• قد يُشكل البعض بهذا الإشكال وهو أن هذه اللغة -على ما فيها من تركيز على المفردات الحربية واللغة الحادة- قد تؤدي إلى تحويل الناس إلى أناس شرسين عدائيين، لأنهم قد يعبئون بهذه المفردات الحربية بشكل مستمر.
• من جانبنا لا ننكر هذا التخوف، وكنا منذ اليوم الأول واعين لهذه المسألة، ولذا تجدوننا كثيرا ما حاولنا أن نضبط ونلجم انفعالات المتلقي لخطابنا حتى لا يشط ويتعدى طوره، فدائما ما كنا نكرر أننا يجب أن نرفق بالآخرين وما أشبه.
• وكذا لما نؤكد على كثير من الأحيان على ضرورة التسقف بالسقف المرجعي والخضوع لمقام الفقاهة، لأننا مهما ارتفع شأننا وصار لنا مقبولية في أوساط بعض الناس، فلسنا مرجعية.
• فإذا دار الأمر ما بين الالتزام بالتوجيه الذي نحن نوجه الناس به أو الرؤية التي نقدمها، وبين الرؤية التي جاءت من المرجعية وخاصة إذا كانت بقوة الفتوى والحكم فلابد من الأخذ بالثاني لأننا محجوجون بها.
• وهذا ينبئ على أننا لم نكن غافلين عن هذه التخوفات العرضية أو الآثار الجانبية التي قد تحصل فيما بعد، ولا يظن ظانٌ أن ذلك كان من قبيل الانفعال أو الحماس الزائد أو ردة فعل مثلا على واقع ما، أو طيش شباب، كلا وحاشا.
• من يراقب جيدا هذه المسيرة ويراقب هذا الخطاب ويلاحظ محطاته التأريخية منذ ما يربو على عشرين عاما تقريبا، يتبين له أن هنالك قدرا من المسؤولية واضحا في محطات هذا الخطاب المختلفة.
• يجب أن لا يكون هذا التخوف سببا لترك هذا الخطاب -الحربي- بالكلية، وإن من يدعو إلى ذلك كأنه يخطّئ الكتاب والعترة لأنه موجود فيهما، ولا محالة أن من الآثار الجانبية له كان نشوء أناس همجيين وشرسي الخلق استندوا إلى مضامين الكتاب.
• إن هذه اللغة مطلوبة كما نجدها في الكتاب العزيز، نجدها في الأحاديث الشريفة أيضا، وقد تحدث كلاهما عن السلم وعن الحرب أيضا، وهذا هو التوازن المطلوب.
• أما القول بإلغاء هذا الخطاب؛ فيلزمكم الاستجابة للكفار والملحدين الذين يطلبون حذف السور والآيات التي تتحدث عن الجهاد ويطلبون بتنقيح الكتاب المقدس.
• لا ينبغي أن يكون هذا التخوف دافعا لإلغاء هذا الخطاب ومحوه وتعطيل هذه المنهجية بالكلية، وإنما غاية ما هنالك أنه ينبغي إقران هذا الخطاب بما يهذب الشخصية الإسلامية الرافضية الحربية ويجعل لها ضوابطها.