• إن كلمات عمار بن ياسر الرافضية الصريحة في موقعة صفين رغم ما فيها من أهوال؛ كثيرة، والمواقف مشهودة. وهي حقيقة تفاجئ كل من يطلع عليها وأنه كيف كان يدعو إلى الجنة في صفين.
• إن هناك فهما مغلوطا شائعا أن الداعية الجنة هو الذي يتكلم عن نعيمها وعن الصدق والورع والتقوى وما أشبه، أما الشخص الذي يكون مثلنا يقال عنه أنه يدعو إلى الفتنة! لأنه شديد الوطئة على أعداء الله ويكشف للناس مخازيهم ويدعو الناس للبراءة منهم ويستنقذهم الله به من الظلمات إلى النور.
• هؤلاء الناس أنفسهم لو عاد بهم الزمان إلى الوراء وكانوا حاضرين في صفين لرأوا عمارا أيضا داعية إلى الفتنة لأن هذا هو منطقه وكلامه، لكن النبي صلى الله عليه وآله ينظر إليه بأنه داعية إلى الجنة.
• أيها الدعاة إلى الله وإلى الجنة.. اقتلعوا من نفوسكم هذا المرض، وقولوا الحق كما هو واكشفوا الأوراق ولا تهتموا بما يقوله الناس فيكم، فالمهم هو تقييم النبي صلى الله عليه وآله لكم وصاحب الأمر صلوات الله عليه.
• في تقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص273: عن الثقفي في تأريخه قال: قال رجل لعمار يوم صفين على ما تقاتلهم يا أبا اليقظان؟ قال: على أنهم زعموا أن عثمان مؤمن، ونحن نزعم أنه كافر.
• في كتاب الجمل للشيخ المفيد ص195: وروى عبد الله بن رياح مولى الأنصاري عن عبد الله بن زياد مولى عثمان قال: خرج عمار بن ياسر يوم الجمل إلينا فقال يا هؤلاء على أي شيء تقاتلونا؟ فقلنا على أن عثمان قتل مؤمنا فقال عمار نحن نقاتلكم على أنه قتل كافرا.
• هذا المنطق يقيّمه كثير من هؤلاء الجهلة أو ناقصي الحظ من الإيمان والفهم على أنه منطقٌ تكفيري! وتراهم يقولون؛ هب أن عثمان كافر واقعا إلا أنه صار رمزا لفئة من المسلمين فلا أقل احترم رموزهم ليحترموا رموزنا، كلا، فهذه الاعتبارات لا محل لها في الحربيات القتالية أو الكلامية.
• كما أن الرواية المزبورة لم يتحرّج الشيخ المفيد عليه الرحمة والرضوان من تخريجها في كتابه الجمل، فما بال أقوامٍ اليوم تجدهم يتحرّجون عن ذكرها ويخافون ويضطربون.
• من يطالع المؤلفات الشيعية القديمة يجدها على منهاجنا نحن أهل العالم الأول، فأسلوبنا هو أسلوبهم وقد أخذنا منهم. ومن يطالع المؤلفات المعاصرة ويقارنها بالقديمة يجد كثيرا منها بعيدةً عن تلك اللغة الأصيلة.