مَن مِن علمائنا يرى ذكر الشهادة الثالثة في تشهد الصلاة؟ وما الدليل؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام على سماحة الشيخ الحبيب ومن معه من المؤمنين ورحمة الله وبركاته

كنت أتساءل كثيراً أنه: إذا كانت الشهادة الثالثة للإمام علي (ع) بالولاية هي جزء من الأذان والإقامة, ولاتقبل الشهادتان إلا بها, فلماذا لانذكرها في التشهد؟؟
كان هذا التساؤل مطروحاً إلى أن شاهدت -بالصدفة- مقطعاً لسماحتكم وقد ذكرتم الشهادة الثالثة في التشهد.

سؤالي:
هل هناك من علمائنا المتقدمين والمتأخرين من يرى وجوب ذكرها في الصلاة؟
وماهي أدلتهم؟
وهل صحيح أن ذكرها -عند بعض الفقهاء- في التشهد مبطلٌ للصلاة؟

والسلام عليكم

أبوالزهراء
الأحساء-السعودية


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أما الوجوب فلم يفتِ أحدٌ به في ما نعلم، مع أن القول بذلك وجيه حسب بعض التقريبات الفقهية.

وأما الاستحباب فقد أفتى به كثيرون من المتقدّمين والمتأخرين، منهم سلار في مراسمه (ص72) والمحقق النراقي في مستنده (ج5 ص335) والمجلسي الأول في رسالته الفقهية (ص29) وصاحب الحدائق في حدائقه (ج8 ص451) وغيرهم، كما أنني أنقل الفتوى عن الإمام الراحل (قدس سره) بذلك.

ودليلهم على الاستحباب ما رُوي في صِيغ التشهد عن الأئمة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) من ذكر الشهادة لعلي (صلوات الله عليه) بالولاية والإمامة، كما في رواية أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: ”بسم الله وبالله والحمد لله وخير الأسماء كلها لله، أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، وأشهد أن ربي نعم الربّ، وأنّ محمداً نعم الرسول، وأن علياً نعم الوصيّ ونعم الإمام، اللهم صل على محمد وآل محمد، وتقبل شفاعته في أمته وارفع درجته، الحمد لله رب العالمين“. (فقه المجلسي ص29 وقال فيه: ويُستحب أن يزداد في التشهد ما نقله أبو بصير).
وكما في رواية فقه الإمام الرضا عليه السلام: ”بسم وبالله والحمد لله والأسماء الحسنى كلها لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، التحيات لله والصلوات الطيبات الزاكيات الغاديات الرائحات التامات الناعمات المباركات الصالحات لله، ما طاب وزكا وطهر ونما وخلص فلله، وما خبث فلغير الله. أشهد أنك نعم الرب وأن محمدا نعم الرسول وأن عليا نعم المولى، وأن الجنة حق والنار حق والموت حق والبعث حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وارحم محمدا وآل محمد، أفضل ما صليت وباركت وترحمت وسلمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين وعلى الأئمة الراشدين من آل طه وياسين“. (فقه الرضا عليه السلام لعلي بن بابويه ص108).

وحيث أنه ليس في التشهد شيء موقت، ولقاعدة التسامح في أدلة السنن؛ أفتوا بالاستحباب.

وأما الحكم ببطلان صلاة من يذكر الشهادة الثالثة في التشهد؛ فلم يبلغنا عن أحد فتواه بذلك. نعم عند السيد المرجع (دام ظله) الأحوط وجوبا تركها*، ولا يلازم ذلك الحكم ببطلان الصلاة.

وفقكم الله وإيانا لما يحب ويرضى. والسلام.

ملاحظة: قد تغيرت فتوى السيد المرجع الشيرازي للاستحباب، راجع الجواب التالي:

http://al-qatrah.net/an1124

الثاني من ربيع الآخر لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp