• إن الذي يدرس حياة عمار بن ياسر ولا سيما في سنواته الأخيرة من عمره الشريف، يلاحظ أن منهاجه منهاج آل محمد عليهم السلام وقوله قولهم، وسمته سمتهم، وأسلوبه أسلوبهم، وقد نجح في هذا الأمر عمار بن ياسر.
• كان عمار يجاهد باليد كما يجاهد باللسان، ويعرف كيف يقطع على الخصم ويحول بينه وبين مرماه في خداع الناس واستغفالهم، كالذي جرى بينه وبين عمرو بن العاص لعنه الله.
• كثير من الناس تنطلي عليهم هذه الأساليب الرواغة المخادعة ويستميلهم بعض المعممين الفسقة من المتلاعبين بأهل البيت عليهم السلام، كأسلوب عمرو بن العاص اللين الذي استخدمه في الحوار الذي جرى بينه وبين عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه.
• في وقعة صفين: قال عمرو: يا أبا اليقظان، ليس لهذا جئت، إنما جئت لأني رأيتك أطوع أهل هذا العسكر فيهم. أذكرك الله إلا كففت سلاحهم وحقنت دماءهم، وحرضت على ذلك، فعلام تقاتلنا؟ أو لسنا نعبد إلها واحدا، ونصلي إلى قبلتكم، وندعو دعوتكم، ونقرأ كتابكم، ونؤمن برسولكم.
• يا شيعة آل محمد عليهم السلام تعلموا الدروس وهذه العبر التي نخرجها إليكم حتى تعتبروا وتتعلموا منها. هذه دروس منهجية توجيهية. عليكم أن تميزوا بين من هو على شاكلة عمرو بن العاص وبين من هو على شاكلة عمار بن ياسر، فليس كل رجال الدين على سواء، بل فيهم الصالح والطالح.
• لا يخدعنكم الكلام ولا تنساقوا وراء الألفاظ المعسولة والمزخرفة. فهذا الذي يأتيكم بلسان لين وبعيد عن الغلظة ويستخدم أسلوبًا ينبئ عن نوايا حسن وتصالحية وما أشبه؛ قد لا يكون بالضرورة ملخصا لهذا الدين، بل قد يكون عمرو بن العاص وأنتم لا تعلمون! فلماذا تسلّمون زمام دينكم إليه.
• تكملة الرواية: قال عمار: الحمد لله الذي أخرجها من فيك، إنها لي ولأصحابي: القبلة، والدين، وعبادة الرحمن، والنبي صلى الله عليه وآله، والكتاب من دونك ودون أصحابك