إكمالا للرد على النقاط الأربع التي خلص إليها الكاتب سامي النصف في مقالته بجريدة الأنباء الكويتية، استعرض سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله في بداية الجلسة العاشرة من الرد على الضجة العائشية المفتعلة ضد احتفال «هيئة خدام المهدي عليه السلام» في لندن بذكرى هلاك عائشة لسنة 1432 هجرية، استعرض سماحته موجزا لرده على النقطة الأولى في الجلسة السابقة وزاد سماحته في توضيح رده على النقطة الثانية،
قبل أن يتطرق سماحته للرد على النقطة الثالثة من استنتاج الكاتب التي قال فيها إن ادعاء الشيخ الحبيب بأن عائشة تحترق حاليا في النار لم يأت من ملاك مرسل من الآخرة وإنما من شيطان من شياطين الأرض مليئة يده بالذهب والفضة لخلق فتنة لن تتوقف حتى تسيل الدماء أنهارا بين المسلمين!
فعلق سماحته.. يبدو أن سامي النصف كان نائما في أثناء سماعه كلمتي في الاحتفال، فعليه أن يعاود الاستماع للكلمة ليرى أني قد جئت بأدلة وبراهين من القرآن والسنة تدل على أن مآل عائشة هو النار، مؤكدا سماحته أن الشيطان إنما كان يأتي أبا بكر لأنه كان يقول أن لي شيطانا يعتريني؛ مشهدا سماحته الله تعالى على أنه لا يطلب فتنة تسيل جرّائها الدماء أنهارا بين المسلمين مطلقا، موجها سماحته خطابه للبكريين.. إنما أنا أخوكم الناصح، أحاول أن أنقذكم من الضلالة ومن النار على حسب فهمي ولكنكم مع الأسف لا تتقبلون وتتعاملون مع هذه الهدية بروح عدائية، فحاولوا أن تضعوا احتمال 1 % أن هذا الرجل صادق معنا ويريد لنا الخير، واستمروا بالبحث فإذا وجدتموني مخطئا فاتركوني ولكن على الأقل اعذروني في جهدي هذا.
وكنقطة هامشية يمكن احتسابها توقف الشيخ عند قول الكاتب ”لا أكتب عادة في الأمور الدينية لحساسيتها الشديدة إلا أنني رددت ذات مرة على من قدح بالسيد السيستاني، وأرى أن الرد واجب كذلك على من يطعن بعرض النبي صلى الله عليه وسلم وبأمهات المؤمنين“ ، فشكر سماحته الكاتب لرده على من قدح بالسيد السيستاني ودعاه إلى قبول الرد على رده بعدم التسليم له بأن عائشة عرضا للنبي الآن وأنها أمًا للمؤمنين بالمعنى التشريفي.
ثم انتقل سماحته إلى النقطة الرابعة في خاتمة الكاتب والتي تمثلت بقوله أن دعوة القس الأمريكي الذي أراد حرق القرآن قد وحّدت المسلمين خوفا على دماء المسيحيين، ثم أتى تسائل الكاتب.. هل توقِف يا ياسر دعاواك التي تفرق المسلمين وتستبيح دمائهم؟
فأجاب سماحته على الكاتب باختصار بكلمة (لا) ؛ موضحا أن الفرقة ضريبة لابد من دفعها لإشاعة الحق، وقد دفعها كل الأنبياء والأوصياء والمصلحين والعلماء والدعاة والمفكرين فهذه سنة الحياة.
مضيفا سماحته أن ما يدعوه للاستمرار في هذا المنهج هو رؤيته النتاج الطيب الملموس على أرض الواقع من هداية أهل الخلاف بعد إلتفاتهم إلى الحقائق. مجددا سماحته دعوته إلى أن لا تتجه الأمور باتجاه الدماء، داعيا المخالفين إلى عدم التعامل بمنطق قريش مع هذه الدعوة وإلى أن يبقوا في إطار الجدل الكلامي وعدم تعديه إلى التحريض على القتل والإرهاب وسفك الدماء وتقييد أصحاب هذه الدعوة بزجهم في السجون ومعتقلات التعذيب؛ كما دعاهم سماحته إلى رد الحجة بالحجة إن كانوا واثقين من عقيدهم، وإلى عدم التهويل والاستفزاع وإثارة الهلع في المجتمع بدلا من تحرير موارد النزاع، وإلى أن يتعاملوا مع الخصم بإيجابية تنطلق من مبادئ القرآن الأخلاقية العامة في الحوار مع الأطراف المناوئة في المسائل العقائدية والفكرية، وإلى أن يستوعبوا التناقضات الدينية كما استوعبوا التناقضات السياسية.
كما جدد سماحته دعوته إلى حل قضية المناهج الدينية، مقترحا أن يكون هناك منهجين دراسيين أحدهما للمخالفين والآخر للشيعة، أو إعفاء الشيعة من حضور الحصص الدينية في المدارس.
وواصل سماحته ضرب الأمثلة للمخالفين في شتى الميادين المختلفة إلى أن دعاهم إلى قراءة مقاله المنشور تحت عنوان "لأننا نحبكم نؤلمكم" والموجود على موقعه الرسمي.
مخاطبا سماحته أبناء الطائفة البكرية بما مضمونه.. أنتم بعدم إعراضكم عن احتفال قام به شخص في لندن بذكرى هلاك عائشة أثبتم للناس والعالم أجمع أنكم أصحاب عقيدة مهزوزة ومترنحة تتساقط لعدم ثقتكم بها وبالتالي تأثرتم بدعوات التأليب والتحريض المباشر وتجاوز ردة الفعل الطبيعية، وإن أردتم القول بأن الشيعة كذلك بردة فعلهم على من رفع شعار "يوم عاشوراء يوم الفرح والسرور" في منطقة شيعية في الكويت قلنا هذا قياس مع الفارق، وبيّن سماحته الفارق من جوانب متعددة قبل أن يختم الجلسة بالصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين.