هل قام عمر بتغيير اسم أحد أبناء أمير المؤمنين إلى اسمه قهرا؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

‏بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

س1:هل صحيح أن عمر هو من غير اسم ابن أمير المؤمنين عليه السلام وسماه باسمه على ما ينقل عن الذهبي في سير أعلام النبلاء، وهل صحيح أن تغيير الاسماء كان من عادات عمر خصوصا لمن تسمى بأسماء الأنبياء حسب ما ينقل في ترجمة ترجمة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي في أسد الغابة؟

س2:ما هي حال عمر بن أبي سلمة القرشي وهل يحتمل أن تكون التسمية به؟

س3:وهل صحيح أن أبا بكر كنية لابن أمير المؤمنين ولم يكن اسما له بل كان اسمه هو محمد الأصغر على ما ينقل في ارشاد المفيد؟

وفقكم الله لما يحب ويرضى


‏باسمه تباركت أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الأحرار والشهداء الإمام الحسين بن علي (صلوات الله وسلامه عليهما) وجعلنا الله تعالى ممن يثأر له ولأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) مع ولده المنتظر الحجة أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف. كما وعظم الله أجورنا وأجوركم بفاجعة الاعتداء على مرقد الإمامين الهادييْن العسكريّيْن (صلوات الله وسلامه عليهما) وجعلنا الله ممن يثأر ويقتص من النواصب المجرمين قريبا عاجلا إن شاء الله تعالى.


ج1: نعم. كان من عادة عمر بن الخطاب (لعنة الله عليه) إقحام نفسه في ما لا يعنيه وتدخله في الحريات الشخصية، ومن ذلك تغييره لأسماء بعض الناس جبرا وقهرا حسب ما يرتئي ويشتهي! ولذا غيّر اسم طحيل بن رباح – وهو أخو بلال بن رباح – إلى خالد بن رباح! (راجع مصنف ابن عبد الرزاق ج1 ص61).

وكذا غيّر اسم قليل بن الصلت إلى كثير بن الصلت! (راجع تاريخ دمشق لابن عساكر ج50 ص35).

وكذا غيّر اسم كل من تسمّى بأسماء الأنبياء عليهم السلام، ومنهم من ذكرتموه وهو عبد الرحمن بن الحارث المخزومي الذي كان اسمه إبراهيم قبل ذلك! (راجع أسد الغابة لابن الأثير ج3 ص284).

لكن تثبيت ذلك بالنسبة إلى عمر بن علي كحقيقة واقعة أمر غير ممكن، إذ يبقى في دائرة الاحتمال فحسب. ذلك لأن ما ذكره الذهبي لا ينص على تغيير الاسم جبرا، فعبارته هي: "ومولده في أيام عمر، فعمر سمّاه باسمه، ونحله غلاما اسمه مورّق". (سير أعلام النبلاء ج4 ص133).

والمستفاد من العبارة أن عمر أسماه منذ البداية باسمه، لا أنه غيّره. ومدلول هذا أن لعمر مقاما عند أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) فاستجاب لرغبته في تسمية مولوده باسمه! وهذا واضح البطلان كما لا يخفى.

نعم، يمكن أن يُقال أن التغيير قد وقع لكن الذهبي عبّر عنه بهذه العبارة، وأن القرائن الأخرى – من تغيير عمر لأسماء آخرين ووجود هذه الخصلة فيه – تعضّد وقوع هذا التغيير. إلا أننا مع هذا لا نستمرئ هذا الافتراض، لأن وجود أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لا شك أنه سيمنع وقوع ذلك، كما لا يقبل الذهن أن يكون الأمر على هذا النحو دون أن يميط اللثام عنه أحد أئمتنا صلوات الله عليهم، فإنك لو فتّشت في مصادرنا لما وجدت لهذا الافتراض من أثر، بل تجد أنهم (سلام الله عليهم) يسمّونه باسمه "عمر بن علي" دونما تعليق أو توضيح.

لهذا يكون الأوجه القول بأن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قد أسمى ابنه بهذا الاسم بدواً كواحد من الأسماء المتداولة آنذاك، لا لخصوصية اسم عمر بن الخطاب، فلا يقول بهذا الأخير إلا الغارقون في بحر الخيال والأحلام بعدما تبيّن ما بين علي (عليه السلام) وعمر (عليه اللعنة) من بوْن شاسع!


ج2: هو من الأخيار، إذ قد ربّته أم المؤمنين أم سلمة (عليها السلام) وزرعت في قلبه حب وموالاة أهل بيت النبي (صلوات الله عليهم أجمعين) ولذا تراه قد شارك في حرب الباغية البغيّة عائشة (عليها لعائن الله) في يوم الجمل، وقد نصبه أمير المؤمنين (عليه السلام) واليا على البحرين، ثم على فارس. ويبقى أمر أن يكون (عليه السلام) قد أسمى ابنه عمر باسمه في دائرة الاحتمال أيضا مع عدم ورود شاهد على ذلك في التاريخ.


ج3: نعم هو صحيح، والأمر على ما ذكره شيخنا المفيد رضوان الله عليه.


رزقكم الله عافية الدنيا والآخرة. والسلام.

28 من شهر محرم الحرام لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp