• إلحاقًا لما تم ذكره في الحلقة الماضية؛ نقول أنه قد يرجح في بعض المواقف سب عامة أتباع أهل الضلال كما إذا أمعنوا في الضلالة وزال احتمال هدايتهم فحينئذ يسبون بلا حرج، وهذا ما فعله أمير المؤمنين عليه السلام من سبه لأهل الشام على العموم في وقعة صفين.
• جاء في نهج البلاغة "ومن خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام": جفاة طغام، عبيد أقزام، جمعوا من كل أوب، وتلقطوا من كل شوب.
• لا يصح أن يأتي بعض أنصاف المتعلمين -من أهل العالم الثاني- ويرتكبون في حق هذه الأمة هذه الجريمة الكبيرة وهي جريمة تصوير أن السب مكروه عند أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام مطلقا.
• يتخذ هؤلاء كلام أمير المؤمنين عليه السلام ويكررونه دائما -على فرض صحته- وغفلوا عن جهة هذا الكلام وعن الذين كره صلوات الله عليه سبهم، وإنما كره سب الجهّال لا رموز الضلال.
• إن الله سبحانه وتعالى يحب اللاعنين والسابين لمن يستحق ذلك من رموز الكفر والطغيان، وهذا ما دل عليه القرآن والسنة والسيرة.
• هنالك أحد علمائنا في القرن العاشر وهو السيد محمد بن أبي طالب الحسيني الحائري رحمه الله، كان جليل القدر، وقد قال فيه العلامة المجلسي: السيد النجيب العالم، من سادة الأفاضل المتأخرين. له كتاب يطالعه خطباء المنبر الحسيني في مقتل الإمام الحسين عليه السلام بعنوان: تسلية المجالس وزينة المجالس.
• في هذا الكتاب م2 ص 454 يقول: ولعمري لإن غابت أبداننا عن نصرتك وتباعدت أشخاصنا عن مشاهدتك فلقد أدركنا واقعتك ونحن في الأصلاب نطف، وأمرنا بتجديد التعزية لمصابك بنقلها منا خلفًا عن سلف... فها نحن نجاهد أعدائك بقولنا وفعلنا، ونقمع هاماتهم بمقامع نظمنا ونثرنا.
• ونعلن بسب أئمة ضلالهم على أعواد منابرنا، ونشرح قبح خصالهم في شوامخ منائرنا، ونعتقد ذلك من أعظم الوسائل إلى ربنا، وأكمل الفضائل يوم حشرنا ونشرنا.
• هذه كانت سيرة الشيعة وعلمائها التي نجاهد لإبقائها لأننا نعلم إن اندثرت كليةً؛ فإن هذا الدين والمذهب سيحرّف، والمبادئ ستتناسى، والقيم ستضيع.
• أحد المخالفين المرتدين وهو ميرزا مخدوم الشريفي، ألّف كتابا ضد الشيعة بعنوان: نواقض الروافض، وقد رد عليه الشهيد التستري بكتاب حمل عنوان: مصائب النواصب.
• جاء في جزئه الثاني ص164: وأما ما ذكره من أن الأمير فضل الله الاسترابادي لم يحصل له صفاء الباطن مع قلة ميله إلى السب والطعن؛ فلعل ذلك لو صح إنما كان لأجل لقلة ميله إلى سب من يستحقه من أعداء الله تعالى، لأن شركٌ خفي لا يجتمع مع الصفاء الجلي كما لا يخفى