تصريح أمير المؤمنين بعداوة أبي بكر وعمر
كلامنا هو في البحث والتفتيش عن الروايات التي رويت عن أهل بيت العصمة في تبيان فضائح ومثالب ومخازي أعدائهم هذا البحث عنوناه بعنوان بيان آل محمد في أعدائهم وهو يرسم صورة واضحه عن موقف الأطهار تجاه أعدائهم وظالميهم وقتلتهم..
كنا قد بدأنا بأولى تلك الأحاديث المطولة وذلك الحديث كان مروي عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين وكان الحديث كما شرحناه قد وقع بعد انتهاء معركة الجمل حيث عاد الأمير زياد بن أبيه في البصره وهناك عرض شكايته ممن تقدمه من الحكام الظالمين الثلاثة، وعندما وصل إلى بيان موقفه تجاه عدويه الرئيسيين هما أبوبكر وعمر لم يصرح بإسميهما وإنما اكتفى بالتلميح فطالبه عمار بن ياسر أكثر من مرة أن يسميهما ومن هنا نسترسل في عرض بقية الحديث مع إعاده مقطع منه حتى تكتمل الصورة ..
((قال عمار: يا أمير المؤمنين سمهما لنا فنلعنهما قال يا عمار ألست تتولى رسول الله وتبرأ من عدوه وتتولاني وتبرأ من عدوي؟!قال عمار: بلى، قال: حسبك يا عمار قد برئت منهما ولعنتهما وإن لم تعرفهما بأسمائهما، قال عمار: يا أمير المؤمنين لو سميتهما لأصحابك فبرؤوا منهما كان أفضل من ترك ذلك، قال: رحم الله سلمان وأبا ذر والمقداد ما كان أعرفهم بهما وأشد براء منهما ولعنة لهما))
لاحظوا هنا أمير المؤمنين يقول جوابا لعمار الذي ذكرنا إنما حاول إستدراج أمير المؤمنينـ فعمارعارف بهما ويدري بهما حسب القواعد فإن سلمان وأبوذر والمقداد هم أفضل صحابة رسول الله وحواريي أميرالمؤمنين على الإطلاق (رضوان الله عليهما)، هنا يبين أميرالمؤمنين وجها من أوجه تفضيل هؤلاء أنه لماذا هؤلاء الثلاثة سبقوا غيرهم صاروا أرفع منزلة من غيرهما أنهم كانا أعرف بهما وأشد براءة منهما وأكثرهم لعنا لهما فنفهم من ذلك أن المؤمن إذا أراد أن يرتفع مقامه عند الله أن يصبح أفضل من أصحاب إمام زمانه وهو المهدي أن يصبح من أفضل خدامه يجب أن تنطبق فيه هذه الشروط يكون أكثر الناس عداءا لصنمي قريش وأكثر الناس لعنا لهما واللعن ما هو فإنه من جانب آخر بمثابة شعار أعلن فيه رفضي للظالم حينما أقول لعنة الله على عمر فإنني أرفضه أبين للناس أن شعاري في رفض هذا الظالم ومناهض له ..
(قال عمار: يا أمير المؤمنين جعلت فداك فسمهما فإنا نشهد أن نتولى من تولين ونتبرأ منهما، إذا يقتل أصحابي وتتفرق عني جماعتي وعسكري وكثير ممن ترى حولي، من تولى موسى وهارون وبرأ من عدوهما ومن تولى العجل والسامري برأ منهما من حيث لا يعلم ومن تولى رسول الله وأهل بيته وتولاني فقد برأ منهما ومن برأ من عدوهما ]أي عمر وأبو بكر[ فقد برأ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حيث لا يعلم).
وجوب لعن أعداء الله
هنا نلاحظ أن أمير المؤمنين عدل عن التلميح إلى شيء من التصريح (فقال محمد بن أبي بكر: يا أمير المؤمنين لا تسمهما فقد عرفتهما ونشهد الله أن نتولاك ونبرأ من عدوك كلهم قريبهم وبعيدهم وأولهم وآخرهم وحيهم وميتهم وشاهدهم وغائبهم ]لاحظوا في تعبير محمد نبرأ ونشهد الله أن نتولاك ونبرأ من عدوك كلهم قريبهم وبعيدهم فحتى لو كان قريبا لي فاني أبرأ منه ومحمد بن أبي بكر كان يلعن والده متبرأ منه لأن والده عدو لله عز وجل ليس فقط كافر مثل الإنجليزي الذي أسلم وتشيع وأبواه بقيا على الكفر لا يحاربهما ولا يقول لهما أف أو ينهرهما أما لو كان أبواك من قتل رسول الله وفاطمة الزهراء أو المحاربان لله في هذه الحالة يجوز لك أن تلعنهما وأن تتبرأ منهما[، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) له: يرحمك الله يا محمد إن لكل قوم نجيبا ]يعني شخص كريم شريف[ وشاهدا عليهم وشافعا لأماثلهم وأفضل النجباء النجيب من أهل السوء وإنك يا محمد لنجيب أهل بيتك) يقول له الإمام أهلك أهل سوء أبوك أبو بكر، أخوك عبدالرحمن، أختك عائشة هؤلاء قوم سوء معادون لله عز وجل لكنك الكريم والشريف في وسطهم، يصرح الإمام أنهم أهل سوء وأعدائه إلا محمد بن أبي بكر.
الأئمة إثنا عشر خليفة :
(أما أني سأخبرك دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده سلمان وأبوذر والمقداد ثم أرسل النبي (صلى الله عليه وآله) عائشة إلى أبيها وحفصة إلى أبيها وأمر إبنته زينب أو رقية بأن تستدعي زوجها عثمان، فدخلوا فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أبا بكر يا عمر يا عثمان إني رأيت الليلة إثنى عشر رجلا على منبري يردون أمتي عن الصراط القهقرى ]يعني إثنى عشر خليفة كاذب يمتلكون السلطة التي أوردتها أنا لأهل بيتي[ فاتقوا الله وسلموا الأمر لعلي بعدي ولا تنازعوه في الخلافة ولا تظلموه ولا تظاهروا عليه أحدا، قالوا: يا نبي الله نعوذ بالله من ذلك أماتنا الله قبل ذلك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فإني أشهدكم جميعا ومن في البيت من رجل وإمراة أن علي بن أبي طالب خليفتي في أمتي وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضى فإبني هذا -ووضع يده على رأس الحسن- فإذا مضى فإبني هذا -ووضع رأسه على رأس الحسين- ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد وهم الذين عنى الله بقوله تعالى:
{أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}
ثم لم يدع آية نزلت في الأئمة إلا تلاها رسول الله، فقام أبوبكر وعمر وعثمان وبقيت أنا وأبوذر وسلمان والمقداد وبقيت فاطمة والحسن والحسين فقمن نساءه وبناته إلا أهل البيت مع الثلاثة أبوذر سلمان والمقداد، فقال: رسول الله رأيت هؤلاء الثلاثة أبوبكر وعمر وعثمان وتسعة من بني أمية وفلان من التسعة من آل أبي سفيان هو معاوية وسبعة من ولد الحكم بن العاص من بني أمية يردون أمتي على أدبارها القهقرى).
يصرّح النبي أن هؤلاء الأنجاس كلهم سيكونون من المنقلبين على أهل بيته، يقول سليم: قال ذلك علي وبيت زياد ملآن من أصحاب رسول الله ثم أقبل عليهم فقال اكتموا ما سمعتم إلا من مسترشد لئلا يتفرق جنده أمام معاوية ]تقديم الأهم على المهم[ يا زياد إتقي الله في شيعتي بعدي ]تعجب الناس ما هو دخل زياد في آخر كلمته الشريفة يوجه كلامه لزياد، لماذا؟
كما قلنا زياد بالسابق من جملة الذين تعاونوا مع الأمير للدنيا لا للدين ثم بعد ذلك جاءت الكرة لمعاوية اصطف مع معاوية، دينهم دنانيرهم من هو في السلطة نكون معه فهنا من دلائل إطلاع الأمير على الغيب وأنه متصل بالوحي لأنه عالم بما سيفعله إبن زياد بالشيعة[ فلما خرج من عند زياد أقبل الإمام علينا، يقول سليم: فقال الإمام: إن معاوية سيدعيه ويقتل شيعتي (لعنة الله عليه) بعد ما كان ابن عبيد أصبح إبن أبيه ثم ابن أبي سفيان( بإدعاء أن أبو سفيان واقع بغية فولدت زياد بن أبيه هذا خلاف لقول الرسول وحكمه.
(الولد للفراش وللعاهر الحجر)
هذا حديث آخر أيضا يرويه الثقة الجليل سليم بن قيس ويرويه عنه إبان بن عياش وهذا الحديث فيه فوائد عدة وشاهدنا فيه هو معرفة ما يسمى في الإصطلاح العلوي أو النبوي أو المعصومي الشريف بدولة إبليس ما هي هذه الدولة وأين تكونت وما هي مواصفاتها؟! ..
روى سليم بن قيس: ((قال سمعت سلمان الفارسي المحمدي يقول: قال رسول الله لعلي لولا أن تقول طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالة تتبع فيها أمتي آثار قدميك في التراب فيقبلونه))
يقول سليم بن قيس: أنا حدثت بهذا الحديث آخرين وعرضته على ذلك المنافق المتصنع المعروف بإسم الحسن البصري ]وهذا الرجل هو من أعمدة أهل العامة المخالفين من أركانهم وهو من أعمدة المعتزلة وذكرنا أن المعتزلة هم الجذر العقائدي للمخالفين اليوم منهم ومن غيرهم وبالدرجة الأولى منهم الأشعري كان معتزلا وكان قد شذ عن حلقات المعتزلة، الحسن البصري طرح نفسه بمثابة إمام هذه الأمة في الأصول والفروع ويقولون أنه من أعاظم التابعين ثم إنفصل عن الحسن واصل بن عطاء فأسس مذهب المعتزلة ثم من المعتزلة إنفصل الأشعري ومن الأشعري أخذوا أصول دينهم وفي الفروع يأخذون من أئمتهم الأربعة المعروفين[.
قال إبان فحدثت الحسن بن أبي الحسن ]وهو الحسن البصري[ وهو في بيت أبي خليفة بهذا الحديث عن سليم عن سلمان، فقال الحسن: والله لقد سمعت في علي حديثين ما حدثت بهما أحد قط في كثير من الأحيان ]كان هذا الرجل متصنع كان ينطق بالحق مع الشيعة يخاطبهم بإسلوب معين ومع غيرهم يتحدث بإسلوب آخر، يقول أنا سمعتهما لكني لم أحدث بهما أحد قط لأنه يريد أن يداري الجميع حتى يصل للموقع المطلوب فحدث بتسليم الملائكة عليه وحديث يوم أحد حين نزل جبرئيل قال لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار[.
يا علي أنت وشيعتك هم الفائزون يوم القيامة:
(حينما دخل أمير المؤمنين على الرسول في بيته وكان عنده صاحبه الذي يسمى يحيى الكلبي فسلم عليه، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، حينما خرج قال الرسول: من سلم عليك هو جبريل حينما تمثل بهيئة يحيى الكلبي. يقول إبان فوجدتهما في حديث سليم يرويهما عن علي (عليه السلام) أنه سمعهما منه فلما حدثنا بهذين الحديثين يقول وقد خلوت به وتفرق القوم غيري وغير أبي خليفة وبدت ليلتي عند أبي خليفة فقال الحسن تلك الليلة لولا رواية يرويها الناس عن النبي لظننت أن الناس كلهم هلكوا منذ قبض رسول الله غير علي وشيعته هذا الحديث يرويه الناس عن النبي لظننت أن كل المسلمين هلكوا ]يعني في النار[ إلا علي وشيعته ]وهذا شيء واضح يا علي أنت وشيعتك هم الفائزون يوم القيامة[، قلت: يا أبا سعيد وأبي بكر وعمر؟ قال: نعم، قلت: وما تلك الرواية يا أبا سعيد؟ قال قول حذيفة قوم ينجون ويهلك أتباعهم، قيل: وكيف ذلك، قال: قوم لهم سوابق أحدثوا أحداثا فتبعهم على أحداثهم قوم ليس لهم سوابق فنجى أولئك بسوابقهم وهلك الأتباع بإحداثهم ]يعني أبوبكر وعمر من السابقين هؤلاء إبتدعوا أذنبوا، الذين جاءوا من بعدهم اتبعوا هؤلاء مثل عمر هو نجى أما من يأتي بعده ويسير بسيرته فهذا يروح إلى جهنم لأنه ليس من السابقين الأولين هذا الحديث نسجوه على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنجى أولئك بسوابقهم وهلك الأتباع بإحداثه، ودليل آخر قول رسول الله لعمر حين استاذنه في قتل حاطب بن أبي بلتعة[..
قصة حاطب بن أبي بلتعة :
ذكرنا في سلسلة كيف زيف الإسلام: (أن حاطب أفشى سر من أسرار رسول الله إلى المشركين أنه خذوا حذركم فرسول الله سيغزوكم فوقع رسول الله على خيانته فينقل المخالفين أن رسول الله عفى عنه، لماذا لأنه هذا من أهل بدر مهما صنعوا أن الله يغفر لهم فعمر أراد قتله، ولكنه قال: ما يدريك لعل الله إطلع على عصبة أهل بدر فأشهد ملائكته أني قد غفرت لهم فليعملوا ما شاءوا ]لماذا؟ لأنهم من عصبة أهل بدر فمغفور لهم[.
وحديث جابر بن عبدالله الأنصاري ((أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكر الموجبتين، قالوا: يارسول الله ما تعني بالموجبتين، قال: من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به دخل النار)) فلست أرجو يقول الحسن البصري لأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير النجاة الا بهذه الروايات والسلامة لولا هذه الروايات لقلت أن جميعهم هالكون لكن الروايات تعطينا مخرج، قلت: أتجعل حدث أبوبكر وعمر مثل حدث عثمان وطلحة والزبير إن كان الأمر لعلي دونهم من الله ورسوله؟ إذاً سلمنا بقاعدة أن الأمر لعلي فهل تجعل جريمة أبا بكر وعمر مثل جريمة عثمان وطلحة والزبير عثمان ولّى أقاربه فثاروا عليه، طلحة والزبير نكثا بيعتهما لعلي وقادا عائشة لحرب الجمل، هذا إبان يسأل الحسن البصري، قال: يا أحمق لا تقولن إن كان الأمر لعلي هو والله لعلي دونهم ]تعلمون أنه في عقيدة المعتزلة أن الخلافة حق لعلي لا لغيره أما ما نتبرأ من أبوبكر وعمر يقولون عليهما الرحمة[ يا أحمق لا تقولن إن كان هو والله لعلي دونهم وكيف لا يكون لعلي دونهم بعد الخصال الأربع وقد حدثني الثقاة ما لا أحصي قال قول رسول الله ونصبه إياه يوم غدير خم وقوله أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي؛ فعلمنا من خلال ذلك أن الخلافة حق شرعي للإمام كما أن هارون خلف موسى، وخطب رسول الله آخر خطبة خطبها للناس ثم دخل بيته ولم يخرج:
أيها الناس إني تركت فيكم أمرين فإن اللطيف الخبير قد عهد أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كتاب الله وعترتي..
وجمع بين سبابتيه ]لماذا النبي جمع بين السبابتين؟ لأنهما متساويتان القرآن والعترة أما الوسطى تتقدم على السبابة[ أهل البيت عدل القرآن فتمسكوا بهما لا تضلوا ولا تولوا ]يعني لا تتولوا عن أهل البيت لا تقدموهم[ فتهلكوا لا تتقدموا عليهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ]بعض أولئك من يسمونهم بالصحابة من جرأتهم يردون على أهل البيت ويعلمونهم ورسول الله يمنع ذلك[ ولقد أمر رسول الله أبابكر وعمر وهما سابع سبعة يعني سبعة أشخاص أمروا أن يسلموا على علي بإمرة المسلمين ]فهذه الخصال الأربعة بإعتراف الحسن البصري (لعنة الله عليه) –يكمل البصري[ ولعمري إن جاز لنا يا أخا عبدالقيس أن نستغفر لعثمان وطلحة والزبير وقد بلغ من دثهم ما قد ظهر لنا، إذا نستغفر لهما أيضا فعلى الأقل جريمة أبوبكر وعمر أقل، إذاً نستغفر لهما أما طلحة والزبير بايعا علي (عليه السلام) طائعين غير مكرهين وأنا شاهد ثم نكثا بيعتهما وسفكا الدماء التي حرم الله رغبة في الدنيا وحرصا على الملك وليس ذنب أعظم بعد الشرك بالله من سفك الدماء التي حرم الله، وأما عثمان أدنى السفهاء وباعد الأتقياء وآوى طريد رسول الله وسيّر أولياء الله أباذر وقوم صالحين وجعل المال دولة بين الأغنياء وحكم بغير ما أنزل الله و كانت أحداثه أكثر وأعظم من أن تحصى وأعظمها تحريق كتاب الله بإسثناء القراءة التي اعتمدها وأفظعها صلاته بمنى أربعة خلاف على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قلت: أصلحك الله فترحمك عليه وتفضيلك إياه؟! ]يقول إبان للحسن البصري كيف مع كل هذه الجرائم تترحم على عثمان وتفضله على علي؟![، قال: إنما أصنع ذلك ليسمع بذلك أولياءه الطغاة الحجّاج وابن زياد قبله وأبوه أما علمت أنهم من اتهموه في بغض عثمان وحب علي نفوه ومثلّوا به وقتلوه؟ وقال رسول الله: (ليس للمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وما إذلاله لنفسه؟ يتعرض للبلاء لما لا يقوى عليه ولا يقوم به) هنا يستدل بالرسول في تجويز التقية، وقد سمعت علي يروي عن رسول الله يوم قتل عثمان وهو يقول قال رسول الله :
(إن التقية من دين الله ولا دين لمن لا تقية له والله لولا التقية ما عبد الله في الأرض في دولة إبليس).
دولة إبليس :
ما هي دولة ابليس ؟
الحسن البصري يروي عن أمير المؤمنين أنه قال يوم قتل عثمان يروي عن رسول الله أنه قال: (إن التقيه من دين الله ولا دين لمن لا تقية له، والله لولا التقية ما عبد الله في الأرض في دولة إبليس، فقال للرسول رجل: وما دولة إبليس؟ قال: إذا ولي الناس إمام –ضلال- فهي دولة إبليس على آدم إبليس يكون الحاكم وإذا وليهم إمام هدى فهي دولة آدم على إبليس)
إذا كان الإمام منصوب من الله وكان إمام هدى يكون دولة آدم عليه السلام دولة أبي بكر دولة إبليس بعبارة ثانية هذه الدول التي نجدها اليوم تحكم الأمة الإسلامية هي كلها دولة إبليس أليس أولاد آدم أبالسة؟!.
يقول سليم: (ثم همس إلى عمار ومحمد بن أبي بكر همسة وأنا أسمع سليم يقول: أنا سمعت أن الإمام همس في إذنيهما وأنا سمعت فقال عليه السلام: ما زلتم منذ قبض نبيكم في دولة إبليس بترككم إياي وإتباعكم غيري ]تصريح على أن أبابكر عمر عثمان أبالسة[ يأتمرون بأمر إبليس أول من بايع أبا بكر إبليس في صورة شيخ طويل اللحية -كما روى أمير المؤمنين- ثم هرب من الناس ثلاثة أيام ]يعني ابتعد عن الناس رواه الإمام يوم مقتل عثمان[ فطلبوه فأتوه في خص لبني النجار ]يعني بيت من قصب[، فقالوا إنا قد تشاورنا في هذا الأمر ثلاثة أيام فما وجدنا أحق منك فبايعوه وكان أول من بايعه طلحة والزبير لم يجدوا أمل غيره ثم جاءا إلى البصرة يزعمان أنهما بايعا مكرهين وكذبا ثم أتاه رجل من مهرة ]يعني من اليمن[ ومحمد بن أبي بكر بجنبه -سليم الآن نقل الصورة- ومحمد بن أبي بكر بجنب أمير المؤمنين، فقال علي (عليه السلام) وأنا أسمع: يا أخا مهرة أجئت لتبايع؟ قال: نعم، قال تبايعني على أن رسول الله قُبض والأمر لي فانتزى علينا ابن أبي قحافة ظلماً وعدواناً ثم انتزى علينا عمر؟ ]الإمام يشبهما بقردين انتزيا على حقه[، قال الرجل: نعم أبايعك على هذا ]ما أبايعك على أساس أنك خليفة عادي حسب سياق أبوبكر وعمر وعثمان أبايعك على أنك الأولى بالخلافة منذ قبض رسول الله[ فبايعه على ذلك طائعا غير مكره. فقال إبان للحسن: أفبايع الناس كلهم على هذا؟ قال: لا إنما بايع من آمن ووثق به على هذا)
إذا يتبين أن أمير المؤمنين حينما بايعوه قسم من الناس الذين كانوا قد وثقوا به بايعوه على هذا العنوان أما البقية فبايعوه كما بايعوا من قبله، فمعظم من بايع أمير المؤمنين ما كانوا يرون إمامته وأنه منصوب من السماء بايعوه لأنهم يجدونه الأمل الوحيد إعتقادهم فيه لم يكن كإعتقادنا ثم بعد ذلك خلال فترة أمير المؤمنين امتدت أربع سنوات تقريبا بدأ يغرس أول بذور التشيع لأن التشيع محصور في نفر قلة سلمان، المقداد ، أبو ذ، جابر بن عبدالله، فتشيع على يده جماهير وهذا إن شاء الله ما سنعرضه ونتبينه في المحاضرة المقبلة نذكر بشكل تفصيلي كيف سعى الإمام خلال حكومته لأن يثبت حقه ويهدي الآخرين إلى ولايته ..
المستفاد مما عرضناه أخيرا أن دولة إبليس هي كل دولة ظالمة ليست متصلة بالله عز وجل وهذه الدولة ليست دولة آدمية إنما إبليس متحكم فيها أما دولة آدم على إبليس فهي دولة أولياء الله الصالحين.