أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين ..
طالما شنع المخالفون علينا نحن معاشر أتباع أهل بيت النبوة والعصمة صلوات الله عليهم أجمعين بهذه التهمة ألا وهي تهمة أن هؤلاء قوم لعّانون يلعنون سلف الأمة وصحابة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ويسبونهم في خلواتهم وفي مجالسهم ، هذه تهمة أينما ذهب الشيعي فأنه يجابه بها ومع الأسف الشديد بعضٌ من الشيعة يتصور أن هذه تهمة مخجلة مخزية بالنسبة إليه وإلى قومه فلذلك يحاول الفرار منها والحال أننا نعتبر تهمتهم هذه مصدر فخر واعتزاز بالنسبة إلينا ولا نفر منها بل بالعكس نعتبر أن موقفنا هذا في لعن أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أهل بيته أنما هو موقف شرعي صحيح بل هو واجب شرعي وأخلاقي علينا ولسنا نخجل من التصريح بذلك على الإطلاق بل نثبت عليه ونؤكده ونقول نعم..
يا أيها المخالفون نحن نلعن ونتبرأ إلى الله عز وجل ممن ثبت أنه عدوٌ لله ، هم يقولون أن هؤلاء القوم قوم لعانون ورسول الله صلى الله عليه وآله قال : )لم أبعث لاعناً.. ( إلى آخر الحديث فهؤلاء القوم يخالفون سيرة النبي الأكرم ويخالفون الأخلاقيات الإسلامية والجواب كلا على العكس من ذلك ، صحيح أن رسول الله لم يبعث لعانا لكن هذا الحديث صحيح لم يبعث لعانا لمن لا يستحق اللعن كالمضللين والجهلة مثلا ، أما من يستحق اللعن فقد اتفقت المصادر الإسلامية عند الفريقين على أنه لعن فلانا وفلانا وآل فلان بل إذا أخذنا هذا الحديث بمعناه المطلق كما يروجه المخالفون فإن ذلك يستدعي حتى الطعن في القرآن الحكيم لأن الله عز وجل في قرآنه أصل لمشروعية اللعن ، قال تبارك وتعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }..
بمعنى آخر الله عز وجل يقول من تنطبق عليهم هذه الصفات أنا ألعنهم ويلعنهم اللاعنون الذي يسيرون على هذا الدرب الشرعي ويلتزمون بأمر الله بالعكس الله يمتدح اللاعنين ولكن من يلعن حسب الشرائط الصحيحة من يكون ظالماً ، من يكون طاغيًا ،من يكون فاسدًا ، من يكون عدوًا لله ورسوله فهؤلاء لا كرامة ولا حرمة لهم ؟ لماذا لا نلعنهم ؟!
لا يستطيع أحد من المخالفين إن يدعي بأن اللعن بما هو هو ليس من أخلاقيات الإسلام بالعكس اللعن من الأخلاقيات الإسلامية بل من الواجبات إذا أخذناه من كمصداق من مصاديق التبروء من أعداء الله ، البراءة من أعداء الله واجبة لا يمكن لأحد إن ينكر مشروعية ذلك ، يبقى الكلام فقط في انطباق وصف أن هذا عدو لله على هذا الشخص أو ذاك ، هنا الخلاف فقط ، والعجب من بعض المخالفين خصوصًا الوهابية الخبثاء أنا قرأت في بعض كتبهم ومدوناتهم ينكرون حتى لعن إبليس يقولون حرام أن تلعن إبليس حرمة شرعية لا يجوز أن تلعنه أنما نحن أمرنا بأن نستعيذ منه فقط ، نقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أكثر من هذا لا يجوز أن نقول الشيطان ملعون أو نقول لعن الله إبليس ، وفي المقابل يذكرون أيضا أنه يجوز لعن الرافضة أقرؤوا في كتبهم ، لماذا ؟ يقولون لأننا هنا عممنا ولم نخص فردا بعينه فيجوز أن نلعن هؤلاء قوم رافضة يرفضون الشيخين على تعبيرهم فنحن نلعنهم ونلعن غيرهم ..
هذا على أقل التقادير تناقض فاحش عند المخالفين وعلى أية حال نحن لا نخجل من التهمة التي يروجونها في أوساطهم ضدنا من أننا نلعن صحابتهم و رموزهم المقدسة ، أبدا نحن نقر بذلك ونعترف بل ونفخر به هذا موقف شجاع نبديه بأننا نعادي أعداء الله نعادي الذين آذوا رسول الله نعادي الذين آذوا ابنته الزهراء ونعادي الذين عادوا وصيه الشرعي ونعادي الذين عادوا الأئمة الطاهرين ونعادي كل طاغ وجبار ومتكبر على مر التاريخ بشكل عام ، أما هم ثقافتهم إذا تتبعتم مسار المخالفين هو أن يطأطؤا رؤوسهم أمام الطغاة بل ويدفنوا رؤوسهم في الرمال كالنعام ، أي طاغ يأتي يوالونه ودونكم صدام ، صدام إلى اليوم هو عند المخالفين رمز مقدس ، سيد شهداء عصره ، يقدسونه ويحترمونه ويترحمون عليه حتى من كان بالأمس يلعنه يترحم عليه اليوم ، لماذا ؟ بغضاً في الرافضة شيعة علي ..
حينما دخل صدام الكويت أفتى علماء الوهابية بالجزيرة العربية بأنه كافر ملعون وأنه لا يجوز وصفه بالمسلم أصلا ، لماذا ؟ لأنه دخل على الكويت فأزاح ملكاً لهم أما اليوم فنفس هؤلاء العلماء يقولون لا يجوز لعنه بل نترحم عليه ولا يجوز إخراجه عن الملة ، لماذا ؟ بالأمس كان يتقدم صوبهم اليوم أبداً الشيعة هم الذين برز نجمهم في العراق فنكاية في الشيعة وكرهاً للشيعة تغير صدام من كافر إلى مسلم ومن ملعون إلى تقي شريف شجاع بطل شهيد ، هم على مر التاريخ هكذا كل طاغية يأتي يحترمونه أما نحن فتحملنا منذ يوم السقيفة الأسود تحملنا الآلام وقدمنا التضحيات بسبب هذا الموقف الشجاع والشريف المبدئي الذي نعتقده ونتخذه وهو موقف معاداة كل ظالم وعلى رأس هؤلاء الظلمة ظلمة أهل البيت هكذا علمنا أئمتنا عليهم السلام ونحن على دربهم سائرون ..
روى شيخنا الصدوق في كتابه المعروف كتاب الخصال عن الإمام أبي عبد الله الصادق صلوات الله عليه أنه قال : (دققوا في هذه الرواية) :
حب أولياء الله والولاية لهم واجبة، والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل محمد عليهم السلام وهتكوا حجابه وأخذوا من فاطمة عليها السلام فدك ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما وهموا بإحراق بيتها وأسسوا الظلم وغيروا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله (كل هؤلاء البراءة منهم واجبة) ، والبراءة من الناكثين (عائشة وطلحة والزبيروأتباعهم في معركة الجمل) والقاسطين (معاوية وعمر بن العاص وأصحابهما في معركة صفين) ، والمارقين (أصحاب النهروان من الخوارج) ، والبراءة من الأنصاب والأزلام وأئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة ، والبراءة من أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين عليه السلام واجبة ، والبراءة من جميع قتلة أهل البيت عليهم السلام واجبة ..
فإذا علمنا أئمتنا وحكموا علينا بأن نتبرأ من أعدائهم ومن قتلتهم ومن ظلمتهم ومن كل جائر ولا تقبل ولاية أهل البيت إلا بهذا الشرط ليلتفت المؤمنون من أتباع أهل البيت لا يغرنكم بعض المنحرفين ممن تلبسوا بلباس التشيع فيقولون دعونا على أصل الولاية والمحبة لأهل البيت ولنتناسى البراءة من أعداءهم لا نذكر ذلك على المنابر ولا نبلغ الناس بالحقائق حتى لا ينزعج المخالفون منا ويفلسفون ذلك بمبررات وهمية غير شرعية مثل قولهم أنه لا يجوز لنا أن نلعن هؤلاء لأن ذلك فيه فتنة بين المسلمين أو خرقاً للوحدة الإسلامية أو أن ذلك يستدعي أن يردوا علينا بالمثل فليعنوا أئمتنا عليهم السلام وأمثال هذه الترهات لا يغرنكم هؤلاء، الولاية لأهل البيت شرطها البراءة من أعداءهم فمن لا يعادي أعداءهم ولا يلعنهم ولا يتبرأ إلى الله منهم فلا ولاية له لا يقبل الله هذه الولاية منه ويحشر يوم القيامة في زمرة النصاب النواصب ، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، دققوا في الرواية .. رواها أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد وأيضا عنه المجلسي في البحار أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأمير المؤمنين عليه السلام :
(يا علي والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية لو أنّ عبداً عبد الله تعالى ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلاّ بولايتك وولاية الأئمّة من ولدك، وإنّ ولايتك لا تقبل الله تعالى إلاّ بالبراءة من أعدائك، وأعداء الأئمّة من ولدك بذلك أخبرني جبرائيل عليه السلام فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر(..
إذا شرط قبول العبادات ولاية أهل البيت ولكن هناك شرط في الشرط هو البراءة من أعداءهم فلا تقبل ولاية أهل البيت عليهم السلام بغير معاداة أعداءهم والبراءة منهم ومن يضعف عن ذلك مع الأسف أتفاجئ أن بعض المؤمنين ، شيعي أبا عن جد يأتيني فيقول أنا أحب أهل البيت وأواليهم ولكن إنا غير مستعد أن ألعن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وغيرهم أتركم ليس لي شأن بهم ، هذا غير صحيح هذا ضعيف الإيمان لا يجوز لك إن تترك البراءة من أعداء أهل البيت ومن أهم مصاديق البراءة لعن هؤلاء ..
روى أبن إدريس الحلي بكتابه المعروف بالسرائر أنه قيل للصادق عليه السلام أن فلانا يواليكم إلا أنه يضعف عن البراءة من عدوكم فقال عليه السلام :
( هيهات كذب من ادّعى محبّتنا ولم يتبرّأ من عدوّنا)
من لا يتبرأ من أعداء أهل البيت ويدعي محبتهم فهذا كاذب ضعيف مهزوز الإيمان وفي راوية أخرى يرويها ابن إدريس عن مولانا السلطان الرضا عليه السلام :
( كمال الدين ولايتنا والبراءة من عدونا)
ثم الكشي عن رجاله يروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الرواية الصعبة على هؤلاء الذين يتأثمون من أن يلعنوا أعداء الله هؤلاء بنص من رسول الله الأعظم رسول الله صلى الله عليه وآله تحل عليهم اللعنة إلى هذه الدرجة عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :
(من تأثّم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله)
فالمقصود أن الرجل الذي يتحرز أو يرفض أن يلعن من لعنه الله فهذا الرجل عليه من الله اللعنة وخصوصا أذا ثبت أنه يستحق اللعن ..
فهنا تدرجوا معي في البحث هل ثبت إن أبا بكر وعمر مثلا شيخي المخالفين لعنهم الله أم لا ؟ الأدلة على ذلك كثيرة ومتنوعة لكننا نأتي هنا بدليل لا يقبل الجدال ولا يقبل الرد من أحد وأريد كل واحد منهم إذا جابه أحد المخالفين لا تتراجع عن موقفك ، فإذا قال لك المخالف أأنتم تلعنون أبا بكر وعمر صحيح أم لا ؟ نعم من كتاب الله وسنة نبيك ومن مصادركم الذي تعترفون بها فلا تتراجع كن واثقاً من نفسك ولا تكون مهزوزاً أعطيه هذا الدليل ، ألم يقل الله تبارك وتعالى في كتابه :
{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا }
يقول لك نعم آية لا خلاف فيها ، ألم تروي صحاحكم ومصادركم وأعترف رواتكم مثل البخاري ومسلم وغيرهما من أرباب الصحاح أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في الحديث الصحيح المجمع عليه عند جميع الفرق :
( فاطمة بضعة فمن آذاها فقد آذاني )
يقول نعم ولا ننكر ذلك إطلاقا ، بناءًا على هاتين المقدمتين من آذى فاطمة الزهراء صلوات الله عليها فإن ضرورة ولازم إيذاء رسول الله ومن يؤذي رسول الله فهو يؤذي الله عز وجل ومن يؤذي الله تنطبق عليه الآية :
{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا }
فنريد أن نثبت هل آذايا الزهراء أم لا ؟ إذا ثبت لدينا عن الزهراء أن زيدا من الناس قد آذاها فإذا يجب الإعتقاد بأن زيدا أو فلانا هذا ملعون من قبل الله عز وجل ولا نقاش في هذا ..
الآن تعالوا إلى مصادرهم وصحاحهم وكتب التاريخ عندهم كلهم أجمعوا ولم يشذ عند أحد منهم أن أبا بكر وعمر آذايا فاطمة الزهراء لأنها صرحت بذلك وماتت وهي غاضبة عليهما بل أشهدت الله وملائكته على أنهما آذاياها وأسخطاها بل وحذرتهما وقالت أني سأدعو عليكما في كل صلاة أصليها .
أحد الأمثلة على ذلك يؤكد هذه الحقيقة ما رواه أحد أعاظم علمائهم ومؤرخيهم ابن قتيبة في كتابه المعروف المشهور والمتداول بعنوان "الإمامة والسياسة" ويسمى أيضا هذا الكتاب بتاريخ الخلفاء، افتحوا هذا الكتاب أيها المخالفون في الجزء الأول الصفحة واحد وثلاثين تجدون أنا أبا بكر وعمر في رواية مطولة جاءا إلى الزهراء عليها السلام في أواخر أيام حياتها وهي مريضة صلوات الله عليها وجرى بينهما نقاش فقالت الزهراء وثبتت هذه الحقيقة التي تدوي في أذن التاريخ وإلى اليوم ، قالت لأبي بكر وعمر :
(فإني أشهد الله وملائكته إنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه والله لأدعون عليكما في كل صلاة أصليها (
فإذا ليس الصلوات المفروضة فحسب بل وحتى الصلوات المستحبة فمثلا تقول الزهراء في صلاة الليل وفي القنوت تدعو عليهما وتلعنهما فمن هنا ثبت إذا عندنا أن أبا بكر وعمر ظلما فاطمة الزهراء وآذياها إذن تنطبق عليهم تلك الآية أم لا تنطبق ؟ّ!
{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا }
لأن إيذاء الزهراء يستلزم إيذاء رسول الله فإذا المسألة واضحة ؟ أين تفر أيها المخالف من هذه الحقيقة ؟ لا يمكنك الفرار مصادرك هكذا تقول وكتاب ربك هكذا يقول لا تستطيع أن تفر فلذلك نحن في الموقف الشرعي الصحيح وهم في الموقف الشرعي الخاطئ هم يتعبدون بموالاة رجلين ملعونين في كتاب الله نحن الذين نتعبد بالبراءة من هاذين الملعونين وأتباعهما وأضرابهما ومن تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله...
أهل البيت عليهم السلام يأصلون لعقيدة اللعن ..
من هنا نجد أن أهل البيت عليهم السلام كانوا وعلى مر التاريخ يأصلون هذه العقيدة وهذا المبدأ الذي نفتخر به يأصلونه في نفوس أصحابهم وشيعتهم وأوليائهم يعلمونهم كيف يتبرؤون من الظلمة من القتلة من الفجرة وكيف يجب عليكم أن تلعنوهم، ما هو اللعن ؟! اللعن هو دعاء تسأل به الله عز وجل أن يبعده ويطرده من رحمته ويزيد عذابه ، هذا هو معنى اللعن دعاء ندعو به على أعداء أهل البيت كمظهر من مظاهر تبروئنا من هؤلاء لأن البراءة واجبة واللعن أعظم مصاديق هذه البراءة، مرّعليكم في المحاضرة السابقة حينما ذكرنا خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة هذه الخطبة الغراء الشريفة التي أمر فيها أمير المؤمنين معاشر المسلمين بأن يتبرؤوا من أبي بكر وعمر ..
سأله أحد الأصحاب من جمع في المسجد قال له يا أمير المؤمنين أبو بكر وعمر إبتزا حقك ماذا تأمرنا بالنسبة إليهما وبعدما شرح ماذا فعلا في حقه ماذا قال ؟ قال تبرءوا رحمكم الله ممن نكثوا البيعتين والعنوا رحمكم الله من أنهزم الهزيمتين واستدل أمير المؤمنين وأثبت أنهم قد نكثوا البيعتين بيعة الفتح وقبل ذلك بيعة الرضوان وانهزموا الهزيمتين في أحد وحنين وطلب من الناس وأمرهم إن يتبرءوا من هؤلاء ويلعنوهم ..
أئمتنا هكذا علمونا وهم بأنفسهم هكذا كانوا يفعلون، أرجعوا إلى المصادر المعتمدة من مصادر الحديث والرواية والتاريخ تجدون أن أهل البيت عليهم السلام كانوا في صلواتهم وفي أدبار الصلوات كانوا يلعنون هؤلاء ، ألم تسمعوا عن دعاء شريف يسمى بين المؤمنين بدعاء صنمي قريش ما هو هذا الدعاء ؟ هذا الدعاء هو عبارة عن قنوت أمير المؤمنين عليه السلام في صلواته ، رواه الكفعمي في كتابه الشهير البلد الأمين والكفعمي كما تعلمون خريت فن نقل ورواية الأدعية الشريفة ، هو متخصص في هذا الجانب ، فهذا كان قنوت أمير المؤمنين عليه السلام الذي كان يقنت فيه في الصلوات ، وقال أمير المؤمنين عليه السلام عن هذا الدعاء الشريف :
"إن الداعي به كالرامي مع النبي (صلى الله عليه وآله) في بدر وأحد وحنين بألف ألف سهم" ..
فأنت تخيل مقدار الثواب الذي تحصل عليه إذا دعوت بهذا الدعاء فهو دعاء مطول : " اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنتيها اللذين حرفا دينك وخالفا أمرك........إلى آخر الدعاء" ، هذا قنوت أمير المؤمنين عليه السلام وهو لمن يريد أن يستشكل كيف أن أمير المؤمنين في الصلاة يلعن أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة نقول أن المخالفون رووا أن الزهراء صلوات الله عليها كانت قد توعدتهم بأنها ستلعنهم في كل صلاة فأي أشكال في هذا ، فأي إشكال في هذا أصلا ارجعوا إلى الكتب الفقهية فقهاؤنا يقولون أن القنوت من أفضل مستحباته أن يدعو الإنسان لمن شرفهم الله عز وجل وهم محمد وآل محمد وكذلك يدعو لنفسه وللمؤمنين وكذلك يدعو في القنوت على الظالمين وعلى الأخص من ظلم أهل البيت عليهم السلام حتى المخالفون يروون إن في صلاة الصبح كان يلعن فلانا وفلانا وفلانا ومعروف من هم ولكن المخالفون يخفون أسماءهم ، فإذا القنوت هذا وظيفته فإذا لا إشكال ولا شبهة في إن يقنت أمير المؤمنين ويدعو على من حرفوا هذا الدين وزيفوه باسم الإسلام ، كذلك أئمتنا عليهم السلام يلعنون هؤلاء بالاسم في أدبار الصلوات خصوصا ..
الأحاديث المروية في شأن اللعن ..
مثلا روى الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه في كتابه التهذيب أحد المصادر الأربعة للحديث المصادر الرئيسية الحديث عن الحسين ابن ثوير وأبي سلمة السراج قالا أثنان من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام تشرفا في الحضورعنده فسمعاه بعد الصلاة يقول هذا الدعاء ، قالا : سمعنا أبا عبدالله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعاً من النساء ، أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية من الرجال ، وعائشة وحفصة وهند آكالة الأكباد وأم الحكم أخت معاوية ، فهذا استحباب مؤكد أن يدعو على هؤلاء ويلعنهم بعد كل صلاة ودبر كل صلاة والروايات في هذا الشأن كثيرة جدًا ، أئمتنا عليهم السلام لعنوا ودعوا باللعن على هؤلاء وأمروا الشيعة أيضا أن يلعنوهم وعبّروا عن ذلك بأنه من حقوقنا على شيعتنا أن يدعوا على هؤلاء وعلمونا أدعية خاصة في لعن هؤلاء وكما قلنا نحن لا نخجل بالعكس كما نلعن أبا لهب وأبا سفيان ونلعن أبا جهل ونلعن المشركين ونلعن عاقر الناقة ونلعن قابيل قاتل هابيل ونلعن فرعون ونمرود ونلعن هامان وقوم عاد وأصحاب الأيكة وغيرهم من الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه ولعنهم وذمهم كذلك نلعن أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد ولا نخجل من ذلك كل هؤلاء ثبت شرعاً أنهم أعداء لله وظلمة وطغاة ونستمر باللعن حتى آخر طاغوت لا نخجل من ذلك ولا نستحي بالعكس هم عليهم أن يخجلوا ويستحوا ويراجعوا موقفهم كيف يوالون ا غضب الله عليهم ؟! على أي أساس ؟ لو أنهم والوا أهل البيت عليهم السلام وأخذوا من معينهم وصادقوهم وصاحبوهم ولم يذهبوا لفلان وفلان لتعلموا من أهل البيت هذا المبدأ الإنساني أن يكون الإنسان للظالم خصما وللمظلوم عونا فكما قال أمير المؤمنين عليه السلام بطل الإنسانية يجب أن تكون للظالم خصما وللمظلوم عونا فمن يقلب يكون فيه خلل في عقليته وفي وجدانه ودينه ، أئمتنا عليهم السلام علمونا أدعية كثيرة وأبلغونا أن من يدعو بهذه الأدعية في لعن أعدائهم فأنه يحصل على ثواب جم لا يعد ولا يحصى وقالوا بأن ذلك من حقوقنا عليكم لا تتركوا هذه الأدعية المجهولة القدر مع الأسف ..
نموذج من هذه النماذج..
دعاء شريف رواه السيد ابن طاووس رحمة الله عليه في كتابه نهج الدعوات عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : إن من حقوقناعلى أوليائنا وأشياعنا أن لا ينصرف الرجل منهم من صلاته حتى يدعو بهذا الدعـاء وهو: اللهم إن نسألك بحقك العظيم العظيم أن تصلي على محمد وآله الطاهرين صلاة تامة دائمة وأن تُدخلَ على محمدٍ وآل محمد، ومحبيهم وأوليائهم، حيث كانوا في سهل أو جبل، أو بر أو بحر، من بركة دعائي ما تقرّ به عيونهم، احفظ يا مولاي الغائبينَ منهم، وارددهم إلى أهاليهم سالمينَ، ونفِّس عن المهمومينَ، وفرِّج عن المكروبينَ، واكسِ العارينَ، وأشبعِ الجائعينَ، وارويِ الظامئينَ، واقضِ دينَ الغارمينَ، وزوِّج العازبينَ، واشفِ مرضى المسلمينَ، وأدخل على الأمواتِ ما تقرّ بهِ عيونهم، وانصرِ المظلومينَ من أولياءِ آل محمد عليهم السلام، واطفِ نائرةَ المخالفينَ، اللهم وضاعف لعنتَكَ وبأسَكَ ونكالَكَ وعذابَكَ على اللّـذَينِ كفرا نعمتك، وخَوَّنا رسولَكَ، واتَّهَمَا نبيَّكَ وبايناه وحلا عقْدَهُ في وصيِّهِ، ونبذا عهدَهُ في خليفتِهِ من بعده، وادَّعَيَا مقامه، وغَيَّرَا أحكامه، وبَدَّلا سنَّتَه، وقلبا دينه، وصَغَّرَا قدر حُجَجِك، وبدءا بظلمهم، وطَرَقَا طريقَ الغدرِ عليهم، والخِلافِ عن أمرِهم، والقَتْلِ لهم، وإرْهَاجِ الحروبِ عليهم، ومَنَعَا خليفتَكَ من سَدِّ الثلم وتقويم العِوَج، وتثقيفِ الأود، وإمضاءِ الأحكامِ، وإظهارِ دينِ الإسلامِ، وإقامةِ حدودِ القرآنِ، اللهم العنهما وابنتيهما، وكل من مال ميلَهم، وحذا حذوَهم،وسلك طريقتَهم، وتَصَدَّرَ ببدعتِهِم، لعنًا لا يخطر على بال، ويستعيذ منه أهل النار، العن اللهم من دانَ بقولِهِم، واتَّبَعَ أمْرَهم، ودعا إلى ولايتهِم، وشكَّ في كفرِهِم، من الأوّلين والآخرين. " وهذا دعاء أقوله بعد نهاية الخطبة .
نموذج آخر روى الشيخ الكليني رضوان الله تعالى عليه في كتابه الشريف الكافي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال مهما تركت من شيئ فلا تترك أن تقول في كل صباح ومساء :
( اللهم إني أصبحت استغفرك في هذا الصباح وفي هذا اليوم لأهل رحمتك وأبرأ إليك من أهل لعنتك ، اللهم العن أبا بكر وعمر والفرق المختلفة على رسولك وولاة الأمر بعد رسولك والأئمة من بعده وشيعتهم )..
اللهم إني أصبحت أبرأ إليك في هذا اليوم ، وفي هذا الصباح ممن نحن بين ظهرانيهم من المشركين ، ومما كانوا يعبدون والإمام يقولوا لا تتركوا هذا الدعاء ..
إلى آخر الدعاء وهو دعاء مطول والإمام الصادق عليه السلام يقول إذا تركتم أي شيئ لا تتركوا هذا الدعاء ، أكثر من هذا عبر الأئمة الطاهرين عليهم السلام عن أنهم يوصون أبناءهم وأحفادهم وعوائلهم وعشيرتهم من بني هاشم بأن يدعوا على أبي بكر وعمر ويتبرؤوا منهما بل ويسبوهما أيضاً ، سمعتم بالشاعر المعروف الكميت رحمة الله عليه ، كل خطيب في عشرة عاشوراء لابد أن يأتي بليلة من هذه الليالي بقصيدة من قصائده الغراء في رثاء أهل البيت عليهم السلام هذا الكميت كان عنده موقف في بداية حياته حينما بدأ يصل في خدمة الإمام الصادق عليه السلام ويتعمق في الولاء وفي الدين ..
روى الكشي في رجاله عن داود ابن النعمان قال : دخل الكميت على أبي عبدالله عليه السلام فأنشده شعراً ثم قال الكميت يا سيدي أسألك عن مسألة وكان متكئا فاستوى جالسا وكسر في صدره وسادة ثم قال عليه السلام : سل ، فقال أسألك عن أبي بكر وعمر ؟ فقال : يا كميت ابن زيد ما أهريق في الإسلام محجمة من دم ولا اكتسب مال من غير حلّه ، ولا نكح فَرْجٌ حرام إلاّ وذلك في أعناقهما إلى يوم مهدينا ) يقوم قائمنا ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبّهما والبراءة كل هذه الجرائم التي مرت على المسلمين من سلب ماله من قتل من سفك دمه وسلب من والعياذ بالله اغتصبت كل ذلك يكون في أعناقهما لأنهما أسسا أساس الظلم والجور ولولاهما لما توالى هؤلاء الطغاة على حكمنا وعلى سفك دمائنا وهذا الذي يجري في العراق مثلا هذه الدماء والله ثم والله ثم والله أول من يحاسب عليها أبو بكر وعمر لولاهما لما جرى الذي يجري ولكنا نعيش تحت ظل آل محمد لكننا عشنا تحت ظلم صدام وتحت ظل هؤلاء الطغاة عبثوا بمقدرات الأمة أزهقوا الأرواح وسفكوا الدماء ، كل هذا لماذا ؟ من ذلك اليوم يوم السقيفة المشئوم الأسود لولا ذلك اليوم لما جرى ما جرى على الحسين ورضت أضلاعه ، أيها الناس أيها المخالفون ندائي للعقلاء منكم ارجعوا إلى التارخ إعرفوا أهل البيت كيف ضحوا ومن الذي تسبب في كل هذه الجرائم عليهم أبرءوا إلى الله من هؤلاء ..
قال عليه السلام : إلا وذلك في أعناقهما إلى يوم مهدينا ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبّهما والبراءة منهما ، نعم السب الأصل فيه محرم ولكن سب أعداء الله جائز ) فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث( يجوز قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الحديث المتفق عليه إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة».
فأمر رسول الله بسب هؤلاء نعم سب أعداء الله لعن أعداء الله جائز بل مستحب أما لعن وسب المؤمنين أو الضالين أو المستضعفين فهذا حرام لا يجوز أن يأتي أحد ويقول لعن الله المخالفين كلهم لا .. وإنما يلعن الظلمة وإن كانوا رموزهم المقدسة وأنتم بلا شك تقرؤون زيارة عاشوراء وتقرؤون هذا الدعاء :
"اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وأبدأ به أولا ثم العن الثاني والثالث والرابع اللهم العن يزيد خامسا ..............إلى آخره "
فإذا لعن هؤلاء ثابت في الشريعة ولا يجوز لمؤمن ومسلم يعتقد بالله واليوم الآخر إن يمتنع عن ذلك لا يجوز ومع الأسف يأتينا اليوم بعض من تلبس بلباس العلم ويحاول إن يشكك في زيارة عاشوراء ، ودعواه ما هي يا ليت أنه عنده بحث سندي رجالي حتى يقول شأنه نعم من خلال السند نحن نشكك زيارة عاشوراء في أصح المراتب السندية ، يا ليت أنه عنده نكتة علمية تقدح بالزيارة ، فأشكاله فقط كيف أن أهل البيت يلعنون أبا بكر وعمر وعثمان هذه ليست أخلاق أهل البيت ، هذا إشكالك ألا تستحي استرضاءا للمخالفين وممالأة لهم تلغي زيارة أجمع علماؤنا على أنها من أصح الزيارات وأعظمها ، المؤمنون في شرق الأرض وغربها نالوا بركات وبركات من قراءة هذه الزيارة الشريفة المعتمدة فكيف تشكلك فيه ؟ كل هذا من أجل المخالفين ألا تستحي تقول أراعي مشاعر المخالفين ولمَ لا تراعي مشاعر الزهراء ولمَ لا تراعي مشاعر أهل البيت كيف تقدح في كلماتهم ترد كلامهم ، يقول بجهالة الإمام في الزيارة لعن الله بني أمية قاطبة هذا إشكال لأن في بني أميه كان هناك صالحون موالون لأهل البيت ، سعد الخير مثلا رضوان الله عليه أحد أصحاب الأئمة عليهم السلام من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام كان أموي وسماه الإمام (عليه السلام) سعد الخير لأنه هو الخير من قومه الخبثاء فهذا إشكاله حقيقة إشكال سخيف يرجع إلى عدم الإطلاع على الأدلة الشرعية عدم معرفة المباني أصلا لأنه لا يصدر هذا الإشكال من عالم وإنما يصدر من جاهل ألم تقرأ قول رسول الله صلى الله عليه وآله كما روي أن رسول الله وقف يوماً وقال لعن الله آل فلان قد يكون بني أمية أو آل سفيان ، فقيل يا رسول الله أن فيهم فلانا وهو مؤمن فقال صلى الله عليه وآله : إن اللعنة لا تصيب مؤمنا ..
فمن كان منهم خارجا بالدليل فهو مستثنى من اللعن بلا شك وبلا ريب فهذا لا يقدح في أصل الزيارة وفي أصل الرواية لا علاقة لهذا في أن نرد كلام المعصوم ، فالراد عليهم كالراد على الله وهو على حد الشرك فليس بسبب الهوى وسبب المصالح السياسية تنكر كلام أهل البيت هذا لا يجوز، فهناك علماء ومحققون يعرفون كيف يميزون بين الروايات ، أما تتكلم بناء على أساس شرعي وعلمي أما هكذا على الهوى لا يجوز مع الأسف الشديد نجابه هذه الأيام ونرى أمثال هذه النماذج ألا يخجلون ألا يستحون قاتلهم الله ، على أيه حال الأدعية والزيارات في هذا المعنى معنى لعن أعداء كثيرة الله لا تعد ولا تحصى ..
قال العلامة المجلسي (رضوان الله عليه) في الجزء الثلاثيين في موسوعة البحار وهو كما تعلمون خريت هذا الفن خريت الأخبار سيد المحدثين الأخبار نقل الكثير من الأخبار والأحاديث في هذا المجال ثم قال أقول الأخبار الدالة على كفر أبي بكر وعمر وأضرابهما وثواب لعنهم والبراءة منهم وما يتضمن بدعهم أكثر من أن يذكر في هذا المجلد أو في مجلدات شتى فهذا أقرار العلامة المجلسي سلطان المحدثين ..
وهذا كفاية لمن أراد الله هدايته إلى الصراط المستقيم فعليكم الرجوع إلى المصادر هذه روايات مجهولة وأدعية مجهولة وزيارات مجهولة مع الأسف وأقوال وكلمات مجهولة كما نقلت لكم سابقا وضربت لكم مثالا أنتم تحفظون كلمات الإمام الحسين عليه السلام لأن الخطباء يرددونها دائما لكن مع الأسف محجوبة عنكم بعض كلماته لماذا ؟ لأنها تثير حساسيات سيخجلون من طرحها أو يتراجعون ولا يمتلكون الجرأة يخافون من طرحها على المنابر فأنتم سمعتم أقوال الإمام الحسين في إبن زياد وسمعتم أقوال الإمام الحسين في يزيد وسمعتم أقوال الإمام الحسين في عمر بن سعد وفي شمر بن ذي الجوشن.ولكن هل سمعتم أقوال الإمام الحسين في أبي بكر وعمر هل بلغكم أن الإمام الحسين أن أبا بكر وعمر ظلمانا وحملا الناس على رقابنا ، فلماذا لا تنقل الحقائق التاريخية وكلمات أهل البيت ويتعرف عليها الناس.
هذه الأدعية وهذه الروايات يجب إن تنقل ولا يجب أن يستحي منها المؤمن الموالي الشجاع البطل فهذا موقفي ولا أستحي من العن هؤلاء لأن أئمتي علموني ذلك وهذا مبدأ إنساني سامي عظيم بعضهم يستشكلون على هذه الأدعية مثل دعاء صنمي قريش يقولون هذه الأدعية لم تثبت سندياً فسندها ليس صحيحاً ؟ فكيف إذا نتعبد بهذه الأدعية ! فهذا إشكال تافه جل أدعيتنا التي نتعبد بها كلها سندها ضعيف فدعاء كميل سنده ضعيف ؟ دعاء الندبة تقرؤنه أم لا سنده ضعيف ، دعاء أبي حمزة الثمالي سنده ضعيف ؟ والأدعية الكثيرة كدعاء الصباح وغيرها معظمها سندها ضعيف فليس معنى أن يكون هذا دعاء سنده ضعيف معنى ذلك أن نلغيه ، فعندنا قاعدة أسمها التسامح في أدلة السند هذه القاعدة تقوي كل دعاء وارد عن أهل البيت عليهم السلام حتى وإن كان دعاءا ضعيف السند وهذه القاعدة مجمع عليها فلا يمكن لأحد أن يشكك في ذلك أما من يقول لماذا نثير الحساسيات من ألف وأربعمائة سنة إلى يومنا الحالي دعونا لنكن أبناء اليوم وليس علينا لما جرى بالأمس أليس عندنا غير اللعن وغير الدعاء على هؤلاء ماذا يفيدنا الآن أن نلعن هؤلاء؟
الآثار المترتبة على لعن أعداء أهل البيت والظلمة :
أولا : يترتب ثواب على ذلك ..
ثانياً : لعنك لهؤلاء تحصين لنفسك ولأسرتك ولمجتمعك من الإغترار بالظالمين فلماذا الله عز وجل أشغلنا بالقرآن بذم أبي لهب ونردد في الصلوات وفي مجالس الذكر وفي حلقات تحفيظ القرآن الكريم :
" تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ(1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ(3)
فأبو لهب مات وراح إلى جهنم لماذا ننشغل دائما بترديد ذلك سنة بعد سنة جيلا بعد جيل لأن الله يريد أن يعلمنا مبدءا وموقفا مهما وهو أن ننكر على الظالمين أن نتبرأ من الطغاة من المشركين والطغاة والمنافقين والمنحرفين عن الصراط المستقيم إذا لم نكن نتبرأ من أبي لهب ولا يذكرنا الله عز وجل بقضيته رغم أنه قد جرى عليها ما جرى وانتهت فأننا لا نستخلص دروسا ولا عبرويمكن أن نمشي في مثل ذلك الطريق الخاطئ وكذلك الأمر بالنسبة إلى أبي بكر وعمر إذا لا نردد ولا نلعنهما باستمرار ولا نعلم أبناءنا البراءة منهم كما أهل البيت يعلمون أبناءهم ويأمرون صغارهم وكبارهم بالبراءة منهم فيمكن للإنسان أن يغتر بهما ويسير في دربهما فينحرف عن طريق الله كما حصل بالنسبة للمخالفين يتعبدون ويصلون ويصمون ويحجون على دين أبي بكر وعمروليس على دين رسول الله ، ما يقوله أبو بكر وعمر يسيرون عليه أما رسول الله يقول صلاة التراويح حرام وبدعة لا علاقة لهم بذلك ، فلذلك أنت تحتاج أن تضع حاجزا معينا بينك وبين أعداء الله حتى لا تغتر بهم ولا تمشي في طريقهم أما من يقول أن هذا يسبب حزازيات ومشاكل بيننا وبين الغير فنقول أهلا بالمشاكل إذا كانت في سبيل الله عز وجل ..
أبو لهب أيضا أبناؤه كانوا قد أسلموا ولهم أعقاب وعشائر ومع ذلك كانوا يتعبدون ويقولون: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } يدعون على جدهم على أبيهم إقرأوا في التاريخ فعلى المخالفين أن يتقبلوا هذه الحقيقة ، كما هو الأمر بالنسبة إلى أبناء أبي لهب تقبلوا حقيقة أن أباهم ملعون فصححوا موقفهم على هذا الأساس وكان منهم مخلصون أيضا لرسول الله صلى الله عليه وآله من أبناء أبي لهب فإذا إذا نحن نفعل هذا ونقول وليسمع المخالفون ليس عندنا إشكال في هذا الأشكال عندهم هم عليهم أن يتقبلوا هذه الحقيقة أن هؤلاء ظلمة فجرة وطغاة وهم عليهم إن يصححوا موقفهم ويتبرؤا منهم أما أنا الذي موقفي صحيح أتنازل عنه فكلا وحاشى ..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ..