّ في ماله إن وسع على نفسه وعياله فيه، ولأعتقنَّ من النار في كل حول في مثل ذلك اليوم ألفا من مواليكم وشيعتكم، ولأجعلنَّ سعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا، وأعمالهم مقبولة. قال حذيفة: ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أم سلمة، فدخل. ورجعت عنه، وأنا غير شاك في أمر الشيخ، حتى ترأس بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأعاد الكفر، وارتدّ عن الدين، وشمّر للملك، وحرّف القرآن، وأحرق بيت الوحي، وأبدع السنن، وغير الملة، وبدّل السنة، ورد شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكذّب فاطمة (عليها السلام)، واغتصب فدكا، وأرضى المجوس واليهود والنصارى، وأسخط قرة عين المصطفى ولم يرضهم، وغيّر السنن كلها، ودبّر على قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأظهر الجور، وحرم ما أحلّ الله، وأحلّ ما حرّم الله، وألقى إلى الناس أن يتخذوا من جلود الإبل دنانير، ولطم حر وجه الزكية، وصعد منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غصبا وظلما، وافترى على أمير المؤمنين (عليه السلام) وعانده وسفّه رأيه. قال حذيفة: فاستجاب الله دعاء مولاتي ( عليها السلام ) على ذلك المنافق، وأجرى قتله على يد قاتله رحمه الله، فدخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) لأهنئه بقتله ورجوعه إلى دار الانتقام. فقال لي: يا حذيفة.. أتذكر اليوم الذي دخلت فيه على سيدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا وسبطاه نأكل معه، فذلك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه؟ قلت: بلى يا أخا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقال: هو والله هذا اليوم الذي أقرّ الله به عين آل الرسول، وإني لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما. قال حذيفة: قلت: يا أمير المؤمنين! أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم؟ فقال (عليه السلام): هذا يوم الاستراحة، ويوم تنفيس الكربة، ويوم الغدير الثاني، ويوم حط الأوزار، ويوم الخيرة، ويوم رفع القلم، ويوم الهدو، ويوم العافية، ويوم البركة، ويوم الثارات، ويوم عيد الله الأكبر، ويوم اجابة الدعاء، ويوم الموقف الأعظم، ويوم التوافي، ويوم الشرط، ويوم نزع السواد، ويوم ندامة الظالم، ويوم انكسار الشوكة، ويوم نفي الهموم، ويوم القنوع، ويوم عرض القدرة، ويوم التصفح، ويوم فرح الشيعة، ويوم التوبة، ويوم الإنابة، ويوم الزكاة العظمى، ويوم الفطر الثاني، ويوم سيل الشعاب، ويوم تجرع الريق، ويوم الرضا، ويوم عيد أهل البيت، ويوم ظفر بني اسرائيل، ويوم قبول الأعمال، ويوم تقديم الصدقة، ويوم الزيارة، ويوم قتل النفاق، ويوم الوقت المعلوم، ويوم سرور أهل البيت، ويوم الشهود، ويوم القهر للعدو، ويوم هدم الضلالة، ويوم التنبيه، ويوم التصريد، ويوم الشهادة، ويوم التجاوز عن المؤمنين، ويوم الزهرة، ويوم التعريف، ويوم الاستطابة، ويوم الذهاب، ويوم التشديد، ويوم ابتهاج المؤمن، ويوم المباهلة، ويوم المفاخرة، ويوم قبول الأعمال، ويوم التبجيل، ويوم إذاعة السر، ويوم النصرة، ويوم زيادة الفتح، ويوم تودد، ويوم المفاكهة، ويوم الوصول، ويوم التزكية، ويوم كشف البدع، ويوم الزهد، ويوم الورع، ويوم الموعظة، ويوم العبادة، ويوم الاستسلام، ويوم السلم، ويوم النحر، ويوم البقر. قال حذيقة: فقمت من عنده، وقلت في نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير وما أرجو به الثواب إلا فضل هذا اليوم لكان مناي. قال محمد بن العلاء الهمداني، ويحيى بن جريح: فقام كل واحد منا وقبّل رأس أحمد بن إسحاق بن سعيد القمي، وقلنا: الحمد لله الذي قيّضك لنا حتى شرّفتنا بفضل هذا اليوم. ثم رجعنا عنه، وتعيّدنا في ذلك". (بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج31 ص125 عن زوائد الفوائد ومحتضر الشيخ حسن بن سليمان).

فكما ترى؛ قد احتفل رسول الله وأهل البيت والأئمة الطاهرون (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) بهذا العيد العظيم، وأمروا بالتعيّد فيه، وتلقّف شيعتهم الأبرار أمرهم وجرت فيهم هذه السنة والعادة جيلا بعد جيل إلى يومنا هذا بحمد الله تعالى.

وأما عن فتوى الفقهاء فالإجماع حاصل على استحباب إحياء هذا العيد بالفرح والسرور والتوسعة على العيال والصيام شكرا لله تعالى على النعمة وهلاك الطاغي، والقيام بسائر الأعمال العبادية التي أوصى بها الأئمة المعصومون (صلوات الله عليهم) وخصّوا بها هذا اليوم، كالاغتسال ونحوه.

وإليك شذرا مما أفتى به الفقهاء في هذا الشأن:

• قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه: "وفي اليوم التاسع منه يوم العيد الكبير وله شرح كبير في غير هذا الموضع، وعيّد فيه النبي (صلى الله عليه وآله) وأمر الناس أن يعيّدوا فيه". (مستدرك الوسائل ج2 ص522 عن مسار الشيعة للمفيد).

• قال شيخ الفقهاء صاحب الجواهر رضوان الله عليه: "وأما الغسل للتاسع من ربيع الأول فقد حكي أنه من فعل أحمد بن إسحاق القمي بأنه يوم عيد، لما روي ما اتفق فيه من الأمر العظيم الذي يسر المؤمنين ويكيد المنافقين (...) وقد عثرت على خبر مسندا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في فضل هذا اليوم وبركته وأنه يوم سرور لهم (عليهم السلام) ما يحير فيه الذهن، وهو طويل، وفيه تصريح باتفاق ذلك الأمر فيه، فلعلّنا نقول باستحباب الغسل فيه بناء على استحبابه لمثل هذه الأزمنة، وسيما مع كونه عيدا لنا ولأئمتنا عليهم السلام". (جواهر الكلام ج5 ص43).

• قال السيد رضي الدين ابن طاووس – الابن أو المثنّى - (رضوان الله عليه) في روايته الحديث الشريف بإسناده: "نقلته من خط محمد بن علي بن محمد بن طي رحمه الله، ووجدنا في ما تصفّحنا من الكتب عدة روايات موافقة لها فاعتمدنا عليها، فينبغي تعظيم هذا اليوم المشار إليه وإظهار السرور فيه". (بحار الأنوار ج31 ص129 عن زوائد الفوائد للسيد رضي الدين علي بن طاووس).

• ونقل الشيخ الكفعمي (رضوان الله عليه) في مصباحه (ص270) أنه يوم شريف عظيم الفضل يرجح التعيّد فيه والإنفاق على المؤمنين والتوسعة على العيال والتطيّب ولبس الجديد من الثياب والشكر والعبادة.

• وعدّ السيد الطباطبائي اليزدي (رضوان الله عليه) يوم التاسع من ربيع الأول من جملة الأعياد والمناسبات الشريفة التي يستحب فيها الغسل. وتبعه على ذلك جمهرة فقهائنا وكل من علّق على العروة في الحاشية من المراجع الكرام. (العروة الوثقى ج2 ص152).

• قال السيد رضي الدين ابن طاووس – الأب - رضوان الله عليه: "اعلم أن هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيمة الشأن، ووجدنا جماعة من العجم والإخوان يعظّمون السرور فيه، ويذكرون أنه يوم هلاك بعض من كان يهون بالله جل جلاله ورسوله صلوات الله عليه ويعاديه، ولم أجد في ما تصفّحت من الكتب إلى الآن موافقة أعتمد عليها للرواية التي رويناها عن ابن بابويه تغمده الله بالرضوان، فإن أراد أحد تعظيمه مطلقا لسر يكون في مطاويه غير الوجه الذي ظهر فيه احتياطا للرواية، فكذا عادة ذوي الرعاية". (إقبال الأعمال ج3 ص113).

هذا ولا يخفى أن سيرة علمائنا الأبرار، ومراجعنا الأخيار، السابقين واللاحقين، هي على تعظيم هذا العيد المبارك والاشتراك في مجالسه المفرحة، وتبادل التهاني والتبريكات، ولا ينكر ذلك إلا جاهل أو معاند. ومع هذه الشهرة العملية لا يبقى مجال للتشكيك في مشروعية الاحتفال والابتهاج في هذا اليوم العظيم، فلو كان في ذلك إشكال لتصدّى فقهاء العصر إلى تبيانه.

هذا وإني شخصيا أنقل الفتوى عن السيد المرجع (دام ظله) باستحباب إحياء هذا العيد المبارك بشعائر الفرح والبهجة.

بقي أن نشير ختاما إلى نكتتين: الأولى؛ أن ثمة قولا من بعض العلماء والمحققين مفاده أن هلاك عمر (لعنة الله عليه) إنما كان في يوم آخر من شهر ذي الحجة لا في التاسع من شهر ربيع الأول كما حكاه صاحب السرائر ابن ادريس الحلي، لكننا نرجّح أنه كان في التاسع من الربيع حيث إن تدقيق النظر يقود إلى ذلك، وهذا بحث ليس هنا محلّ ذكره.

النكتة الأخرى؛ أن ما ورد في الحديث الشريف من أن الله تعالى يأمر الملائكة برفع القلم عن الخلق كلّهم ثلاثة أيام فلا تُكتب لهم خطيئة، ليس معناه إبطال أو تعطيل التكليف والسماح للعباد بالتجرّي على أوامر الله تعالى ونواهيه، بل معناه أن الله سبحانه يأمر الملائكة بعدم تسجيل المعاصي التي تصدر من العباد عن غير قصد التجرّي، فيكون الأمر بمنزلة الغفران المقدّم. وإلا فمن يتجرأ على الله عز وجل في هذه الأيام مرتكبا ما يسخطه ظنا منه أن لا تكليف ولا حرج عليه فيها، فإن إثمه لازمه والعقاب لاحقه.

وفقكم الله ورعاكم وجعلكم وإيانا ممن يفرح لفرح الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها صلوات الله وسلامهم عليهم أجمعين.

الرابع من شهر رمضان المبارك لسنة 1426 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp