• هنالك أقوام وأفراد قاتلت مع معاوية اعتقادا وتدينا، وقد خدعهم بقميص عثمان والتباكي عليه بأن شهيد مظلوم، وآخرون وجدوا عليا عليه السلام لا يحتمل وأنه خطرٌ على هذا الدين والأمة، فقالوا لو تولى عليٌ لهلكت البلاد والعباد، لكونه صارمٌ كالسيف والعدل عنه فوق كل شيء آخر.
• فهذا الذي يزعم أنه متدين ومتنسك يرى من الصالح دفعه عن التولي وخيرٌ له أن لا يكون حاكما علينا لأن الناس لا يحتملون، لعلمه بصرامة علي عليه السلام.
• أحد أولئك عبد الرحمن بن خالد بن الوليد حيث ينقل في أحواله كما جاء في كتاب أنساب الأشراف للبلاذري م10 ص211: وكان عبد الرحمن بن خالد ناسكا وشهد صفين مع معاوية. وقال ابن الكلبي قتل المهاجر بن خالد بن الوليد مع علي بن أبي طالب بصفين.
• في كتاب شرح النهج لابن أبي الحديد م11 ص96: كان المهاجر علوي الرأي جدا، وكان أخوه عبد الرحمن بخلافه. شهد المهاجر صفين مع علي عليه السلام، وشهدها عبد الرحمن مع معاوية. وكان المهاجر مع علي عليه السلام وفقئت ذلك اليوم عينه.
• في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص243: ن الشعبي، أن أول فارسين التقيا في هذا اليوم -وهو اليوم السابع من صفر، وكان من الأيام العظيمة في صفين، ذا أهوال شديدة- حجر الخير وحجر الشر. أما حجر الخير فهو حجر بن عدي صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وحجر الشر ابن عمه، وذلك أن حجر الشر دعا حجر بن عدي إلى المبارزة، وكلاهما من كندة، فأجابه فاطعنا برمحيهما، ثم حجز بينهما امرؤ من بني أسد، وكان مع معاوية، فضرب حجرا ضربة برمحه، وحمل أصحاب علي فقتلوا الأسدي، وأفلتهم حجر بن يزيد حجر الشر هاربا.
• في وقعة صفين ص257: عن عمر بن سعد قال حدثنا أبو علقمة الخثعمي أن عبد الله بن حنش الخثعمي رأس خثعم مع معاوية أرسل إلى أبي كعب رأس خثعم مع علي: أن لو شئت لتواقفنا فلم نقتتل، فإن ظهر صاحبك كنا معكم، وإن ظهر صاحبنا كنتم معنا ولم يقتل بعضنا بعضا.
• فأبى أبو كعب ذلك، فلما التقت خثعم وخثعم وزحف الناس بعضهم إلى بعض، قال رأس خثعم الشام لقومه: يا معشر خثعم، قد عرضنا على قومنا من أهل العراق الموادعة صلة لأرحامهم، وحفظا لحقهم، فأبوا إلا قتالنا.
• عليك أن تقاوم هذا النداء الذي قد يثير مشاعرك الرحمية ويستعطفك من هذا الباب. إن هذا النداء نداء شيطاني! فلابد من مواجهتهم ما داموا مع الباطل.
• ثم اضطربوا ساعة فاقتتلوا أشد القتال، وأخذ أبو كعب يقول لأصحابه: يا معشر خثعم: خدّموا. وأخذ صاحب الشام يقول: يا أبا كعب، الكل قومك فأنصف! فاشتد قتالهم، فحمل شمر بن عبد الله الخثعمي من أهل الشام على أبي كعب رأس خثعم الكوفة فطعنه، فقتله، ثم انصرف يبكي ويقول: رحمك الله يا أبا كعب، لقد قتلتك في طاعة قوم أنت أمس بي رحما منهم وأحب إلى نفسا منهم. ولكن والله ما أدري ما أقول، ولا أرى الشيطان إلا قد فتننا، ولا أرى قريشا إلا قد لعبت بنا.
• إياك يا من تريد أن تكون محاربا للباطل ولرموزه أن تستجيب لأي نوع من أنواع الاستعطاف الرحمي، فلا صلة للأرحام! بل رحمنا محمد وآله الطاهرين عليهم السلام.