• لقد عانى أهل الحق على مر الزمان من أمثال هؤلاء الذين تجدهم ضمن أهل الحق في حقبٍ ما، ولكنهم لحادث من الحوادث تشتعل فيهم الحمية والتعصب فيحدثون بلبلةً في ساحة أهل الحق تخلخل صفوفهم وينشقون فيذهبون إلى العدو، وينضمون إليه ويصبحون إلبًا للأعداء على الأولياء.
• وقعت مثل هذه الحوادث في فترة حكومة أمير المؤمنين عليه السلام الفعلية، كما جاء في كتب السير والتاريخ ككتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي.
• في كتاب الغارات م2 ص525: كان يزيد بن حجية قد استعمله علي عليه السلام على الري ودستبي فكسر الخراج واحتجن المال لنفسه، فحبسه علي عليه السلام وجعل معه مولى له يقال له: سعد فقرّب يزيد ركائبه وسعد نائم فلحق بمعاوية وقال في ذلك شعرا.
وخادعت سعدا وارتمت بي ركائبي
إلى الشام واخترت الذي هو أفضلُ
وغادرت سعدا نائما في غيابة
وسعد غلام مستهل مضللُ
• وقال أيضًا
يا هندُ قومك أسلموكِ فسلمي
واستبدلي وطنًا من الأوطانِ
أرضًا مقدسةً وقومًا فيهمُ
أهل التفقه تابعُ الفرقانِ
أحببتُ أهل الشام لما جئتهم
وبكيتُ من جزعٍ على عثمانِ
• وقال أيضا شعرا يذم فيه عليا ويخبره أنه من أعدائه، لعنه الله، فبلغ ذلك عليا عليه السلام فدعا عليه وقال لأصحابه: ارفعوا أيديكم فادعوا عليه، فدعا عليه علي عليه السلام وأمّن أصحابه,
• قال أبو الصلت التيمي: فقال علي عليه السلام: اللهم إن يزيد بن حجية هرب بمال المسلمين، ولحق بالقوم الفاسقين فاكفنا مكره وكيده واجزه جزاء الظالمين. قال: ورفع القوم أيديهم يؤمنون وفيهم عفاق بن شرحبيل بن أبي رهم التيمي وكان عدوا لله ممن كان شهد على حجر بن عدي بعد حتى قتل. فقال عفاق: على من يدعو القوم؟ - فقيل: على يزيد بن حجية، قال: تربت أيديكم أعلى أشرافنا تدعون؟! فدنوا إليه فضربوه حتى كاد يهلك.