تقرير لمحاضرة الشيخ الحبيب بعنوان: (كيف زُيِّفَ الإسلام؟) - (4)
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين.
نبدأ محاضرتنا لهذه الليلة مع رواية منقولة في مصادرنا الحديثية عن سيدنا ومولانا أبي جعفر الباقر صلوات الله وسلامه عليه.
نتلوا عليكم نص الرواية الشريفة..
عن عيسى بن عبد الله أبي طاهر العلوي قال: أخبرني أبي عن جدي:( أنه كان مع الباقر بمنى وهو يرمي الجمار, فرمى وبقي في يده خمس حصيّات , فرمى باثنتين في ناحية من الجمرة وبثلاث في ناحية منها, فقال له جدي: جعلني الله فداك , قد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد , إنك رميت بحصياتك في العقبات,ثم رميت بخمس بعد ذلك يمنة ويسرة
قال عليه السلام: نعم يا ابن عم,إذا كان في كل موسم يُخرج الله القاسطَين الناكثَين ,غضَّين طريين فيصلبان ها هنا لا يراهما إلا الإمام, فرميت الأول باثنتين والثاني بثلاث لأنه أكفر وأظهر لعداوتنا , والأول أدهى وأمر)
هذا النص منقول في الخرائج والجرائح في الجزء الثاني صفحة 816 , اختصاص المفيد الصفحة 277, مستدرك الوسائل) ومصادر شتى.
التعليق : الرواية السابقة يرويها عيسى بن عبد الله أبي طاهر العلوي
فمن هو الراوي؟
هذا الراوي هو عيسى ابن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ,فهو من نسل أمير المؤمنين من نسل عمر بن علي المشهور.
هنا ملاحظة صغيرة: المخالفون لطالما تشبثوا بالتسميات كحبل أمل اخير لتلميع صورة عمر ابن الخطاب لعنه الله. فنحن نقول لهم هل اسم عمر هو علامة مسجلة؟ هل ليس في العرب من اسمه عمر سوى عمر ابن الخطاب؟
لماذا لا تقولون أنّ عمر هذا تيمنا باسم عُمر ابن أم سلمة رضوان الله عليه؟! فهو كان من شيعة علي عليه السلام وانصاره.
نعود لنتم كلامنا عن راوي الحديث..
كان هذا الرجل(عيسى ابن عبدالله) معاصراً للإمام الباقر عليه السلام,واتفق أنه ذهب معه في مثل هذه الأيام إلى الحج , فوجد الإمام عليه السلام في المشعر في منى.
هانك بعد أنْ انتهى الإمام من رمي الجمرات الثلاث , بقيت في يده خمس حصيات فإذا به يرى الإمام عليه السلام يرمي باثنتين في ناحية وثلاث في ناحية بنفس الطريقة.
أي مثلاً يقول: بسم الله والله أكبر ويرمي بالجمرة في موضع معين, والموضع لا يحوي شيئا يُرمى به الحجر.
وهذا كان مثار استغراب عيسى بن عبدالله العلوي.
فسأل الإمام واستفسر منه عن سبب ومعنى ذلك الفعل.
حينها أجابه الامام وبين له أنّه في كل موسم حج يُخرج الله القاسطين الناكثين, ويعني بهما أبا بكر وعمر لعنة الله عليهما.
يخرجهما الله تعالى غضين طريين, أي يعيدهما الى الحياة بجسدهما الغض الطري الدنيوي ذاته.
ولكن من اللذي يستطيع رؤيتهما؟
فقط الامام المعصوم حجة الله على ارضه هو من يتمكن من رؤيتهما.
فإذن في عصرنا هذا الإمام المهدي عجل الله له الفرج في كل موسم حج بعد ان يرمي الجمرات الثلاث اللتي ترمز لابليس اللعين, يقوم برمي هاذين الملعونين
هناك في موضع معين يعرفه الامام, حيث يُصلبان ولا يتمكن من رؤيتهما الا الامام المعصوم عليه السلام.
ولكن لماذا رمى الاول (أبا بكر) باثنتين ورمى الثاني(عمر) بثلاث حصيات؟
لأنّ الثاني وهو عمر لعنه الله كما بين الامام اكثر كفرا واظهارا لعداوة اهل البيت عليهم السلام, أما ابن أبي قحافة فقد وصفه الامام بقوله (أدهى وأمر).
اي انّ الامام عليه السلام يقول إني رميت ابا بكر باثنتين وصاحبه بثلاث لكون عمر اكثر واظهر عداوة , إلا أنّ أبا بكر أكثر دهاءا و مكرا, وأكثر مرارة لنا أهل البيت.
من خلال النص السابق نفهم الحقيقة التالية..
هنالك فرق بين الرجلين (ابي بكر وعمر) لعنهما الله. وان كنا لا نختلف على كون كليهما اعداءا لا هل البيت عليهم السلام ومن ابرز و اول محرفي الإسلام ولكن كان هنالك فرق بينهما في منهجية البغض والعداء لاهل البيت عليهم السلام او طريقة ذلك البغض.
كان ابو بكر لعنه الله خبيثا يتميز عن عمر بـالدهاء بينما عمر لعنه الله لم يكن بمستوى دهاء صاحبه فقد كان الى جانب طغيانه أرعنا أهوجا تصدر منه فلتات كثيرة في اقواله تفضح ضميره وتفصح عن بغضه وعدائه لال رسول الله, كما كان يقدم على افعال بيّنة في العداء والبغض.
الآن بالطبع لاشك انّ المخالفين سيقولون معترضين, تلك الرواية من مصادركم لا مصادرنا فليست حجة علينا.
نجيبهم بقولنا أننا سبق وبينا في المحاضرات السابقة أنّ معظم الروايات الواردة عن أهل البيت في أعداء أهل البيت توجد لها شواهد وقرائن في كتب المخالفين.
مثلاً في هذه الرواية الإمام يصف أبا بكر بـالدهاء , وإذا ما فتشنا في كتب المخالفين نجد شاهداً يؤيد هذه الحقيقة.
مثلاً هذا الشاهد..
في (تاريخ دمشق لابن عساكر الجزء الخامس والعشرين الصفحة 437 , وكذلك في تهذيب الكمال للمزي الجزء الرابع عشر الصفحة55)وغيرهما من المصادر.
ورد هذا النص:
((إنّ داهيتا قريش ابو بكر وابو عبيدة ابن الجراح))
فإذن هنالك شاهد في مصادرهم يؤكّد أنّ أبا بكر يتصف بـالدهاء والمكر. فهم في مصادرهم يذكرونه على انه في قريش كان ثاني اثنين في الدهاء. فإنه إذن اعظم دُهاة قريش , فهو مُنتخب من بين قريش كلها ومصنف على مستوى قريش كلها في ذلك النص
ومن هنا نفهم وندرك حقيقة ما بيناه في المحاضرات السابقة , ونستيقن من كون ابي بكر قد دخل في الاسلام من باب الدهاء ليصل الى مطامعه, ولم يدخل الاسلام عن اقتناع, ولا من باب الإيمان الحقيقي. بل انه كما بين إمامنا المهدي عليه السلام قد دخلا الاسلام طمعاً في أن ينال ولاية بلد ما او يتحصل على منصب ما.
وذلك هو معنى الدهاء.
ورد في لسان العرب..
(وفي حديث معاوية: إِني لأَكْرَهُ النَّكارَةَ في الرجل، يعني الدَّهاءَ).
(وفي حديث أَبي وائل وذكر أَبا موسى فقال: ما كان أَنْكَرَه أَي أَدْهاهُ، من النُّكْرِ، بالضم، وهو الدَّهاءُ والأَمر المُنْكَرُ)
(قال العجاج: وبالدَّهاءِ (يُخْتَلُ) المَدْهِيُّ )
ومعلوم عندنا انّ الختل هو الخداع كما ورد ايضا في لسان العرب
(وفي حديث الحسن في طُلاَّب العلم: وصِنْف تَعَلَّموه للاستطالة والخَتْل أَي الخِدَاع)
ما زال بحثنا هذا مستمراً لنجيب فيه على هذا السؤال وهو , كيف زيف الإسلام؟
وقد أشرنا سابقا الى أننا قبل أن نخوض ونتعمق في التفاصيل التي تبين كيفية تزييف الإسلام في مرحلة ما بعد استشهاد النبي الأعظم صلَّى الله عليه وآله وسلم, فاننا اولا نريد أن نعطي فكرة عن حقيقة الرموز الأساسية التي لعبت دوراً في تحريف الإسلام وتزييفه ولو من خلال لمحة موجزة.
كان كلامنا فيما سبق يتناول حقيقة شخصية أبي بكر لعنة الله عليه, ومن اليوم فصاعداً سننتقل بالبحث إلى مرحلة أخرى محورها سيكون بيان حقيقة واقع وشخصية عمر بن الخطاب لعنة الله عليه.
استنادا الى ذلك الحديث المروي عن الباقر عليه السلام يتضّح لنا أنّ عمر كان أكثر كفرا وإظهارا لعداوته لأهل البيت من صاحبه, وأنه أيضاً كان أقل دهاءاً من أبي بكر, اي كان أقل استخداما للمكر من صاحبه وانما كان مظهرا لعداوته.
وهذا ما يفسر وجود الكثير من الشواهد والأدلة في تاريخنا وتاريخ القوم تبرهن على شدة عداء عمر بن الخطاب لعنه الله لأهل البيت وعلى راسهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلَّم
فهنالك الكثير من الشواهد التي تثبت بغض و عداء هذا الرجل للأسلام , ولرسول الأسلام ,ولأهل بيت رسول الأسلام, ولعامة المسلمين.
لأنّ عمر لعنه الله كما بينا قبل قليل كانت تصدر عنه فلتات كثيرة, فالرجل لم يكن بذلك المستوى من الدهاء والمكر بحيث يتمكن من التكتم على عدائه مثل أبي بكر لعنه الله
أبو بكر كان معاديا لاهل البيت ولكنّ فلتاته قليلة لأنه كان يخفي ويبطن عداءه, ويضبط نفسه , ومرد ذلك الى دهائه ومكره كما اسلفنا.
أما عمر فلم يكن يمتلك ذلك المستوى من الدهاء فكانت تصدر منه كثير من الأفعال والاقوال اللتي تثبت بغضه وعداوته لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وللاسلام والمسلمين. وتلك كلها قد سجلتها كتبنا وكتب القوم حتى شاعت وانتشرت.
عمر لعنه الله كان من صفات شخصيته المميزة والاستثنائية أنه كان فظاً غليظاً.
لذا كان رجلا مكروها من الجميع بسبب فظاظته وغلظته, وعنف طباعه ,وسوء أخلاقه. وقد انعكس ذلك على علاقته بالنبي الأعظم وأهل البيت وتعامله معهم.
قد يتعجب بعض الناس ويصيبهم الذهول ويتساءلون لماذا أقدم عمر على تلك الفعلة الشنيعة بالهجوم على دار الزهراء سلام الله عليها والإعتداء عليها بالضرب حتى اسقط جنينها المحسن عليه السلام؟!
لماذا اجترأ على ذلك الصنيع الشنيع؟ هل تلك من صفات الرجال أو من لديهم بقية من شيم واخلاق؟
ولكن لا عجب ان تصدر مثل تلك الافعال الهمجية الوحشية من عمر إذا ما علمنا طبيعة ذلك الوضيع وسمات شخصيته المتسافله من خلال مطالعة سيرته النتنة.
فما هي صفاته؟
كانت هذه هي صفاته على طول الخط..
فظ, غليط, فج, وقح لا يهتدي للسماحة طريقا , ولا يعرف معنى الإنسانية والكرامة.
كان شخصا يكرهه الجميع لاتصافه بتلك الخصال البغيضة.
هنا سنحاول أن نذكر بعض الأحاديث والشواهد التي تعطينا فكرة واضحة عن تلك الخلال السيئة في عمر ومن مصارد المخالفين. تنبهوا إلى الأحاديث التي سننقلها بذكر اسم المصدر والصفحة لكي تتمكنوا من رسم صورة دقيقة عن شخصية هذا الرجل في أذهانكم.
عن زبيد بن الحارث اليامي قال: (لما حضرت أبا بكر الوفاة بعث إلى عمر يستخلفه). (اي يريد أن يعينه خليفة من بعده))
فقال الناس: (استخلفَ علينا فظاً غليظاً لو قد ملكنا كان أفظ وأغلظ).
تعليق :الناس حينما علموا انّ ابا بكر قد استخلف عمرَ ضجّوا اعتراضا واستنكارا وشجبا منهم لتعيين عمر خليفة عليهم من قبل ابي بكر.
فقالوا لقد نصب أبو بكر من بعده عمرَ خليفة علينا وكأنه لم يجد غير ذلك الرجل اللذي لطالما عرفناه بغلظته وفظاظته وهو بعدُ لم يصبح خليفة علينا فكيف به اذا ولي رقابنا؟ حينها حتما سيكون أكثر فظاظة وغلظة.
نكمل الرواية..
(فماذا تقول إلى ربك غداً إذا لقيته واستخلفت علينا عمر )
تعليق: سأل الناس أبا بكر بماذا تجيب ربك و ماذا تقول له اذا قال لك لماذا استخلفت على الناس ذلك الفظ الغليظ الهمجي؟
فقال أبو بكر:
(أتخوفوني بربي ؟ أقول يا رب أمّرتُ عليهم(أي جعلت أميراً) عليهم خير اهلك)
هذا وارد في تاريخ المدينة الجزء 2 صفحة 671
تعليق: كما ترون فأبو بكر على ما يبدو كان احرص من رسول الله عند المخالفين على الأمة فهو حسب زعمهم لم يمت حتى اوصى بينما رسول الله رحل ولم يوصِ بخليفة على الامة من بعده!
رغم اننا اصلا لا نصدقهم فيما يروونه في صدر الحديث اي مقدمته لنصدقهم في خاتمته! فهناك شواهد عدة على انّه كان هناك وعد من أبي بكر لعمر بالخلافة، وذلك كان من منطلق اقرار قريش على تداول الخلافة فيما بينها في حادثة السقيفة. لذا كان عمر وصي أبي بكر منذ (السنة الاولى) للخلافة باصرار وضغط من عمر. ومعارضة الصحابة لوصول عمر إلى الخلافة يشير إلى وجود تصريح أو إشارة إلى خلافة عمر في وقت مبكر .وطمعا في الوصول الى الخلافة بأسرع وقت قد اغتال عمر صاحبه ابا بكر وفي ذلك بحث مفصل ليس هاهنا مورده.
ما يهمنا هو الشاهد من كلام الناس وانزعاجهم من عمر و وصفه بالفظ الغليظ واستيائهم من امر صيرورته خليفة عليهم لا تصافه بتلك الصفات الدونية.
ايضا نقدم شاهدا آخر..
عن الأًصمعي قال:(كلم الناس عبد الرحمن بن عوف أنْ يكلم عمر بن الخطاب في أن يلين لهم)
تعليق: بعد أن صارت الخلافة الى عمر لعنه الله , توجه الناس الى عبد الرحمن بن عوف طالبين منه أن يوصي عمر لعنه الله بأن يلين للناس وينأى عن غلظته وجلافته.
نتم الرواية..
(كلًّم الناس عبد الرحمن بن عوف أن يكلم عمر بن الخطاب في أن يلين لهم فإنه قد أخافهم حتى خاف الأبكار في خدورهن)
تعليق: قد اخاف الابكار في خدورهن من غلظته وخشونته و قسوته. فتخيلوا اي مستوى من العنف والوحشية هذا اللذي يخيف الابكار في خدورهن!
فقال عمر: (إني لا أجد لهم إلا ذلك)
تعليق: أي عمر يقول لهم انا سابقى كما انا ولن ابدل من تعاملي الجلف الغليظ وهمجيتي مع الناس وليس من شيء يصلحهم سوى فظاظتي وغلظتي وانعدام انسانيتي!
سبحان الله على النقيض تماما من قول علي عليه السلام
و إني لعالم بما يصلحكم و يقيم أودكم , و لكني لا أرى إصلاحكم بإفساد نفسي) )
هنا أمير المؤمنين عليه السلام يقول لجمع من رعيته المائلين عن الجادة, انا أعلم ما اللذي يصلحكم واعرف انه لا علاج لكم الا العصا ولكني لا اصلحكم وأفسد نفسي.
ثم اللطيف انهم يختمون الحديث بهذه الاضافة, فالمخالفون لا يتركون التزييف في كل شيء
(والله لوأنهم يعلمون ما لهم عندي من الرأفة والرحمة والشفقة لأخذوا ثوبي عن عاتقي)!!
تعليق: كما نقول في المثل الدراج ارادوا ترقيعها فزادوا عماها! ان كان هذا الكلام حقا صدر عن عمر ابن صهاك فأي رجل غبي احمق هذا اللذي يتصور انّ الرحمة والرأفة تحمل الناس على التجرؤ والتطاول عليه!
اصلا الرعية ماذا تريد من الحاكم سوى الرحمة مع الحزم وليس الغلظة والجلافة والوحشية!
يعني ترقيعكم هذا لا يفيد فعمر حسم الامر وقال انه لن يتوقف عن وحشيته وغلظته (إني لا أجد لهم إلا ذلك ), فتلك طبيعة متأصلة في نفسه فلا يمكن لمن أُشرب قلبه الرحمة والرأفة والانسانية أن يمارس الغلظة والفظاظة على طول الخط كما كان عمر ابن صهاك.
ورد ذك النص في( كتاب كنز العمال الجزء 12 صفحة 640)
شاهد ثالث وهو رواية واردة عن احد المنتمين لحزب عمر وهو طلحة بن عبيد الله.
عن طلحة بن عبيد الله قال : (خطب عمر بن الخطاب ام أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس(أي عمر طلب هذه المرأة للزواج) ,فأبته ,فقيل لها ولمَ؟ , قالت: إن دخل عابس وإن خرج عابس))
( ورد ذلك في كنز العمال الجزء 13 الصفحة 198)
تعليق : الحديث السابق يكشف لنا ايضا زاوية من زوايا شخصية ذلك الشخص المقيت.
عمر ابن الخطاب كان على النقيض من رسول الله في كل شيء . ففي حين أنّ النبي صلى الله عليه وآله لم يكن يُرى الا متبسما نجد عمر الفج الغليظ في المقابل لم يكن يُرى الا عابسا في دخوله وخروجه.
ايضا شاهد رابع وهو رواية واردة عن رجل آخر من حزب عمر الا وهو عبدالله ابن الزبير لعنه الله.
عن عبد الله بن الزبير : (كان عمر إذا كره أمراً فتل شاربه ونفخ)
تعليق: فتأملوا بالله وتخيلوا شكل ذلك الرجل ومنظره القبيح وهو يفتل شاربه وينفخه معبرا عن غضبه! فكم يبلغ طول ذلك الشارب اللذي يتمكن من نفخه وكأنه خيوط طائرة ورقية؟! فذلك يدل على انه قذر وسخ على صعيد النظافة البدنية ايضا.
فإذن هنا نكتشف جانبا آخر من شخصيته فهو يجمع الى جانب فظاظته وهمجيته شكلا خارجيا قبيحا منسجما مع تلك الطباع
وردت تلك الرواية في (كنز العمال الجزء الثالث صفحة 921)
رواية أخرى..
عن عمر بن دينار قال: (لمّا مات خالد بن الوليد اجتمع في بيت ميمون نساء يبكين ,فجاء عمر ومعه ابن عباس و معه الدرّة)
تعليق : دِرّة عمر عبارة عن عصاة غليظة كان يستعملها لضرب الناس. دِرّة بكسر الدال, والراء المُشددة.
لم تكن عصاة عادية! بل هي عصاة تشج وتدمي وتفضي الى افقاد المضروب وعيه والتسبب له بالاغماء.
كان عمر مداوما على حمل الدَرَة وضرب الناس بها بكل وحشية. تماما كما يصنع اليوم هؤلاء اللذين يسمونهم رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما يسمى السعودية!
يجوبون الاسواق والشوارع بعصيهم! فهم أخذوا هذه السنة عن عمر فلا تلوموههم!
تذكر تلك الرواية انه بعد موت خالد بن الوليد ,اجتعت نسوة في بيته يبكين عليه. فماذا صنع عمر اللذي كان برفقة ابن عباس وبصحبته دِرّته العالمية؟ فلنرَ ماذا قال.
فقال: (يا عبد الله إدخل على أم المؤمنين (يعني ميمونة) ,وأخبرها أن تحتجب وأن يخرجن علي ,واحدة تلو الأخرى, فجعل يخرجهن ويضربهن بالدرة)
تعليق : تخيلوا هذا المشهد الانساني الرجولي البطولي.
النساء خرجن في طابور للتأديب والضرب واحدة بعد الاخرى لتأخذ كل واحدة منهن قسطها الوافر من الضرب بدِرّة عمر المباركة!
تقول الرواية : فسقط خمار إمرأة منهن (اي سقط حجابها من شدة الضرب)
فقالوا: (يا -أمير المؤمنين- خمارها)
تعليق: اي الناس يُذكّرون خليفتهم عمر بأوضح الواضحات من حدود الله تعالى وهو الحجاب!
فبماذا يرد عُمر؟ ماهي آخر فتاوى عمر ابن صهاك؟
فقال : دعوها فلا حرمة لها!
تعليق : اي كما نقول في تعبيرنا الدارج (مو مشكلة خلها تكشف , أهم شي أضربها وتنطق وتاكل نصيبها)
دعوها فلا حرمة لها!, ولا ندري أي نص نبوي او قرآني هذا الذي يقول بأنّ من تبكي على ميت تصير مستباحة الحرمة ويُهتك سترها وحجابها؟!
هنالك تتمة وهي تعليق من صاحب كنز العمال حيث يقول: (وكان يُتعجب من قوله لا حرمة لها)
تعليق : اي لسان حال صاحب كنز العمال هو كيف يجتريء عمر على هذا القول ؟
ونحن نقول ايضا
كيف يضرب عرض الحائط بحرمة الله ورسوله وحرمة الإسلام؟
كيف يَسقط حجاب المرأة بسببك وبدلا من الاعتذار وتدارك جرمك تمعن في غيك وتقول دعوها فلا حرمة لها؟!
الرواية السابقة واردة في( كنز العمال الجزء 15صفحة 73)
عين الحادثة السابقة قد تكررت و وقعت من عمر عشرات المرات.
عن نضر بن أبي عاصم (أنّ عمر سمع نواحة بـالمدينة ليلاً(اي مجلس بكاء ونياحة بالمدينة في الليل) , فأتاها فدخل عليها ففرق النساء, فأدرك النائحة فجعل يضربها بالدِّرّة فوقع خمارها فقالو شعرها يا أمير المؤمنين فقال:أجل لا حرمة لها)
تعليق : الشجاع البطل عمر ابن صهاك خرج حاملا دِرّته لترويع النساء وضربهن في الليل الأليل. وطبعا فورا سيجيبك احباب عمر بأنه قوي في السنة وذلك مرده الى غيرته وحرصه على الاسلام كما كانوا دائما يصورون تطاوله على رسول الله صلى الله عليه وآله. عندهم نبي آخر غير نبي الاسلام. القوم نبيهم عمر وسنتهم سنة عمر لا سنة رسول الله لذلك كما بينا فإنّ رجال من يسمون انفسهم هيئة الامر بالمعروف فيما يسمى السعودية يجوبون الشوارع بالعصي يروعون بها الناس كما كان يفعل نبيهم عمر ابن صهاك لعنه الله.
رواية أخرى..
عن سعيد بن المسيب قال:( لمّا توفي أبو بكر -رحمه الله- [طبعا هو يقول رحمه الله, أما نحن فنقول :لعنة الله عليه] )
تقول الرواية : (أقامت عائشة النوح ,فأقبل عمر بن الخطاب, حتى قام ببابها فنهاهن عن البكاء على أبي بكر فأبين أن ينتهين ,فقال عمر لهشام بن الوليد: إدخل فأخرج إليّ ابنة أبي قحافة أخت أبي بكر, فقالت عائشة : إني أُحرج عليك بيتي [أي اضع في عنقك إثم دخول بيتي ولا اسمح لك بالدخول ولا أُجيزك] )
فقال عمر لهشام:( إدخل فقد أذنت لك)
تعليق: هنا عمر يعطي لنفسه صلاحيات لم يُجزها لنفسه حتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! فمتى كان هتك حرمة البيوت واقتحامها من الدين؟
عمر اقتحم بيت النبوة وهجم على دار الزهراء .فماذا تكون عائشة بالنسبة لعمر؟ لاشيء
ثم انظروا الى هذا السلوك العدواني الوحشي الذي يُذهل العقل من شدة شذوذه عن الفطرة السوية!
الرجل الحر الكريم الشريف عندما يسمع امرأة تنوح و تبكي فقيدها , يرق قلبه لها فيعمد الى تهدئتها ويسكن من روعها ويوصيها بالصبر.
أما هذا العُتل فيواسيها بالضرب!
الآن يا معاشر المخالفين نسألكم
لو كان اي رجل منكم في زمن حكومة عمر فهل يرضى أن يدخل عمر على حريمه فيضربهن لانهن ينحن على فقيدهن؟!
تقول الرواية : ( فدخل هشام فأخرج إليه أم فروة اخت ابي بكر( اي اخرجها الى عمر) , فعلاها بالدِّرَة فضربها ضربات فتفرق النوح حين سمعوا ذلك)
تعليق: فرقهن عمر البطل الشجاع القوي في تفريق جموع النساء عن النياحة والبكاء! الفرّار في المعارك
من الطبيعي أنّ من يعجز عن تفريق الفرسان في المعارك يستعرض بطولته في تفريق النساء وترويعهن.
حتى ابنة أبي بكر اللذي يُفترض انه صديقه , لم يوفر غلظته وقسوته عليها لأجل والدها على الاقل!
ذلك وارد في (تاريخ الطبري الجزء 2 الصفحة 614 , والبخاري الجزء 4 صفحة 127)
لنا على هذه الرواية تعليق..
تعليقنا هو:
هل كان هذا الفعل من عمر بن الخطاب شرعياً أم لا؟
اي هل ضرب هؤلاء النسوة لنوحهن وبكائهن على أبي بكر أو خالد بن الوليد كان عملا شرعياً أم لا؟
أمامكم أمر من ثلاثة وجميعها مُرة عليكم..
الخيار الأول:
أنْ تقولوا بأنّ ضربهن على نياحتهن عمل شرعي فتكون من ارتكبت المعصية وخالفت الشرع هي عائشة لأنها هي من أقامت هذا المجلس على أبي بكر
فبالتالي يتحتم عليكم اسقاط عائشة عن الاعتبار تماما وعدم التعبد بفتاواها بعد اليوم
انتم عندكم نص مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول النص : (خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء)
اي نصف دينكم تعلموه منها!
فهذه التي تعرف نصف الدين , كيف لا تعرف أنّ مجلس العزاء والنياحة على أبي بكر مخالف للشرع؟
إذا صوّبتم موقف عمر تكون عائشة مذنبة مخالفة للشرع وقد اتضح انها لا تفقه احكام الشرع وعلى اقل تقدير عليكم ان تحذروا منها وتراجعوا جميع فتاواها وترتابوا من احاديثها ولا تركنوا اليها.
يجب ان تسقطوها عن الاعتبار وتسقطوا فتاواها عن الاعتبار, ومنها رضاعة الكبير التي سودّت وجه المسلمين إلى يومنا هذا.
الخيار الثاني:
هو أنْ تقولوا بأنّ عمر كان هو المذنب و أنّ تصرفه لم يكن شرعياً فيكون حينذاك تصرف عائشة هو الشرعي.
وذلك يعني ان تنسبوا لفاروقكم الظلم وتقروا بأنّه رجل معتدٍ جائر فاسق, كافر, ظالم يحكم بغير ما انزل الله لأنه لا يجوز الإعتداء على الأفراد وضربهم بلا سبب ومبرر شرعي.
فهنا يجب أن تعترفوا بأنّ عمر هو المذنب، ويجب أن تقروا بأنه ظالم، وبما انّه ظالم يجب التبرؤ منه، وبما انه يجب التبرؤ منه هذا يعني جواز ومشروعية لعنه
فقولوا جميعا اللهم العن عمر..
الخيار الثالث:
هو أن تُسقطوا هذه الرواية من رأس , ولكن لا سبيل لكم لذلك لأنها وردت في البخاري و هو الكتاب الصحيح عندكم
فأينما تتجهون لا مخرج لكم من هذه المعضلة.
.. الآن إختاروا امرا من ثلاثة
إمّا عمر ظالم, أو عائشة مذنبة و لاتفقه احكام الشرع, وإمّا البخاري كذّاب
فدوروا في هذه الحلقة وحاولوا ايجاد مخرج.
نعرض هذه الرواية ايضا..
عن عكرمة بن خالد قال: (دخل ابنٌ لعمر بن الخطاب عليه وقد ترجّل ولبس ثياباً حساناً)
تعليق : تأملوا هذا المشهد
طفل صغير لبس ثيابا جديدة , هندامه جميل وشعره ممشط , فلنرَهذا الأب الحنون كيف يستقبل ابنه؟
لندقق في هذه الرواية لنعرف جانبا من شخصية هذا الرجل المعقّد السادي!
لنعرف الى اي مدى بلغت همجيته و غلظته و وحشيته اللتي لم يدخرها حتى عن ابنائه.
فلنرَ ذلك الطفل اللذي مشط شعره ولبس هنداما حسنا ماذا كانت جائزته من ذلك الاب العطوف؟
من غير المُتوقع انّ رجلا سويا سليم النفس والفكر يتعامل مع ابنه بهذه الهمجية.
تقول الرواية : (دخل ابنٌ لعمر بن الخطاب عليه وقد ترجّل ولبس ثيابه ,فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه)
تعليق : لا إله إلا الله
لماذا؟
تقول الرواية : (فقالت حفصة بنت عمر: لماذا ضربته؟)
تعليق : انظروا الجواب المعجزة اللذي ندعوا كل اخصائيي علم التربية والاجتماع الى الانتهال من معينه والاستفادة منه.
تقول الرواية : قال عمر: (رأيته قد أعجبته نفسه فأحببت أن أصغرّها إليه)
تعليق:
تأمّلو أسلوب التربية العجيب! أتعبت علماء التربية والاجتماع بعدك ياعمر ابن صهاك.
إبنه لأنه لبس ثيابا جديدة ومشط شعره فهو إذن معجب بنفسه في تصور عمر ابن صهاك اللذي ماعرف للجمال والنظافة لونا طيلة عمره.
طفلك الصغير اتاك لابسا احسن الثياب نظيفا ممشطا شعره فالامر الطبيعي والفطري أن تحتضنه وتقبله.
حتى إن لاحظت شيئا من العُجب باديا عليه و أردت أنْ تنزع عنه رداء العُجب فهنالك اساليب تربوية أخرى.
متى كان ضرب الطفل علاجا للعُجب؟ بل هذا يغرس في نفسه عقدة الضعة والحقارة؟
فعلى ما يبدو عمر يريد أن يغرس عقدة الحقارة اللتي يعاني منها حتى في ابنائه..
ضرب طفله حتى أبكاه!
رجل معقد ,سادي, همجي
قولوا ما شئتم
ورد هذا في (كنز العمال الجزء 12 الصفحة 668)
رواية أخرى ..
عن أنس بن مالك قال: (دخَلت على عمر بن الخطاب أَمَة(أي جارية مملوكة) ,قد كان يعرفها لبعض المهاجرين, وعليها جلباب مقنّعة به, فسألها عُتقتي؟ قالت: لا, قال: فما بال الجلباب ,ضعيه عن رأسك , إنما الجلباب على الحرائر من نساء المؤمنين , فتلكأت فقام إليها بالدرة فضربها حتى ألقته من رأسها)
هذا وارد في (كنز العمال الجزء 9 صفحة 199)
تعليق:
من قال أنّ الأمة التي تختمر يكون عقابها الضرب؟!
من خلال الروايات والشواهد اللتي ذكرناها قد اتضح لنا جانب من شخصية عمر المتوحشة.
صنوف من وحشيته تلك قد تعامل بها مع الزهراء ومع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقد تعامل بها ايضا مع المسلمين سيما في فترة حكمه
كانت تلك طبيعته اللتي عُرف بها في الجاهلية وبقي يمارس وحشيته تلك حتى بعد إسلامه الظاهري.
عمر دخل الاسلام متأخرا في السنة اللتي اعتزم فيها النبي صلى الله عليه وآله الهجرة الى المدينة المنورة وفي آخر الايام اللتي سبقت الهجرة.
كان عمر من أشد الناس المناوئين للمسلمين ولطالما ترصدهم وتعرض لهم ونكّل بهم.
هذه بعض الشواهد والأدلة من كتب المخالفين على تلك الحقيقة
عن سعيد بن زيد قال: ( لقد رأيتني و إنّ عمر لموثقي على الإسلام وأخته)
تعليق: هذا الرجل سعيد بن زيد واخت عمر زوجة سعيد قد كان عمر في فترة الجاهلية ياتي بهما ويوثقهما بطريقة تشبه الصلب ويعذبهما كما يفعل كفار قريش اللذين كان عمر واحدا منهم.
هذا ورد في (سير أعلام النبلاء الجزء الأول الصفحة 136 , والبخاري في الجزء الثامن صفحة 56)
رواية اخرى..
عن عون بن أبي شداد قال: (كان لعمر بن الخطاب أمة أسلمت قبله , كان اسمها زنيرة فكان عمر يضربها على إسلامها , حتى إذا ملّ (أي من كثرة ضربها) , قال: إني لم أترككِ إلا ملالة)
تعليق: الرجل سادي بكل معنى الكلمة. كان يضرب جاريته لانها اسلمت ,وإذا سئم وتملل من ضربها يقول لها : لم اترك ضربك و أكفّ عن تعذيبك إلا لاني مللت اي شبعت , اكتفيت !
اي طاغوت هذا؟
ورد ذلك النص في ( سيرة ابن كثير الجزء الأول صفحة 354,الدر المنثور الجزء 6 الصفحة 40)
ايضا رواية ثالثة..
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أُمّه ليلى قالت: (كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا)
تعليق :كان عمر لعنه الله من أشد المشركين في قريش تنكيلا بالناس الذين أسلموا قبل دخول عمر في الاسلام, أي كل المسلمين آنذاك. لقد استمر يطاردهم ويؤذيهم طوال تلك الفترة لانه دخل الاسلام متأخرا قبل الهجرة بقليل.
تقول الرواية: (فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة ( اي للهجرة الى الحبشة),أتى عمر وأنا على بعيري أريد أن أتوجه, فقال: إلى أين يا أم بن عبدالله؟ , قلت: لقد آذيتمونا في ديننا فسنذهب في أرض الله حيث لا نؤذى في عبادة الله , قال: صحبكم الله)
تعليق: هنا المرأة اصابها الذهول فمن أين نزل كل هذا اللين والادب على عمر ابن صهاك فجأة وفي الوقت اللذي يتوجهون فيه الحبشة؟ عمر اللذي لطالما آذاهم وصبّ عليهم جام وحشيته وغلظته كيف خرجت منه كلمة كتلك؟
لذا تصورت أنّ عمر لربما بدأ يميل الى الاسلام..
نكمل الرواية..
فقال: (صحبكم الله , ثم ذهب فجاء زوجي عامر ابن ربيعة فأخبرته بما رأيته من رقّة عمر)
فقال: ترجين أن يسلم؟ قلت: نعم, قال: والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطّاب))
تعليق : هذه كلمة لطيفة وباعثة على الضحك وفي نفس الوقت تحمل حقيقة في الصميم.
عامر ابن ربيعة يقول أنّ عمر إذا أسلم حمار والده الخطاب فإنّي سوف أُصدق حينها انّ عمر يصير مسلما! وذلك كناية عن استبعاده التام لامكانية دخول الاسلام الى قلب عمر, وهو محق وصادق في كلامه فذلك الفظ الغليظ رأس النفاق وما دخل الاسلام قلبه قط. مجرد متصنع منافق .
ولكن ما اللذي دعى عامر ابن ربيعة الى قول تلك العبارة اللتي تبين يأسه من اسلام عمر؟
قالها لما كان يرى من غلظة وقسوة و وحشية عمر على المسلمين
إنظروا وتصوروا الى اي مدى بلغت قسوته وهجمته على المسلمين حتى جعلهم لا يتوقعون او يحتملون ولو مجرد احتمال ان يصير مسلما في يوم ما! اي كان ذلك بالنسبة لهم خيالا.
ولذلك كانوا يهزؤون من مجرد طرح تلك الفكرة ويقولون انّ عمر اذا أسلم حمار والده الخطاب حينها سيصير عمر مسلما.
ورد هذا في (مجمع الزوائد الجزء 6 صفحة 23,سيرة ابن كثير الجزء الثاني صفحة 32)
الآن فلنرَ كيف كان عمر قبل دخوله الظاهري في الاسلام يؤذي رسول الله في مكة و ماهي الشواهد على ذلك؟
ننقل شاهدين من كتب القوم..
عن شريح بن عبيد قال: (قال عمر بن الخطاب: خرجت أتعرض رسول الله قبل أنْ أُسلم, فوجدته قد سبقني للمسجد).
تعليق: قوله أتعرض رسول الله أي اتصدى له و أتعرض له بالأذى.
يتصدى لرسول الله ويتعرض له بالاذى عن طريق المكر والغدر ولا يواجهه رجلا لرجل بالتأكيد فهو على كل همجيته وغلظته جبان يستقوي فقط على النساء او ضعفاء الناس أو حينما يأمن على حياته ونفسه من الطرف الاخر كما في حادثة هجومه على دار الزهراء فهو قد كان عارفا بأمر وصية رسول الله لعلي عليه السلام بلزوم الصبر وكان ذلك من الاسرار اللتي افشتها عائشة الجاسوسة الى حفصة وهي بدورها نقلتها الى والدها . فعمر الفرّار يرتعب خوفا من أثر اقدام رسول الله ويستحيل ان يواجهه رجلا لرجل بالمبارزة.
انتم لاحظوا سيرة أغلب الطواغيت المتوحشين ستجدون انهم جبناء يفرون عند المواجهة.
في نفس المصدر ايضا عمر يقر على نفسه فيقول: (كنت من أشد الناس على رسول الله)
تعليق : اي كنت من اكثر الناس عداءا لرسول الله وأذية له.
فكم لقي رسول الله من هذا الرجل؟! وكم آذى رسول الله واهل بيته؟
ولَكم تألّم رسول الله من هذا الشخص الوقح الهمجي.
ورد ذلك النص (في أسد الغابة الجزء 4 صفحة 52)
لقد بلغت بعمر وقاحته وشدة عدائه لرسول الله صلى الله عليه وآله الى درجة دفعته الى العزم على اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله.
لقد فاقت عداوته لرسول الله كل المشركين مما دعاهم لانتخابه هو بالذات لقتل النبي الكريم صلى الله عليه وآله وتنفيذ ذلك المخطط الدنيء.
مع بالغ الاسف تلك حقيقة لا يعلمها اغلب المسلمين المنخدعين بعمر لعنه الله.
لا يعلمون أنّ عمر ابن الخطاب الذي يقولون عنه انّه من أقرب الناس لرسول الله كان ينوي قتل رسول الله غيلة وغدرا.
للاسف الشديد إنهم لا يعرفون تلك الحقائق ولو تفحصوا ودققوا فيها جيدا سوف يتمكنون من استيعاب ما نتحدث عنه
حينها سيفكرون ويتحققون من أمر دخول عمر في الاسلام, ما إذا كان عن ايمان صادق حقيقي وموالاة صحيحة صادقة أم لا؟
هذا الرجل له تاريخ أسود , فقد كان ينوي قتل رسولنا الكريم , قتل اعظم رجل في الوجود.
كان يُنكل بالمسلمين ويتآمر على الاسلام واهله وكان شديد العداء لهم.
فكيف بين عشية وضحاها يصير من اقرب المقربين لرسول الله؟
على الاقل على المرء ان يراجع هذه المسألة وينظر في سيرة الرجل ليتحقق إنْ كان ذلك القدر اللا متناهي من البغضاء قد تحول الى محبة حقيقية ولم يُرَ من الرجل الا كل خير واحسان وطاعة وانقياد تام لرسول الله وحفظا ورعاية له في اهل بيته أم أنّ ما يكنه من بغض قديم باقٍ ومقيم في قلبه وقد انكشف وبرز في مواقف عديدة له بعد دخوله الظاهري في الاسلام؟
أنتم افرضوا مثلاً أنّ شمر بن ذي الجوشن لعنه الله همّ بقتل الحسين ولكنه رجع عن ذلك لاي سبب.
فتخيّلوا أنّ رجلا خطط لقتل سبط رسول الله غيلة أو عاون و آزر على قتله ثمّ على فرض انه اعلن توبته, نأتي و نرفعه إلى مرتبة زرارة ونعتبره من خيرة اصحاب الائمة ومن الصفوة اللذي هم في القمم!
لو ضربنا مثلا بالحر الرياحي عليه السلام فإنّ الحُر لم يهُمّ بقتل الحسين ولم يكن ينوي ذلك ولم يُرد ذلك.
إذا تتبعنا سيرة الرجل نجد انه كان يُعاكس رغبته القلبيه.
فقلبه كان مع الحسين عليه السلام ولكنه كان مضللا وقد خرج ينفذ أوامرَ عسكرية من موقع وظيفته كقائد عكسري
حينما خرج لم يكن يتصور انّ الامور ستصل الى تجاسر القوم على قتل الحسين!
ولذا تجدونه قد سأل عمر ابن سعد لعنه الله متعجبا وجلاً مما هم عازمون عليه فقال
(!يا ابن سعد أمقاتل انت هذا الرجل؟)
أي انّ الحر الرياحي معدنه كان معدنا طيبا ولم يذكر التاريخ انّه كان عدوا للحسين عليه السلام و لطالما كان يسعى في اذيته ويناصبه العداء, وانما خرج ينفذ امرا عسكريا فقط بمنع الحسين من دخول العراق في واقعة معينة وكان مُضللا ثمّ تاب والتحق بمعسكر الحسين عليه السلام و استشهد بين يديه.
أما عمر بن الخطاب فكلا، شمر بن ذي الجوشن كلا.
معدنهما خبيث وسيرتهما تبرهن على خستهما.
ولذللك عندما يقال انّ رجلا كعمر فجأة غدى من الاتقياء ونعتبره من خيرة المسلمين!! فاننا نتوقف عند هذه النقطة , ونراجع سيرته وندقق فيها ونتبين امره جيدا.
عمركان ينوي قتل رسول الله في مكة غيلة ورسول الله لم يكن قد بدأ احدا بالقتال, وهذا أمر يبرهن على خُبث معدنه! فالحر الكريم لا يُقاتل إلا من بدأه بالقتال, وهذا شاهد مبدئي على كون عمر دخل الاسلام لتحقيق مطامع معينة, و في المستقبل سوف نتوسّع في هذه المسألة ونبين تفاصيل محاولة الاغتيال بشكل أكثر دقة.
نعرض ايضا هذه الرواية..
روى ابن اسحاق قال: (إنّ قريشا بعثت عمر بن الخطاب -وهو يوم إذ مشرك- في طلب رسول الله(أي لقتل رسول الله), ورسول الله في دار في أصل الصفا , فلقيه النحام وعمر متقلّد سيفه ,فقال: يا عمر أين تراك تعمد؟(أي الى أين انت متوجه؟), قال: أعمد إلى محمد هذا الذي سفّه أحلام قريش وسفّه آلهتها وخالف جماعتها))
تعليق : عمر يقولها بملء فمه القذر! إني أريد أنْ أقتل محمدا !! وقد عينته قريش لتلك المهمة الخائبة.
ورد ذلك في (كنز العمال الجزء 12 الصفحة 605,تاريخ دمشق الجزء 44 الصفحة 36) وغيرهما من المصادر.
ـ إذن عمر كان يعتزم قتل رسول الله غيلة وفيما بعد بالفعل قتل خير المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم غيلة بالسم.
ولنا محاضرة مفصّلة في هذا الموضوع نبين فيها كيف قام عمر لعنه الله بالإتفاق مع أبي بكر وعائشة وحفصة بسم رسول الله, وبرهنا على ذلك من مصادرهم.
حيث بينا انهم سموا رسول الله صلى الله عليه وآله مدعين أنّ اللدود اللذي وضعوه في فمه الطاهر كان دواءا.
اللدود هو الدواء اللذي يُصب بالمسعط (القطارة), ويتم صبّ الدواء في أحد شقي الفم فيمر على اللديد اي جانب الفم وهو مأخوذ من لديد الوادي أي جانبه.
عائشة في الرواية اللتي ينقلها البخاري تقول (لددنا رسول الله)
و ذلك كان في الواقع سماً
فروايات اهل البيت تذكر انّ رسول الله صلى الله عليه وآله قضى مسموما وأنّ عائشة وحفصة قد سقتاه ورواية اللدود اللتي ترويها عائشة المجرمة وتحاول اخفاء جريمتها هي قرينة على صدق ما ورد عن اهل البيت عليهم السلام. وما تذكره عائشة من كون رسول الله حينما افاق وعلم انهم لدوه قد غضب وأمر كل الموجودين ان يتناولوا ذلك اللدود دليل انه كان سُما فرسول الله امرها ان تتناوله ليخزيها ويفضح جريمتها وطبعا عائشة لا تذكر بقية التفاصيل فهي بالطبع وصاحبتها قد امتنعتا عن تناول ذلك اللدود.
سمّوا رسول الله و اقدموا على اعظم جريمة في الوجود.
ومع ذلك بعض من يسمون انفسهم مسلمين يوالون عُمر اللذي كان على طول الخط معاديا لرسول الله معارضا له, مشاققا له في اكثر من موطن. وكل القضية انه فقط أسلم ظاهرا لتحقيق مطامع شخصية وكانت افعاله تدل على ذلك.
كم مرةً ومرةً أزعج رسول الله وعارضه و تجاسر عليه في الكلام و حاول قتله؟
الاجابة على ذلك السؤال تحتاج عشرات المجلدات.
لو انّ احدا يتكفل بجمع ما فعله عمر لإيذاء رسول الله فقط لسطّر عشرات المجلدات.
وسوف نتوسّع في تلك القضية فيما هو قادم من محاضرات هذه السلسة ان شاء الله, وسنثبت ما قام به من اعمال آذت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولكن حاليا ما يهمّنا هنا بعد نقلنا تلك الشواهد والأدلة هو أنْ نبرهن على ما ذكرناه في هذه المحاضرة بالرجوع الى ما بيناه في المحاضرة الاولى والتأمل فيه واستخلاص العبرة منه والنظر في مدى انطباقه على عمر لعنه الله.
تحدثنا في المحاضرة الأولى عن بولس اللذي حرف دين عيسى عليه السلام ونصّر قومه, وذكرنا أنّ هذا الرجل كان له تاريخ أسود حافل بالاضطهاد لأتباع عيسى عليه السلام.
ذلك الرجل اللعين كان اسمه في اليهودية شاول أو شاؤول وقد تسبب في قتل بعض المؤمنين بعيسى عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام.. كما كان عمر قد تسبب في قتل المسلمين على يد المشركين والتنكيل بهم.
اي أنّ يده قد تلطخت بدماء اتباع عيسى عليه السلام
ولكن ما اللذي حصل بعد كل ذلك العداء والقتل والاضطهاد للمؤمنين بعيسى؟
فجأة واذا بهذا الرجل يعلن انّه آمن بعيسى وصار من اتباعه!
فجأة يدعي انّه قد صدّق بما جاء به عيسى وآمن به.
هكذا تمكن من الاندساس في صفوف المؤمنين بعيسى و ادخال التحريف في دينه وقلبه رأسا على عقب, والتسلط على قوم عيسى والسيادة عليهم.
بولس اللعين هو من ادّعى أنّ عيسى ابن الله. أدخل تلك الفكر