انتقل سماحة الشيخ ياسر الحبيب «حفظه الله» في تعليقاته التي تبدأ من الجلسة الحادية عشر في الرد على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة، انتقل سماحته للتعليق على ما تفوّه به أحد مشايخ البكريين والنواصب وهو المدعو محمد عبد الملك الزغبي الذي حاول أن يصوّر ردّه على الشيخ بأنه الرد العلمي على ما قاله الشيخ في كلمته بالاحتفال المبارك بذكرى هلاك عدوّة الله عائشة المدانة من فوق سبع سماوات.
ونوّه الشيخ الحبيب أن الزغبي اتسم بالبهلوانية في ردّه الذي تضمّن التحريض والسباب رغم محاولة صاحبه اظهار نفسه بأنه يقدّم ردًا علميا.
وأضاف «حفظه الله» أنه شاهد مقطعًا مصوّرًا للمذكور وهو يبكي كالنساء، لافتا سماحته النظر إلى ما ورد في الحديث النبوي الشريف: ”إذا اشتد نفاق الرجل ملكَ مآقي عينيه“، مؤكدًا في الوقت نفسه أن هذه الصفة كانت إحدى صفات أبي بكر لعنه الله، إلى جانب ما لديه من لغة التهديد والوعيد والقذف.
ووجّه سماحة الشيخ الحبيب كلامه للأخوة في المكتب لإضافة اسم هذا الرجل في قائمة المتهمين بالتحريض على القتل حتى يتم اعتقاله ومسائلته قانونيا إذا أراد دخول بريطانيا أو أيّة دولة من دول الاتحاد الأوروبي.
وعرض سماحته على الزغبي قبول الدعوة للمباهلة على أن عائشة في النار أو أن عائشة فاجرة بشروط معيّنة يتم الاتفاق عليها، وهي شروط مستقاة مما رواه الأئمة عليهم الصلاة والسلام، مقابل أن يتنازل سماحته عن تقديم بلاغ ضده للسلطات البريطانية.
ثم استعرض سماحته سيناريو بهلوانيات الداعية البكري محمد عبد الملك الزغبي، والذي بدأ كلامه بديباجة سياسية أراد أن يقحم بها الشيخ بقضايا سياسية لا آخر لها ليوهم الناس أن الشيخ الحبيب مدفوع من قبل "إيران" لخدمة سياستها الإقليمية في المنطقة! ، وهو ما يدل إمّا على جهله وغبائه العادي أو على جهله المركب الذي يريد أن ينقله إلى الآخرين فيُظهِر نفسه وكأنه لا يعلم بالخلافات الواسعة بين الشيخ الحبيب وبين حكومة إيران، ويريد بذلك أن يقفز على الواقع ليؤلب في خطابه سياسيًا.
فعلـّق «حفظه الله» على هذا الإسفاف تعليقا مطوّلا استعرض فيه أمثلة معاصرة تؤكد أن كافة المشايخ البكريين هم إجمالا مجرّد دمى تتشكل بأيدي حكام الأنظمة السياسية في المنطقة، وأنهم يُوجّهون بواسطة الحكومات بنحوٍ أو بآخر، مضيفـًا سماحته أن من بينهم هذا الزغبي نفسه إذ أنه فعلاً موظف سياسي، والدليل أن الموضوع هو «عائشة.. هل هي في النار أم في الجنة؟» ولا دخل له في السياسة نهائيا.
وذكَرَ سماحته أن رد المذكور والذي كانت هذه ديباجته.. كانت خاتمته هي البكاء! ، وهو الأمر الظريف الذي حدَا بالشيخ الحبيب أن يعبّر عن «سيناريو رد الزغبي» بأنه «فلم هندي كامل» قبل أن يبدأ سماحته بالرد على شيئ.
وأسردَ الشيخ «نصره الله» في بيان تسلسل أحداث السيناريو.. أنه بعد انتهاء الزغبي من هذه الديباجة السياسية العصماء عرضوا مقاطع من كلمتنا في الاحتفال، ونتوجه لهم بالشكر لأنهم نشروا كلامنا، فدخل الزغبي بعد عرض المقاطع في اتهام حسن نصر الله ومقتدى الصدر وخامنئي ورفسنجاني والسيستاني بأنهم يدعموننا وتحدّاهم أن يتبرّأوا منـّا؛ فسخرَ سماحته مجددًا من هذا الدعوى مفندًا إياها بقوله: ”لو كان كل هؤلاء يدعموني فليس من المفروض أن يكون عندي بناية فاخرة واحدة – كما كتبوا في جرائد الكويت – وإنما المفروض أن يكون عندي بنايات فاخرة متعددة وتكون بورصة لندن كلها في جيبي!“
وتبع ذلك استطراد سماحته للموضوع متجها إلى الرد على القذف الذي جاء به الزغبي تجاه سماحته حينما قذفه بكل صلافة بأنه "ابن زنا" ، مستدلا بما رواه السمرقندي في كتابه (تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين) عن أحد علمائهم أنه قال "النمّام ولد زنا" ، معقبًا كلامه بما مؤداه "أن من يتكلم عن عائشة فهو نمّام و النمّام ابن زنا"! ، ثم أراد الزغبي أن يتم استدلاله من القرآن فأتى بالآيات الكريمات {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ • هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ • مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ • عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} فادّعى أن هذه الأوصاف التي جائت في الآيات الكريمات تنطبق على ياسر الحبيب!
وما كان رد الشيخ الحبيب على القاذف سوى الطلب منه أن يصحح معلوماته، مشددًا أن هذه الآيات لا تنطبق عليه وإنما تنطبق على عمر بن الخطاب لعنة الله عليه؛ قبل أن يسير في إثبات ما صح عن النسّابين أن عمر بن الخطاب كان ابن شبكة معقدة من العلاقات السفاحية، مستندا إلى ما ترويه الآيات نفسها من صفات.
فبيّن سماحته قائلا.. أن "عُتُلّ" تعني "غليظ" وهي صفة ثابتة في عمر لا تحتاج إلى نقاش، وأما أن عمر كان (حَلاَّف مَّهِين) فيمكن إثباتها من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} وهي الآية التي نزلت في بيعة الشجرة، وكان عُمَر من بين المبايعين، أمّا شرط البيعة فكان عدم الفرار من الزحف وهو ما نكثه عُمَر كما جاء في (مصنف ابن أبي شيبة/ج7/ص417) أن عمر بن الخطاب قد فر من الزحف في معركة حنين التي وقعت بعد بيعة الرضوان.
وأدرك سماحته وقت الجلسة الذي انتهى قبل أن يتطرق لإثبات الصفة الثانية من صفات عمر (هَمَّاز مَّشَّاء بِنَمِيم) والتي أرجئ سماحته إثباتها إلى الجلسة القادمة، خاتما هذه الجلسة بالصلاة على محمد وآله الطيّبين الطاهرين.