هل رأيتم أن الغربيين يشمئزون من شعيرة التطبير؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيح المجاهد ياسر الحبيب أمده الله بالإمداد الغيبي وحفظه من كل مكروه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يتشدق من شن الحملات المناهضة للشعائر الحسينية وخصوصا شعيرة التطبير المعظمة بأنها تجلب الوهن للمذهب وأنها مثار سخرية الغربيين ومبعثة اشمئزازهم من الإسلام . هل لهذه الدعوى موقع في الواقع, خصوصا أن جنابكم موجود في الغرب أدامكم الله خادما للشعائر ورعاكم وأيدكم

المرسل: عبدالله الإمامي الأحسائي


باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظّم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيدنا ومولانا الإمام أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم (صلوات الله وسلامه عليهما) وباستشهاد زوّاره الأبرار الذين سقطوا يوم أمس في الكاظمية المشرّفة، وجعلنا الله ممن يقتصّ لهم ممن قتلهم قريبا عاجلا إن شاء الله بظهور إمامنا المهدي المفدّى صلوات الله عليه.

إن من فضل الله تعالى الدائم عليّ أنني أشترك كل عام في عزاء التطبير وإسالة الدماء مواساةً لسيد الشهداء الحسين المظلوم (صلوات الله وسلامه عليه) رغم ضعف بدني واختلال الدورة الدموية فيه بسبب اضطراب الضغط المزمن عندي، حيث يمنحني الله تعالى في صباح كل يوم عاشوراء من كل عام قوة تمكنني من الاشتراك بفاعلية لا أشعر بعدها بأي ضعف، مع أني أحيانا يكون مجرد صعودي لدرجات السلّم موجبا لسقوطي أرضا! ولله الحمد فإني لا أسقط في مواكب التطبير ولا أشعر بأي ضعف بفضل سيدي ومولاي أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وآله.

وفي هذه السنة تحديدا - أي في يوم عاشوراء المنصرم - وفّقني الله تعالى للمرة الأولى للاشتراك في موكب التطبير الجماهيري الذي يقيمه المؤمنون هاهنا في لندن، وقد رأيت فيه جمعا من البريطانيين والإيرلنديين وغيرهم ممن هداهم الله للإيمان يشتركون فيه، وكانت الشرطة البريطانية تحيط بنا للتنظيم وما أشبه، وكذلك المسعفين من رجال الصحة الإنجليزية مع سيارات إسعافهم، علاوة على جمع من الناس أتوا للمعاينة والمشاهدة، ولم ألحظ في كل هؤلاء تحقيرا أو ازدراء بل رأيت فيهم الانبهار والتعجّب، وكانوا يسألون عن هذا الحدث ومناسبته، وكان بعض الأخوة يجيبونهم بما مجمله أننا نسيل دماءنا في هذا اليوم لأنه اليوم الذي سالت فيه دماء إمامنا الحسين حفيد نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبهذه الطريقة نحيي ذكراه ونستشعر آلامه. وكانوا بعد سماعهم للجواب يزدادون انبهارا وتقع في نفوسهم الرهبة، وكثير منهم لاحظت أنهم كانوا يلتقطون الصور عبر هواتفهم المحمولة، حيث يعتبرونها مشاهد استثنائية.

بل لقد تشرّفت هذه السنة بالاشتراك في عزاء الدخول في النار والمشي على الجمر في لندن، وكما هو الحال في عزاء التطبير فإنني لم ألحظ عند الغربيين أي ازدراء لهذه الشعائر أو سخرية من مقيميها.

كما أن جمعا ممن أعرف من العلماء الأفاضل القاطنين في مدن غربية عديدة ممتدة من الولايات المتحدة مرورا بكندا وحتى بريطانيا والسويد والنرويج وغيرها، كلّهم أخبروني أنهم يقيمون مجالس التطبير كل سنة ولا يتعرّضون إلى أي استهزاء ولا يلحظون أن الغربيين يشمئزون منها، بل يلحظون أنهم يحترمونها احتراما كبيرا ويجلّون أصحابها، سيما بعد معرفتهم بفلسفة القيام بهذه الشعائر المقدّسة العظيمة.

أما إن أردت الذين يستهزئون حقا ويشمئزّون، فما هم إلا هؤلاء الذين يعانون من عقد النقص والحقارة من بني جلدتنا! فهؤلاء هم الذين يتوهّمون أن هذه الشعائر توهن الإسلام، والحق أنها تعزّ الإسلام، ولا أدلّ على ذلك مما ذكرته لك آنفا، بل أزيدك أن الأخوة هاهنا أخبروني أن ثلة من الغربيين اهتدوا بفضل الله تعالى للإسلام بعدما أثارت مشاهدتهم لشعيرة التطبير حب استطلاع الأمر، فقادهم ذلك إلى الإسلام والتشيّع بعد حين، وكل هذا ببركة مولانا أبي عبد الله روحي فداه.

وأعرف صديقا عزيزا علينا هاهنا وهو دكتور عراقي الأصل بريطاني الجنسية، وهو أستاذ في جامعة (برايتون) الإنجليزية، وقد أخبرني - من واقع زمالته لهم - أن الأكاديميين الغربيين منبهرون بهذه الشعيرة أيضا ويجرون دراساتهم العلمية حولها، ولم يصدر من أيٍّ منهم كلمة توهين واحدة.

وعلى ما تقدّم أعلن لإخواني المؤمنات وأخواتي المؤمنات في كل مكان أن القول بأن شعيرة التطبير على سيد الشهداء (عليه السلام) تجلب استهزاء الغربيين بالإسلام وبالتشيّع.. هذا القول ما هو إلا كذبة كبرى. وعلى من يريد التأكد أن يأتي للغرب ويشاهد بنفسه لا أن يجلس في الشرق ويحكم على ما لم يرَه ولا يعرف عنه، فليس الحاضر كالغائب، وليس من رأى كمن سمع. والحمد لله رب العالمين. .

السادس والعشرون من شهر رجب لسنة 1426 من الهجرة النبوية الشريفة


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp