عاد سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله في الجلسة السابعة عشر من (الرد على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة) إلى استعراض الرسائل والأسئلة الواردة لمكتب سماحته في لندن، والتي تتضمن انعكاسا للمواقف وردود الفعل في الواقع العام على الاحتفال الأول بذكرى هلاك عائشة والذي أقيم تحت إشرافه ووفق توجيهاته الحكيمة.
وكانت أولى الرسائل المعروضة في هذه الجلسة مرسلة من مجموعة من شباب الشيعة المغاربة المقيمين في مدينة طنجة المغربية، والذين سجلوا برسالتهم موقفا شجاعًا في نصرة الشيخ الحبيب في حربه الإعلامية ضد الحميراء عائشة بتدشينهم عريضة إلكترونية خاصة بهم من شتى أحياء مدينة طنجة بما فيها حيّ الشرف وحيّ الرمانة وحيّ السواني وحيّ القصبة وغيرها من الأحياء، تعنى بتعاهدهم في نصرة الشيخ الحبيب ضد حملات الإدانة والتكفير والتهديد التي يواجهها بسبب آرائه العقائدية والتاريخية، معلنين بذلك تعاطفهم مع قضيته العادلة، ومطالبين في بيانهم الملة البكرية بالابتعاد عن التقديس الأعمى للشخصيات الإجرامية في التاريخ الإسلامي كما طالبوها بالتعاطي العلمي مع المسائل الخلافية لتحرير موارد النزاع وبعدم فرض رأيها بالقوة على أبنائها، كما أدانوا في رسالتهم الموقّعة الإدانات السياسية التي تلقاها الشيخ الحبيب من وعاظ بلاط السلاطين في كافة أرجاء العالم الإسلامي المتخلف داعين إيايهم إلى مقارعة الحجة بالحجة و إيقاف عمليات التأليب والتخوين، ومعبّرين في مضمون بيانهم عن خيبة أملهم لما آلت إليه الأوضاع بشكلٍ خاص في الداخل الشيعي المريض.
كما استنكرت المجموعة التهديدات بالقتل التي تعرّض لها الشيخ الحبيب وبيّنوا عزمهم للسير على نهجه وسيرته في إسقاط القداسات الزائفة عن بعض الشرذمات المنافقة في صدر الإسلام في حال استشهاده، خاتمين رسالتهم بدعوة الله تعالى أن يحفظ الشيخ الحبيب من كل سوء.
وفي رسالة ثانية من المغرب حملت توقيع موقع شخصيات الثقلين الإلكتروني، وهو موقع يختص بنشر النتاج الفكري للشيعة المغاربة، أنبأ المرسلون الشيخ الحبيب بخبر رفضهم نشر الردود المسيئة إلى شخصه الكريم، فيما يتمثل بمقالات وبيانات إنشائية تعج بالسباب والشتائم تدل على الإفلاس الفكري لدى مناوئيه عبّروا عنها بأنها لا قيمة لها، مؤكدين في رسالتهم في الوقت نفسه سماح الموقع بنشر الردود المؤيدة والمعارضة للاحتفال بذكرى هلاك عائشة بشريطة الإتيان بأبحاث علمية.
وأفاد إداريو الموقع بأن الردود المنتقدة قد تساوت مع الردود المؤيدة في كفتيّ الميزان، وعليه نوّه الشيخ الحبيب إلى أن ارتفاع صيحات أنصار عائشة لا يعني أنهم هم الأعلون، مشبّهًا إيّاهم بالزبَد الذي يطفو على الماء بينما شبّه صيحات أعداء عائشة بأنها كالآلئ التي هي تحت الماء، في إشارة منه إلى أن ما يُبرز صيحات أنصار عائشة هو امتلاكهم ظهورًا إعلاميا تدعمه دول كنظام إيران الذي يمتلك العديد من الفضائيات والوسائل الإعلامية التي حرّكها تشفّيًا بسماحته طلبًا منه بثارات بدر وحنين، مستغلاً بذلك فرصة انتفاضة العالم البكري للإجهاز عليه.
وبشّر سماحته المؤمنين بأن أكثرية العالم الشيعي ستؤيد الصيحات المعادية لعائشة في الأجل القريب خصوصًا بعد انطلاقة قناة فدك الفضائية، لأن الحق سيفرض نفسه في كل الأحوال.
أمّا الرسالة الثالثة التي عرضها الشيخ فقد كانت مرسلة من الأخ إلياس العلوي من تونس، والذي أثنى ثناءا كبيرا على الاحتفال المبارك بهلاك عائشة مبديًا فرحه وسروره بهذه الخطوة الحديثة في التاريخ الشيعي، مبيّنا أن الاحتفال كان صرخة مدوّية في وجه أعداء آل محمد، وممهدًا لطريق إخراس أبواق الفرقة البترية المهيمنة على الساحة، وموقظا لضمائر عوام الشيعة والموالين بعدما خيّمت عليهم الحيرة بسبب حالة التضارب والفوضى بين صفوفهم فأدت إلى تفتيشهم عمّا أخفيَ عنهم من عقائد في صنمي قريش وابنتيهما، كما أبدى المرسل الكريم كامل تأيده للشيخ الحبيب والعاملين في هيئة خدام المهدي عليه السلام وقناة فدك الفضائية المباركة.
وتضمنت الجلسة استعراض رسالة رابعة من الأخ عبدالله حسين من الكويت، والذي حرص في رسالته على ابداء استياءه من العمائم العفنة التي أدانت المنهج المبدئي لسماحة الشيخ الحبيب خوفا على مناصبها وكل ذلك على حساب دينهم وقيمهم ومبادئ عقيدتهم؛ علّق عليها الشيخ بأنها تعبّر عن واقع الحال بسقوط الأقنعة الجميلة عن وجوه هؤلاء المعممين الذين ساندوا سيّدتهم التي ثبت أنها قتلت رسول الله بروايات أكثر اعتبارا من الروايات التي تقول بأن سيّدتهم جعدة قد سمّت الإمام الحسن عليه السلام، إلا أنهم يترضّون على سيّدتهم الأولى لأن لها جمهور وأنصار ويلعنون سيّدتهم الثانية لمجرد أنها ليس لها جمهور وأنصار!
وأكد الشيخ أن الكمّية لو كانت معكوسة لحملت هذه العمائم النجسة لواء التقريب إلى أتباع جعدة أو إلى أتباع مسيلمة الكذاب إن كان له دين مستمر في الجزيرة العربية، وذلك بواسطة أشباه رجالها من أمثال سامري القطيف أو محمد علي تسخيري أو غيرهما من أشباه الرجال، بدواعي إقامة الوحدة الإسلامية التي هي في الواقع وحدة شيطانية تقوم على حساب الحق، مشددا سماحته على ضرورة أن تقوم فئة ما باظهار البراءة من أعداء وقتلة أهل البيت لتفرز الحق عن الباطل.
وختم سماحته الجلسة بقراءة رسالة أخيرة من الأخ ماجد اللامي من العراق كان مضمونها التحية والتأييد والنصرة، علّق عليها سماحته بالدعوة للمرسل الكريم بالخير وحثه على الخوض في محاربة الرايات الضالة التي ارتفعت في العراق بعد سقوط نظام البعث البائد، منهيًا تعليقه بالسلام عليه وعلى أهل العراق الكرام.