• في كتاب الغارات للثقفي م1 ص364: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال: ما أرى مصقلة إلا قد حمل حمالة لا أراكم إلا سترونه عن قريب مبلدحا ثم كتب إليه: أما بعد، فإن من أعظم الخيانة خيانة الأمة وأعظم الغش على أهل المصر غش الإمام، وعندك من حق المسلمين خمسمائة ألف درهم فابعث إلي بها حين يأتيك رسولي وإلا فأقبل إلي حين تنظر في كتابي فإني قد تقدمت إلى رسولي ألا يدعك ساعة واحدة تقيم بعد قدومه عليك إلا أن تبعث بالمال، والسلام.
• ثم أقبل من البصرة حتى أتى عليا عليه السلام بالكوفة، فأقره علي عليه السلام أياما لم يذكر له شيئا ثم سأله المال، فأدى إليه مائتي ألف درهم، وعجز عن الباقي فلم يقدر عليه. قال: حدثني ابن أبي سيف عن أبي الصلت عن ذهل بن الحارث قال: دعاني مصقلة إلى رحله فقدم عشاءا فطعمنا منه ثم قال: والله إن أمير المؤمنين يسألني هذا المال ووالله لا أقدر عليه فقلت له: لو شئت لا يمضي عليك جمعة حتى تجمع هذا المال فقال: والله ما كنت لأحمّلها قومي ولا أطلب فيها إلى أحد.
• ثم قال: أما والله لو أن ابن هند يطالبني بها، أو ابن عفان لتركها لي، ألم تر إلى ابن عفان حيث أطعم الأشعث بن قيس مائة ألف درهم من خراج آذربيجان في كل سنة. فقلت: إن هذا لا يرى ذلك الرأي وما هو بتارك لك شيئا، فسكت ساعة وسكت عنه فما مكث ليلة واحدة بعد هذا الكلام حتى لحق بمعاوية، فبلغ ذلك عليا عليه السلام فقال: ماله؟! ترحه الله، فعل فعل السيد، وفر فرار العبد، وخان خيانة الفاجر، أما إنه لو أقام فعجز ما زدنا على حبسه، فإن وجدنا له شيئا أخذناه، وإن لم نقدر له على مال تركناه، ثم سار إلى داره فهدمها.
• في نهج البلاغة برقم 44: قبح الله مصقلة! فعل فعل السادة، وفر فرار العبيد! فما أنطق مادحه حتى أسكته، ولا صدَّق واصفه حتى بكَّته، ولو أقام لاخذنا ميسوره، وانتظرنا بماله وفوره.
• إن هذا العدل العلوي ما كانوا يحتملونه، لذلك تغيروا على علي عليه السلام وكرهوه وانفضوا عنه. لذا علينا أن نتعلم بأن نمضي على سيرة أمير المؤمنين عليه السلام وإن كلَّفنا ذلك انفضاض الناس عنَّا! فالمهم ليس هو الناس، بل المهم هو رب الناس!