اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني، الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق اجمعين سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم اجمعين الى يوم الدين .. آمين
في الحلقة السابقة ..
تقدم كلامنا في المحاضرات السابقه عن أهمية النيل من الرموز والشخصيات التي يترمز ويتخص بها الباطل، حتى وإن كانت هذه الرموز او الشخصيات مقدسه لدى بعض الطوائف المنحرفه وأكدنا أن احترام هذه الشخصيات لمجرد مراعات تلك الطوائف هو مما لا اصل له في شريعتنا. كما أكدنا ايضا أنّ أئمة الشريعه (صلوات الله و سلامه عليهم) نالوا علانية من تلك الرموز والشخصيات، وكذلك فعل ايضا اصحابهم الابرار على مرئى من الائمه ومسمع دون نكير منهم بل على العكس حصلوا اثر ذلك على أعظم الثناء من الائمه (صلوات الله و سلامه عليهم).
الكف و الامساك عن أئمة الباطل و اركان الإنحراف ..
يأتي كلامنا هذا في سياق الحث على أن يتحرر الانسان الشيعي من الوهم الذي اوقعه فيه بعض غير ذوي الفطنه وبعض المنحرفين البتريين ومن اشبه، هؤلاء الذين اوهموا هذا الانسان الشيعي بأن شريعتنا امرتنا بالكف والامساك عن النيل من أئمة الباطل واركان الانحراف مراعات لمشاعر الآخرين. هذا وهم كبير قطع به هؤلاء، طريق اسقاط هذه الرموز والشخصيات، وتسببوا بإبقاء هذه الشخصيات تسببوا بإبقائها محترمة الجانب الأمر الذي ادّى في واقع الحال الى استبقاء الضلالات والانحرافات التي جائت بها هذه الشخصيات الى اليوم، وكانت هذه من هؤلاء أعظم جريمه كيف لا وأنت تشارك بسكوتك عن هؤلاء في بقاء الباطل ! من هنا فأنت ترتكب اعظم جريمه لأنه لاجريمه اعظم من بقاء الباطل او استبقائه. لقد ضربنا سابقا امثلة لما كان يصنعه رجالات التشيع الابرار حين نالوا من أعظم الشخصيات المقدسه والمحترمه لدى طائفة اهل الخلاف، وكان ذلك في عصور تفشّى فيها الظلم والجور على شيعة آل البيت (صلوات الله و سلامه عليهم) ذكرنا السيد الحميري وذكرنا دعبل الخزاعي وذكرنا كيف هجيا ابوبكر وعمر وعثمان واهل السقيفه (لعنهم الله) في محضر الائمه (صلوات الله و سلامه عليهم) ولم يقل لهم الائمه (صلوات الله و سلامه عليهم) إلا كلمة احسنت نطق روح القدس على لسانك ونحو ذلك من عبارات المديح والثناء ..
الأئمة عليهم افضل الصلاة و السلام كانوا يأمرون شيعتهم بهجو أعدائهم ومخالفيهم بوسائل الاعلام ..
إنّ الشعر والشعراء كان انذاك سلاحا اعلاميا قويا ومن الواضح أنّ الائمه (صلوات الله و سلامه عليهم) كانوا يستضيؤون لشعرائهم أن يهجوا اعدائهم ومخالفيهم، بل كان الائمه يحثون على ذلك ويحضون اصحابهم على أن ينالوا من تلك الشخصيات المنافقه، ينالوا منها لا من ورائها فحسب بل امامها ايضا في وجهه، وكان ذلك يشكل استفزازا واضحا لهذه الشخصيات وأشياعها، لكن بالنتيجه استفزاز محمود، لأن الشخصيه المنافقه او الشخصيه الاجراميه او المضله لابد أن تواجه لابد أن تحارب ولاتترك محترمه، ومن اساليب المواجهه من هذه الشخصيات استفزازها بالسان الحاد، هذا يربكها يجعلها مضطربتا ومن جانب آخر حصول هذه المواجهه امام الناس وتنامي اخبار هذه المواجهه الى الناس يجعل الناس تفهم ان هذه الشخصيات على باطل فلا ينخدع بها احد ولا يغتر بها احد تأملوا انتم مثلا في هذه القصه التي رواها شيخنا الكشي رضوان الله تعالى عليه ومن بعده شيخنا شيخ الطائفه الطوسي رضوان الله تعالى عليه هذه القصه تنبؤنا ان منهج الائمه عليهم السلام كان استفزاز رموز النفاق والباطل لالمجرد الاستفزاز وانما للحكمه التي سبق وبيناها وهي ضروره احداث مواجهه مع هذه الرموز والشخصيات المنحرفه والمضله.
يروي الشيخ الكشي بسنده عن الامام الصادق )صلوات الله و سلامه عليه( " يقول:{ كان رسول الله )صلى الله عليه و آله و سلم) وعلي (صلى الله عليه و آله و سلم) وعمار (عليه السلام) يعملون مسجدا ]وهو المسجد النبوي الشريف في المدينه المنورة او مسجد قبا[ فمر عثمان في بزه له ]اي في لباس حسن وثياب جيده له[ يخطر ]أي يمشي معجبا بنفسه، يتمايل هكذا وهو معجب بنفسه [فقال له امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) ]هنا الضمير لايعود الى عثمان (لعنة الله عليه),فقال له اي قال لعمار(عليه السلام)[ ارجز به ]امير المؤمنين (صلوات الله و سلامه عليه) يقول لعمار(عليه السلام) ارجز بعثمان (لعنة الله عليه) اي قل ارجوزه فيها شعر فيها هجاء ضد عثمان (لعنة الله عليه)[
فقال عمار (عليه السلام):
لايستوي من يعمر المساجد يضل فيها راكعا وساجدا
ومن تراه عاندا معاندا عن الغبار لايزال حائدا
]لأن عثمان (لعنة الله عليه) كان يتحاشى الغبار أن يصيب بزته الجميله وكان لايشارك المسلمين في هذا التعب وهذا الارهاق الذي كان يصيبهم بسبب بنائهم للسمجد الشريف[
قال ]اي قال الصادق (عليه افضل الصلاة و السلام)[ : فأتى النبي )صلى الله عليه و آله و سلم) ]اتى عثمان(لعنة الله عليه) النبي(صلى الله عليه و آله و سلم) [ما اسلمنا لتشتم اعراضنا وانفسنا فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) افتحب أن تقال بذلك ]اي اتحب أن اقيلك اسلامك أن تمن علينا باسلامك تقول ما اسلمنا لتشتم اعراضنا وانفسنا، حسنا اني قد اقلتك اسلامك فاذهب كما ورد في روايه اخرى بتفسير شيخنا القمي رضوان الله (تعالى) عليه[ فنزلت آيتان {يمنون عليك أن اسلموا قل لاتمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان إن كنتم صادقين} ثم قال النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) لعلي (عليه افضل الصلاة و السلام) اكتب هذا لصاحبك ]اي لعثمان(لعنة الله عليه) هذه الآيه نزلت في عثمان (لعنة الله عليه)[، ثم قال النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) اكتب هذه الآيه : {انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله} ]هذه الآيه نزلت في الامام علي (عليه افضل الصلاة و السلام) وعمار(عليه السلام) [ ".
هذه روايه يرويها الكشي عليه الرحمه..
وهناك روايه اخرى ايضا تحكي جانبا من هذه القصه او الحادثه يرويها ايضا الشيخ الكشي في رجاله بسنده عن صالح الحذاء :" لما امر النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) ببناء المسجد قسّم عليهم الموضع وضم الى كل رجل رجل] اي كان كل اثنين يتعاونين في المهمه [فضم عمار(عليه السلام) الى علي (عليه افضل الصلاة و السلام) فبين هم في علاج البناء إذ خرج عثمان من داره وارتفع الغبار فتمنع بثوبه وعرض بوجهه ]تمنّع من الغبار بثوبه حتى لايصبه الغبار وهنالك من ضبط الكلمه فتمنع اي فتقنع بثوبه ) قال فقال علي (عليه افضل الصلاة و السلام) لعمار (عليه السلام) إذا قلت شيئا فرد علي ]إذا انا قلت شيئا فأنت ردّده[ قال فقال علي (عليه افضل الصلاة و السلام):
لايستوي من يعمر المساجدا يضل فيها راكعا ساجدا
كمن يرى عن الطريق حائدا
]هذه ابيات يذم بها عثمان (لعنة الله عليه)، يُعرّض بها امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) بعثمان (لعنة الله عليه)[
قال فأجابه عمار(عليه السلام) كما قال فغضب عثمان (لعنة الله عليه) من ذلك فلم يستطع أن يقول لعلي (صلوات الله و سلامه عليه) شيئا فقال لعمار (عليه السلام) يا عبد لكع ]لكع اي يا دنيء يا لئيم يا حقير يا احمق بهذا المعنى[ ومضى فقال علي (عليه افضل الصلاة و السلام) لعمار ارضيت بما قال لك ألا تأتي النبي (صلى الله عليه و آله) فتخبره قال فأتاه فاخبره فقال يا نبي الله إنّ عثمان قال لي يا عبد يا لكع فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله) من يعلم بذلك ؟ فقال علي (صلوات الله و سلامه عليه) فدعاه فسأله قال فقال له كما قال عمار فقال رسول الله لعلي (عليهما و آلهما افضل الصلاة و السلام) اذهب فقل له حيث ماكان ياعبد يا لكع انت القائل لعمار ياعبد يالكع، فذهب علي (عليه افضل الصلاة و السلام) فقال له ذلك ثم انصرف".
ماذا نستفيد من هذه القصه ؟ نستفيد منها أنّ امير المؤمنين (صلوات الله و سلامه عليه) تعمّد استفزاز عثمان (لعنه الله)، حضّ عمار ابن ياسر (عليهما السلام) بأن ينال منه بإرجوزه وهو الامر الذي أثار عثمان (لعنة الله ععليه) واغضبه حتى جاء الى النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) وعبّر له عن غضبه لأنه أُهين وشُتم، إلا أنّ المفاجئه أنّ النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) بدلا بأن ينتصر لعثمان (لعنة الله عليه) انتصر لعلي وعمار (عليهما افضل الصلاة و السلام)، قال لعثمان (لعنة الله عليه): { افتحب ان تقال بذلك }، اي هل تحب أن يُقال اسلامك فتذهب وتولي لا نريدك مسلما حتى تمن باسلامك علينا، وكما قلنا في رواية القمي (رضي الله عنه) في تفسيره قد اقال النبي (صلى الله عليه و آله) عثمان بالفعل قال له قد اقلت اسلامك فاذهب .. ثم إنّ النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) يأمر عليا (عليه افضل الصلاة و السلام) بأن يشتم عثمان (لعنة الله عليه) قال له اذهب وقل له يا عبد يا لكع، مع أنّ البادء كان هو امير المؤمنين وعمار (عليهما افضل الصلاة و السلام) انما رد على عثمان بقوله يا عبد يالكع كان واحده بواحده لماذا إذاً يأمر النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) بأن تُعاد اهانة عثمان ابن عفان (لعنه الله)؟ الجواب هو أنّ النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) تقصّد بأن يُهان عثمان (لعنة الله عليه) ، ثانيتاً لأنه يستحق ذلك كونه رمزا للنفاق والإنحراف وإن كان صهره وإن كان ممن له شأن في قومه من بني اميه، لكن لابد من أن يواجه هذا الرمز بنحو ما لايجعل المسلمون يشتبهون في امره، فيحقر ويهان ويصغر وينال منه ويستفز الى ماهنالك من اساليب تحقق هذه المواجهه، ولاننسى ايضا أنّ عثمان (لعنة الله عليه) بتكبره حين مشى وهو يخضر ببزته كان يستحق ايضا زجرا من الزجر او ردعا من الردع.
هكذا يتعمدون الأئمة عليهم السلام أن يجعلو شيعتهم يهينون رموز الباطل و الإنحراف ..
هذا كان الدافع في تعمّد امير المؤمنين (صلوات الله و سلامه عليه) إهانت عثمان (لعنة الله عليه) والنيل منه عندما دعا عمّارا (رضوان الله (تعالى) عليه) بأن يرجز به، كان الدافع هو هذا من مثل هذا الموقف وغيره من المواقف تعلّم المؤمنون من النبي والوصي والائمه الاطهار (صلوات الله و سلامه عليهم) كيف ينالون في اشعارهم واراجيزهم من رموز الباطل والنفاق والضلاله، وقد نقلت لكم سابقا في بعض المحاضرات كيف أنّ جند امير المؤمنين (صلوات الله و سلامه عليه) كانوا ينالون قبيل واثناء في معركة الجمل، كانوا ينالون من عائشه وعثمان ومعاويه واشباههم (لعنة الله عليهم)، كانوا يرتجزون جماعات وافراد موجهين اشد الإهانات لعائشه وجندها (عليهم لعائن الله) وكان كل ذلك يقع امام مرأى امير المؤمنين (صلوات الله و سلامه عليه) بلا نكير ولانهي منه. ماذا كانو يقولون كانو يقولون لأصحاب الجمل كما رواه شيخنا المفيد (رضوان الله عليه) :
وليكم عجل بني اميه وامكم خاسرة شقيه
هاوية في فتنة عميه
لاحظو جيداً اصحاب امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) كانوا من حوله يصفون عثمان بالعجل ( دليلكم عجل بني اميه ) وايضا كانوا يصفون عائشه (لعنة الله عليها) بالخاسره الشقيّه الهاويه في الفتنه العميه. هذا كله كان يجري حول امير المؤمنين عليه السلام مع ذلك لم يوقفهم عن ذلك عن النيل والهجاء وهذا عن ماذا يكشف ؟ يكشف عن رضاه بهذا الذي جرى وكيف لايرضى وهو نفسه قد نال من عائشه (لعنة الله عليها) حين قال في نفس المعركه على ما رواه الطبري :
انت الذي غرك مني الحسنا ياعيش ان القوم قوم اعذا
الخفض خير من قتال الغبنا
فإذا امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) فتح هذا الطريق لمعركه الجمل، فتح البال لأصحابه بأن ينالون من عائشه (لعنة الله عليها) مع انها سيده الطرف الآخر والرمز المقدس عنده التي كان يطاف بها وانما تحلق جندها حولها وحول جملها الملعون نصره لها واعدادا بها لعنهم الله. ايضا يحدثنا الطبري في تاريخه أنّ انصار عائشه من بني الضبه قالو في معركة الجمل :
نحن بني ضبه اصحاب الجمل ننعى ابن عفان بأطراف الاسل
ردوا علينا شيخنا ثم بجــــــــل
فبماذا رد عليهم انصار علي (عليه افضل الصلاة و السلام)
قالو لهم :
كيف نرد شيخكم وقد قحل (يعني هلك حتى بلي واجف جلده على عظمه ) * نحن ضربنا صدره انجفل (نحن قتلنا عثمان (لعنة الله عليه) حتى انجفل اي حتى تمزق او حتى ولى وذهب على معنيين لمعنى جفل).
طعن الامام الصادق صلوات الله و سلامه عليه في عمر ابن صهاك لعنة الله عليه ..
لا أضن أنّ استفزاز اعظم من هذا، ولاننسى انه كان يجرى في اجواء حربيه مشحونه، على ايّة حال انه لايسع احدا انكار أنّ النيل من رموز الباطل هو اصل اصيل في سيرة ائمتنا الاطهار (صلوات الله و سلامه عليهم) وفي سيرة اصحابه الابرار، وهذه الاشعار وهذه الاراجيس انما هي تجليات لهذه السيره كما قلنا، وقد ذكرنا أنّ الشعر والشعراء كان هو السلاح الاعلامي البارز انذاك . كان الائمه (صلوات الله و سلامه عليهم) انفسهم يقولون ابيات من الشعر في هجاء اعدائهم على سبيل المثال امامنا الصادق (صلوات الله و سلامه عليه) قال بيتين من الشعر في هجاء عمر ابن الخطاب (لعنه الله)، نال منه ذاكراً تولّده من الزنا والسفاح والبيتان معروفان، يقول عليه السلام :{
من جده خاله ووالده وامه اخته وعمته
اجدر ان يبغض الوصي وان ينكر يوم الغدير بيعته }
يعني بذلك عمر (لعنة الله عليه) الذي جده هو خاله ووالده من جهة اخرى وامه اخته وعمته ايضا من جهه اخرى، هذان بيتان من الشعر للامام ابي عبدالله الصادق (عليه افضل الصلاة و السلام) في هجاء عدوهم الطاغيه عمر ابن صهاك (لعنة الله عليه) ،وبعد هذا كيف لاتتوقع أن يأخذ شعراء الشيعه الأبرار هذه السليقه من ائمتهم (عليهم افضل الصلاة و السلام) فينضمون الشعر في ثلب اعداء الدين والنيل منهم. الحقيقه إنّ هذه كانت سمة شعراء الرافضه على مر التاريخ، كانوا يعرفون دائما بما سماه اهل الخلاف شتم السلف، كان هذه سمتهم لاحظوا انتم معنا هذه القصه مثلا عن السيد الحميري (عليه السلام) هذا القصه التي رواها سيدنا الشريف المرتضى عن شيخه المفيد (رحمة الله عليهما) في كتاب الفصول المختاره يروي عن معاذ ابن سعيد الحميري قال :" شهد السيد اسماعيل ابن محمد الحميري رحمه الله عند سوار القاضي بشهاده ]احد قضاة المخالفين اسمه سوار وقد شهد السيد عنده بشهاده [فقال له الست اسماعيل ابن محمد الذي يُعرف بالسيّد فقال نعم فقال له كيف اقدمت عند الشهادة عندي واعنا اعرف عداوتك للسلف ]هنا شاهدنا انه كان شعراء الشيعي اي كانت الاجهزه والاذرع الاعلاميه للشيعه معروفه بعداوة السلف شتم السلف هجاء السلف ولايقصد من السلف هاهنا الا هؤلاء الذين رموز الباطل وائمة الكفر كابي بكر وعمر وعائشه وعثمان ومعاويه )لعنهم الله( وما اشبه المهم انه كان ذلك الامر معروفا معهودا عن رجال التشيع ومنهم شعرائهم الكبار[
فقال السيد قد اعاذني الله من عداوة اولياء الله ]لاتضنن اني اعادي سلف هم اولياء الله وانما اعادي سلف الذين هم اعداء الله المنافقون[ وانما هو شيء لزمني ثم نهض فقال له قم يارافضي فوالله ما شهدت بحق فخر السيد رحمة الله وهو يقول ]يهجو القاضي سوار [فيقول له:
ابوك ابن سارق عنز النبي وانت ابن بنت ابي جحدر
ونحن على رغمك الرافضون لأهل الضلالة والمنكر ".
شجاعة السيّد الحميري عليه السلام في طعنه لرموز المخالفين لعنة الله عليهم ..
لاحظو ايها الاخوه هذه النفسيه العاليه التي كان يتحلى بها شعراء الشيعه ومن ابرزهم السيد الحميري (عليه السلام) هو لم ينكر شتمه للسلف ولم يحاول الفرار والتهرب من هذه التهمه بل أكّد ذلك وقال لسوار القاضي متحديا "ونحن على رغمك الرافضون لأهل الضلالة والمنكر"، هذا موقف وفي الموقف الاخرى نقرء عن سيرة السيد الحميري (عليه السلام) كما رواى احد اعلام المخالفين وهو ابو الفرج الاصفهاني بسنده عن سويد ابن حمدان ابن الحصين: " كان السيد يختلف الينا ويغشانا فقام من عندنا ذات يوم فخلفه رجل ]بعدما خرج السيد الحميري (عليه السلام) كان رجل اخر قد خلفه في مكانه[ وقال لكم شرف وقد عند السلطان فلاتجالسوا هذا فإنه مشهور بشرب الخمر وشتم السلف ]هاهنا هم يكررون بهتانهم على هذا السيد على هذا الشاعر الجليل ارادوا تشويه صورته امام الناس فبهتوه بأنه كان يشرب الخمر والعياذ بالله والامر ليس كهذا على ماهو التحقيق على اية حال شاهدنا ومطلوبنا هو انهم قد وصفوه بأنه كان مشهورا بشتم السلف[ فبلغ ذلك السيد فكتب اليه وصفت لك الحوض ياابن الحصين على صفة الحارث الاعور فان تسقى منه شربتا ]هذى حوض الكوثر على ماوصفه الحارث الاعور الهمداني رضوان الله تعالى عليه صاحب امير المؤمنين (صلوات الله و سلامه عليه) [
تفز من نصبك بالاوفر فما لي ذنب سوا انني ذكرت الذي فر عن خيبر ]هذا ذنبي عندكم اني انال من ذلك الرجل الجبان الخائن الذي فر يوم خيبر الا وهو عمر ابن صهاك (لعنة الله عليه)[
ذكرتم امرءا فر عن مرحب فرار الحمار من القسور
فأنكر ذلك جليسا لك زنيم اخو خلق اعور
لحاني بحب امام الهدى وفاروق امتنا الاكبر ]اي علي (صلوات الله و سلامه عليه)[
سأحلق انها شهود على الزور والمنكر ".
هذا موقف آخر عظيم ينبؤنا أنّ الرجل من الشيعه القدماء الذين كانوا يتكفلون بالتعبير عن التشيع بأشعارهم، كانوا يمثلون الواجهات الاعلاميه للتشيع، ما كانوا يتنكرون او يتهربون من هذه التهمه انهم كانوا يشتمون عمر ابن صهاك (لعنة الله عليه) مثلا لا بالعكس كانوا يؤكدون ذلك ويقولون مالنا ذنب "فما لي ذنب سوا انني ذكرت الذي فر عن خيبر ذكرتم امرءا فر عن مرحب فرار الحمار من القسور " هنا يهجوا السيد الحميري (عليه السلام) عمر ابن الخطاب (لعنة الله عليه) ويصفه بالحمار الذي فر يوم خيبر. ياترى هل مثل هذه النفسيه موجوده فينا اليوم ام لا ؟
اعني انه عندما يواجه احدنا بحقيقه اننا نشتم سلفهم سلف الباطل سلف الجور سلف الضلاله كابي بكر وعمر وعائشه (عليهم لعائن الله)، حينما يُواجه احدنا بهذه الحقيقه هل نفر من ذلك ام اننا نقولها بشجاعه نعم ونحن برغمكم رافضون رغم اهل الكفر والضلاله ؟ هل نحن هذه الصفه التي كانت صفه السيد الحميري وكبراء الشيعه من اصحاب الائمه (عليهم افضل الصلاة و السلام) ؟ ام إننا على صفة هؤلاء الجبناء الذين كثروا هذه الايام وهم يتهربون من هذه الحقيقه عند ادنى نقاش واقل نقاش مع اهل الخلاف ؟
هل يوجد هذه الآيام مثل السيد الحميري عليه السلام؟
لماذا تفرون وكأنكم المرتكبون للجرم ؟ انتم على حق في موقفكم العدائي تجاه هؤلاء الظلمه والآخرون هم الذين على باطل انت الذي عليك أن تفخر وتكون صادقا وتقول نعم نحن على رغمك الرافضون لاهل الضلاله والمنكر، وتجعل الطرف الآخر في موقف التبرير بل التهرب من موالاته لهؤلاء المجرمين والمنافقين والظلمه. هل يوجد فينا اليوم كثير من امثال السيد الحميري (عليه السلام) لا أضن ذلك مع الاسف مع ملاحظه مهمه، إن السيد الحميري (عليه السلام) كان يعيش ضروفا صعبة للغايه لا اقل انه كان يعيش تحت حكومات جائره لاتعرف للرحمه معنى، ولم يكن آنذاك لاجمعيات لحقوق الانسان ولااحد ينتصر لمظلوم يظلم، ولا كان اصلا هنالك عالم يتمكن أن ينطق فيه احد بحرّيه. أما اليوم لو افترضنا أن السيد الحميري (عليه السلام) كان يعيش معنا فماذا نتوقع انه سيفعل وهو يرى كل هذه الحريه المتاحه في عصرنا هذا؟
مثال آخر على جسارت السيد الحميري عليه السلام في الحق ..
أنقل لكم موقفا آخر للسيد (عليه السلام) حتى تدركوا كم كان هذا الرجل وأشباهه من عظماء التشيع والرفض يجسرون على كلمة الحق بكل شجاعه وجرأه، روى ابو الفرج الاصفهاني عن سليمان ابن ارقم قال: ( كنت مع السيد ]اي السيد الحميري[ فمر بقاص على باب ابي سفيان ابي العلق وهو يقول ]مر بقاص اي بأحد هؤلاء القصاصين من مشايخ ودعاة اهل الخلاف[ يوزن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) يوم القيامه في كفه بأمته اجمع فيرجح بهم ثم يؤتى بأبي بكر فيوزن بهم فيرجح ثم يؤتى بعمر فيوزن بهم فيرجح ]يعني إنّ اعمالنا نحن كل الامه بالقياس الى مابذله رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) يوم القيامه الميزان يرجح به علينا نحن وهذا حق لامريبة فيه، ولكن الاشكال في الأمرين الاخيرين انه كيف يؤتى بابي بكر فيوزن بهم فيرجح فيؤتى بعمر فيوزن بهم فيرجح ![ فأقبل السيد الحميري على ابي سفيان ابن العذق فقال لعمري إنّ رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) ]طبعا وآله من عندي الموجود[ ليرجه على امته في الفضل والحديث حق، وانما رجح الآخران ]انظر هنا وتأمل في القوه والشجاعه التي يبديها السيد الحميري (عليه السلام) في تلك الضروف الصعبه[ الناس في سيئاتهم لأن من سن سنه سيئه فعمل بها بعده كان عليه وزرها ووزر من عمل بها ]هو يقول صحيح ابوبكر وعمر (لعنة الله عليهما) يرجحان في الميزان لكن من الطرف السلبي بسبب سيئاتهم وهذا ايضا حق لاشك ولاريبة فيه[
قال ]اي الراوي[ فما اجابه احد ]ما كانو يتمكنون أن يردون على السيد الحميري (عليه السلام) لأنهم يعرفون أنّ لسانه حاد ولايجارى، ولهذا كانوا ايضا كما نقلت لكم سابقا يتحاشون الرد على امثال الخزاعي ولهذا يتحاشون الرد على هشام ابن الحكم او مؤمن الطاق الذي كانوا يسمونه شيطان الطاق، كان هؤلاء العظماء من رموز التشيع والسنة التشيع ومتكلمي التشيع وشعراء التشيع كانوا حادين يسحقون من يكون امامهم لذلك كان الاخرون يهربون من امامهم، لذلك لاحظوا هنا لم يرد عليه احد مع انه شتم صنميهم ابوبكر وعمر(لعنة الله عليهما)[ فمضى فلم يبقى احد من القوم إلا سبّه".
مثال على نفسيّة رجل التشيّع الابرار رضوان الله تعالى عليهم ..
نعم هكذا كانت نفسيه رجال التشيع الأبرار كانت نفسية الشجعان، نفسيه الأبطال الذين لايهابون شيئا في الحق، ولايخشون في الله لومة لائم. راجعوا انتم كيف كانوا يتصرفون رجال التشيع منذ اوائل نشوئه، راجعوا مثلا تاريخ المقداد، تاريخ عمار، تاريخ ابي ذر، تاريخ خالد ابن سعيد ابن العاص، تاريخ هؤلاء العظماء كيف كانوا رغم الجور رغم الارهاب يتصدون لائمة الباطل والمنكر، فينالون منهم بأحد لسان ويعرضون بهم ويحقرونهم ويتعمدون الحط من اقدارهم. اقرؤا تثقفوا كنموذج من النماذج يروي شيخنا المفيد (رضوان الله عليه) عن حبيب ابن ابي ثابت يقول: (لما حضر القوم الدار للشورى ]الشورى العمريه بعد هلاك عمر(لعنة الله عليه)[ جاء المقداد ابن الاسود الكندي (عليه السلام) فقال ادخلوني معكم فإن لله عندي نصحا ولي بكم خيرا فابوا ماقبلوا فقال ادخلوا راسي واسمعوا مني فابوا عليه ذلك فقال أما إذا ابيتم فلاتبايعوا رجلا لم يشهد بدرا ولم يبايع بيعة الرضوان وانهزم يوم احد ويوم التقى الجمعان ]يعرض بعثمان (لعنه الله)[ فقال عثمان (لعنة الله عليه) أما والله لئن وليتها لأردنك الى ربك الاول". لاحظوا هنا كيف أن المقداد نال من عثمان (لعنة الله عليه) بمحضره ومحضر اصحاب الشورى ذكر مساوئه-بعض مساوئه- بما بعضا ملئه غيضا حتى توعد عثمان (لعنة الله عليه) المقداد (عليه السلام) قائلا اما والله لئن وليتها لأردنك الى ربك الاول. هذا نموذج يعلم من ورائه كيف كان يتحلى رجالات التشيع بتلك النفسيه العاليه والشجاعه.
نموذج آخر على نفسيّة رجالات التشيّع الأصيل ..
هو نموذج ابي ذر (عليه السلام) هذا البطل الذي كان مثالا للتصدي لأئمة الباطل ومعظمنا يعرف كيف خاض ابوذر (عليه السلام) حربا مع الطاغيه عثمان والطاغيه معاويه (لعنة الله عليهما) وكيف مات منفيا غريبا بسبب مواقفه البطوليه والمبدئيه، لن أُعدد مواقف هذا الرجل العملاق إنما اريد أن اذكر موقفا قد لايكون معروفا او مشهورا عند الناس، هذا الموقف يوضح بجلاء كيف أنّ النيل من رموز الباطل ولو بالسب هذا المنهج كان اول من اسسه هو رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) بنفسه.
است معاويه في النار ..
يروي ابن ابي الحديد ضمن مجريات المواجه بين ابي ذر (عليه السلام) ومعاويه (لعنه الله): (أنّ اباذر قال لمعاويه لقد لعنك رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) ودعا عليك مرات أن لا تشبع، سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) يقول إذا ولي الامه الاعين الواسع البلعوم الذي يأكل ولايشبع فالتأخذ الامه حذرها منه فقال معاويه ما أنا بذلك الرجل قال ابو ذر بل انت ذلك الرجل اخبرني بذلك رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) وسمعته يقول {اللهم العنه ولاتشبعه الا بالتراب} وسمعته (صلى الله عليه و آله و سلم) يقول {است معاويه في النار}).
ابوذر هنا يتصدى بشجاعه لمعاويه (لعنة الله عليه) وهو سلطان ومع ذلك يتصدى له ابوذر (عليه السلام) بكلمة حق، هي اعظم الجهاد عند سلطان جائر يتصدى ابوذر (عليه السلام) بشجاعه لمعاويه (لعنة الله عليه) وينال منه بذكر احاديث رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) فيه، ولكن انتبهوا جيدا لقد ذكر حديثا للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم] يقول فيه است معاويه في النار يعني مؤخرة معاويه في النار السؤال هنا ..لماذا ركز النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) على ذلك ؟ لماذا مثلا لم يكتفي مثلا بقوله معاويه في النار ؟ لماذا تعمد أن يذكر استه ؟
هل انه كان يتعمد شتمه والنيل منه ؟
الجواب نعم كان (صلى الله عليه و آله و سلم) يتعمّد أن يسم افرادا من المنافقين بسمات تجعلهم مقبوحين مذمومين على مر التاريخ، لهذا ذكر (صلى الله عليه و آله و سلم) است معاويه (لعنة الله عليه)، ولم تكن هذه المره الوحيده التي ذكرها، للعلم اكثر من مره ذكرها سابقا حين حذّر الناس منه، انتم اقرؤوا في معجم الطبراني وفي شرح النهج لابن ابي الحديد روايه هي عن نصر ابن عاصم النسري عن ابيه انه كيف ذكر النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) معاويه وفضحه باسته التي كانت ضخمه، ولكن انبه هنا أنّ الطبراني حجب اسم معاويه (لعنة الله عليه) في روايته تقول الروايه عن عاصم الليثي : (اتيت مسجد رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) والناس تقول اعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله فقلت ماهذا قالوا معاويه قام الساعه فاخذ بيد ابي سفيان فخرجا من المسجد فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) {لعن الله التابع والمتبوع رب يوم لأمتي من معاويه ذي الاستاه} ).
كان معاويه مشهورا بإسته الضخمه راجعوا انتم مثلا في لسان العرب لابن منظور يقول في هذه الماده (ورأيت رجلا ضخم الأرداف)، كان يُقال له ذو الاستاه وفي حديث البراء (مر ابو سفيان ومعاويه امامه وكان رجل مستها) يعني كان استه كبير، على اية حال أنّ ذكر النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) لإست معاويه (لعنة الله عليه) كان الغرض منه تحقيره ووصمه بوصمه لاتنسى، هنا تبرز اهمية النيل من اعداء الله وهنا يسمح لك بأن تنال منهم كيف ما تشاء لأنّ الشارع اسقط كل حرمه عن هؤلاء، وتذّكر دائما قول النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) {إذا رأيتم اهل البدع والريب من بعدي فاظهروا البرائه منهم واكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعه}، كما في حديث آخر {من كمال العباده الوقيعه من اهل الباطل} مضمون الحديث، و {باهتوهم كي لايطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولايتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع به الدرجات في الآخره }.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم و أعدائهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين