- افتتح #الشيخ_الحبيب كلامه في محاضرته الأخيرة بالتطرق إلى الفتية في سورة الكهف كنموذج إيمانيٍّ يجسد أهمية ومحورية الروح النقدية في الشخصية الإيمانية وضريبة التحلي بها وما يقود إليه الثبات عليها من عزة الدارين
- ثم ساق سماحته رواية عن الصادق عليه السلام قال فيها بشأن الفتية أصحاب الكهف: "كانوا صيارفة كلام ولم يكونوا صيارفة دراهم".
وبين سماحته على ضوء الرواية أنّ ديدنَ أولئك الفتية كان نقد المقالات الشائعة. وذكر سماحته أنّ على المرء أن يفهم وجوه الآراء ويختار القويم منها عن بصيرة.
- ثم أردف سماحته بقول أمير المؤمنين عليه السلام: "اضمم آراء الرجال بعضها إلى بعض، ثم اختر أقربها من الصواب وأبعدها من الارتياب".
وعلى ضوءه شرح سماحته مسائل هامة تصلح أن تكون أيضا جوابا على بعض حشوية الشيعة الذين يعدلون عن آراء أهل الاختصاص والعلم إلى أفهام أنفسهم وهم عوام
- وشرح سماحته الفوائد المنهجية المستخلصة من الخبر المزبور وهي أهمية الانفتاح على آراء الرجال بمعنى الإصغاء ثم انتخاب ما وافق الكتاب والسنة والأصالة وما هو أبعد عن الارتياب.
وأنّ آراء الرجال ليست مرفوضة بل لها اعتبار إذ في هؤلاء الرجال من يوفق لإصابة الحق، وأنّ على المتلقي الفحص.
- واستطرادا على ما ورد في حديث أمير المؤمنين الآنف الذكر أورد الشيخ خبرا يبين أنّ في الرجال من يوفق للصواب إلى حدٍّ يقارب صواب الأنبياء عليهم السلام إذا اجتهد بصدق وإيمان.
عن الإمام الصادق عليه السلام: "رأي المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين جزء من أجزاء النبوة".
- ثم أكد الشيخ على مقالته المعروفة وهي أن التشيع حليف النقد وعدو التلقين، وهذا ما تشهد به مناهج الدرس في الحوزات والتعدد المذهبي في الفقه بخلاف البكرية.
ثم تعرض إلى كآبة الواقع البكري سيما ذلك السلفي الذي يتشنج من النقد ويطغى ويريد أن تبقى الآراء حبيسة الجدران وإلا ألب السلطات عليك
- وأوضح الشيخ بأنّ ما وقع على المواطن الكويتي - الذي اعتقلته السلطات الكويتية لمجرد تأليفه كتابا نقديا لصحيح البخاري - هو حصيلة تجاهل ما كان نبه سماحته منه قبل سنوات حين حذّر من كون البكرية سوف يتمادون أكثر مع عدم رفعنا سقف ثقافة النقد وتجنبنا المساس برموزهم الكبيرة
- وقال سماحته أن ذلك التراجع يعطي الخصم انطباعا بالضعف ويحمله على التمادي حتى يصل إلى الثوران من أجل البخاري والجور على شخص مارس حق النقد العلمي وتعرض للأحاديث المشينة بدافع تنزيه نبي الإسلام ولم يتعرض إلى لعن أو سب رمزهم، فبماذا أجرم؟!
- وقد بيّن سماحته خطورة ما يقع، ذاك أنّ #الكويت بلدٌ الشيعةُ فيه مؤسسون ولهم مناصبهم واعتبارهم ومع ذلك يقع عليهم كل هذا الجور في حرياتهم الدينية، ويُراد لهم أن يعاملوا كعبيد أذلاء خاضعين ومواطنين من الدرجة الثانية.
- وقد تأسف سماحته لنتائج عدم استماع نصيحته حتى وصل الحال بنا إلى أن يُسجن الشيعي في البحرين بلد التشيع من أجل معاوية!
ولكن لا أحد يحرك ساكنا، بينما العجيب أنهم من أجل مناكفات سياسية بذلوا الدماء، أما من أجل تاريخهم ومجدهم ودينهم لا يضحون!
- وحذر سماحته من أنّ البكرية مع السكوت سيتمادون وسيحرمون لعن شمر وعمر بن سعد وحرملة، بل سيوصلونكم إلى احترام حتى من يكفركم كابن تيمية، لأنك أيها الشيعي أثبت أنك شبه رجل لا رجل!
بينما هو يتجرأ حتى على رجال بيت الوحي عليهم السلام، ولا حق لأحد بمحاكمته!
- وفي معرض فضح ازدواجية تلك الحكومة ذكر سماحته أنه في #الكويت إذا ألف شيعي في نقد كتاب البخاري يُسجن، بينما يؤلف المدعو #عثمان_الخميس كتاب سياحة في الكافي ولا أحد يحاكمه ولا يُضطهد فأين العدل والمساواة هنا.
بل ذلك الوغد تجاسر على أئمة الوحي وعلى أمير المؤمنين عليه السلام في مؤلفاته
- ثم توجه سماحته بعد أن شخّص الداء إلى عرض العلاج على ضوء قول أمير المؤمنين عليه السلام: (من ضعف جِدُّه قوي ضِده) و(من ركب جِدّه قهر ضده)
وأكّد أنّ على المؤمنين القيام بأفعال جدية في معارضة الخصم لقهر الخصم، وأما مع الضعف سيستقوي علينا المخالف والضد ويتمادى.
- وفي معرض الوعظ والتذكير نصح الشيخ الحكومات بأخذ عبرة من إمبراطوريات أعظم منها كالأمويين والعباسيين والعثمانيين.
وذكّرهم أنّ من يعمد إلى محاربة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم وإن طال الزمان سيزول ملكة ويُذل فهذه سنة إلهية وليس العثمانيون عنهم ببعيد.
- ثم ذكّرهم #الشيخ_الحبيب بقصة شخصية من مفاخرنا وهو عبدالرحمن العنزي الذي ختم حياته بالثبات على مبدئه وقال لمعاوية: بل إياكَ قتلت..
موضحا أنه قَتَلَ شخصية معاوية الاعتبارية بينما العنزي بقي حيا في الضمائر.
وقد نصح الشيخ الأخ المعتقل بعدم التراجع في التحقيق والثبات على الموقف.
- كانت هذه خلاصة ما تفضل به #الشيخ_الحبيب في محاضرته الأخيرة بعنوان: من يسلبنا حق النقد نعود عليه بالإخضاع