• ينبغي في هذه الحربيات أن نتعلم درسا مهما وهو أن تشابه الهيئة والمثال يجب أن لا يثنينا عن المواجهة والقتال مع من استحق المواجهة والقتال شرعا وأخلاقا، فإذا ما حتّم علينا الشارع أن نحارب أحدا -سواء كان ضرب المحاربة من قبيل ما يجري في الميدان أو ما يجري على اللسان- فلا ينبغي أن يكون تشابه هيئة المحَارب مع هيئتنا.
• هذا التشابه حتى إن افترضنا أنه بلغ حد التطابق؛ فإنه ينبغي أن لا يثنينا عن مواجهته ومحاربته، كما يجب علينا أن لا ننخدع بالمظاهر والهيئة والعناوين والشعارات، وأن لا ننساق عاطفيا إليها فنحدّث أنفسنا بأن من نحاربه إنما هو واحدٌ منا أو مثلنا وتجمعنا وإياهم مشتركاته وما أشبه.
• في موقعة صفين لابن مزاحم ص319: قال عمار: اللهم وإني أعلم مما أعلمتني أني لا أعمل اليوم عملا هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم اليوم عملا أرضى لك منه لفعلته.
• إن عمار بن ياسر كان من سادة الأتقياء والمتورعين والمحتاطين في الدين، ولكن ليست التقوى ولا الورع معناه أنه بإزاء التحديات تتهجد في بيتك وتنزوي عن المجتمع ولا تؤدي وظيفتك في جهاد هؤلاء الفاسقين وتتحمل المضار في ذلك.
• ليس معنى الورع والتقوى والانقطاع إلى الله عز وجل أنك تقعد عن الجهاد! لا أقل جهاد الكلمة، والجهاد باللسان إزاء التحديات الخطيرة التي تتعرض إليها الأمة.
• هناك مواقف وتحديات يوجب عليك فيهن الله سبحانه وتعالى أن تقوم بدورٍ خاصٍ من المواجهة والتحدي والتصدي، وقد يكلفك شيئا من السمعة فيفترى عليك وتبهت وما أشبه ذلك، وهذا الذي نجح فيه عمار بن ياسر.
• نتعلم من عمار عليه الرحمة والرضوان من كلمته ضرورة التزام العمل الأولوي، إذا ما زاحم غيره من أعمال كالحج والعمرة وزيارة أهل البيت عليهم السلام رغم استحباب هذه الأعمال استحبابا مؤكدا.
• هل تعلمنا نحن هذا الدرس في مثل مرحلتنا التأريخية هذه، التي تعيش فيها الأمة حقا ثورةً على السقيفة ورموزها ومنهجها الباطل، والتي تتطلب هذه الثورة تظافر جهودنا جميعا حتى تُكنس هذه المخلفات.
• لا يمكن للمنتظم في سلك خدام المهدي عليه السلام أن يخلي موقعه دون أن يكون هنالك ما يسدُ مسده، فلا يمكن لهذا الفرد أن يذهب لزيارة الأربعين -مثلًا- دون أن يُنسق ويستأذن حتى لا يقع إرباك لهذه الجبهة ولا يقع فتور أو ضعف في العمل.