• لابد في حال التصدي في المناظرات والمحاورات النقاشية أن تترك التقية وراءك ظهرك، كما كان يفعل عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليهما رغم صعوبة الموقف آنذاك، والمقام مقام حرب ودماء.
• لقد كان بإمكان عمار بن ياسر أن يتخذ أسلوب أهل العالم الثالث بقوله لهم أننا ننكر قتل عثمان بن عفان ولا نرضاه، وهو من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وصهر ابنتيه وما أشبه ذلك، بذريعة حقن الدماء أو يحجم عن الجواب، لكنه لم يفعل ذلك.
• في وقعة صفين لابن مزاحم: قال له عمرو فما ترى في قتل عثمان؟ قال: فتح لكم باب كل سوء. قال عمرو: فعلي قتله؟
• كان عمرو بن العاص يريد أن يستخرج من عمار أجوبة تجعل نفوس القوم تغتاظ أكثر على علي بن أبي طالب عليهما السلام، وإلا فعمرو يعلم بهذه الأجوبة وما هو موقف أمير المؤمنين عليه السلام من قتل عثمان وأنه لم يسؤه قتله لأنه مستحق للقتل.
• لقد أبى عمار بن ياسر إلا أن يستخدم أسلوب أهل العالم الأول حتى لا يظهر انكسارا أمام الخصم، فلو أظهر انكسارا في - تلك اللحظة التأريخية- لربما كان من تداعياتها انحراف العقيدة لدى الشيعة، فلو أن عمار ترّحم على عثمان بن عفان بدعوى حقن الدماء؛ لسجّل المؤرخون تلك الكلمة التأريخية.
• وما من بتري قذر ولا منحرف نجس إلا ويأتيك بهذه القطعة التأريخية حجةً على وجوب موالاة عثمان، ولقالوا إن عمار بن ياسر وهو رمز من رموز الشيعة قد ترحم على عثمان بن عفان.
• ولذلك نحن نتشدد كثيرا مع هؤلاء الذين تموقعوا في تلك المواقع الريادية في الأمة الشيعية من المعميين وغيرهم، وتجدونا نقسو عليهم حين نقول لهم احفظوا ألسنتكم، راعوا ألفاظكم، لا تتكلموا بكلمات استهتارية بدعوى التقية ونحوها، لأنكم لا تعلمون تداعيات هذه الكلمات وإلى أين تفضي على مستوى الانحراف.
• تكملة الرواية: قال عمرو: فعلي قتله؟ قال عمار: بل الله رب علي قتله وعلي معه. قال عمرو: أكنت فيمن قتله؟ قال: كنت مع من قتله وأنا اليوم أقاتل معهم. قال عمرو: فلم قتلتموه؟ قال عمار: أراد أن يغير ديننا فقتلناه. فقال عمرو: ألا تسمعون؟ قد اعترف بقتل عثمان. قال عمار: وقد قالها فرعون قبلك لقومه: ألا تستمعون.