واصل سماحة الشيخ الحبيب حفظه الله مشواره في الرد على المستجدات والرسائل الواردة إلى مكتب سماحته في لندن حول انعكاسات ردود الفعل على إحياء هيئة خدام المهدي عليه السلام أول احتفالاتها بذكرى هلاك عدوة الله عائشة في السابع عشر من شهر رمضان لسنة 1431 للهجرة.
فجاء ضمن رده الثامن عشر من سلسلة ردوده على الضجة الإعلامية المفتعلة لأنصار عائشة ومريديها التعليق على الخبر الذي نشرته وكالات الأنباء العربية بإصدار نظام آل سعود تعليماته الخاصة بضرورة إضافة لفظ (رضي الله عنه) أو (رضي الله عنها) بعد أسماء الصحابة وأمهات المؤمنين والصحابيات على حد تعبيره في كل لوحات أسماء الشوارع في كافة مناطق البلاد.
حيث علق سماحته على هذا الخبر المثير للسخرية هازئا بمستوى التفكير المحدود للطائفة البكرية وتضعضع عقيدتها بفعل كلمة خطابية ألقيت في لندن، مخاطبا إياهم بأن الرد على هذه الكلمة العلمية التغييرية الإصلاحية لا يأتي بإجراء تغيير على عناوين لوحات الشوارع لأن ذلك لن يغيّر من المعادلة شيئا إذ ليس فيه جواب على الطرح المطروح في سيرة هذه المرأة الخبيثة وعن جرائمها في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي دين الإسلام الحنيف، كما لا يأتي الرد عليها بكتابة عبارات ضد شخصنا على السيارات.
وأضاف سماحة الشيخ الحبيب أن سيرة عائشة المكتومة قد بدأت بالانكشاف أمام أبناء العالم البكري وبالأخص أمام الجامعيين والأكاديميين منهم والذين لم يعد فيهم احترام عائشة متأصلاً بالنفوس كالسابق بعد تزايد وسائل المعرفة والإطلاع.
وفي خبر آخر أشد طرافة تلا سماحته بيان الأزهر الذي أشاد بما سمّاه "انتفاضة الحكومة الكويتية" ضد المسيء لعائشة، والذي أيّد فيه الأزهر قرار نزع الجنسية الكويتية من شخص سماحة الشيخ الحبيب معتبرًا إيّاه مدعاة للفخر والثناء!
فكرّر حفظه الله قوله المعهود.. أن الجنسية وحدود الجغرافيا السياسية التي جاء بها الاستعمار هي بدعة في الأصل لا يقرها الإسلام، فالجنسية في حد ذاتها ما هي إلا ورقة تثبت هوية في الدنيا ولا يأخذها أحد إلى قبره، بيد أن هنالك جنسية واحدة تنفع في القبر وفي يوم القيامة هي (حب علي) كما ورد في الروايات الشريفة عند العامة والخاصة.
مباركًا سماحته لهم نزع جنسيته، ومؤكدا عليهم أن نزعها يؤدي إلى نزع فتيل التوترات وبالتالي تهدئة الأمور ومنع تشوّش الرؤية، مما سيسمح للمخالف في المستقبل بالاستماع إلى كلمة الاحتفال بذهن صافي بعيد عن الاضطراب، فيلتفت إلى المصادر وإلى الحقائق والبراهين بعد أن تطمئن نفسه بخمود هذه الضجة المفتعلة على هذا الاحتفال؛ مشددا على أن سحب الجنسية ما هو إلا رد من الأساليب الصبيانية السطحية التي لا تصل إلى عمق الدعوة التغييرية الإصلاحية المطروحة وإن وقع الاختلاف في تسميتها.
وانتصفت الجلسة بإجابة الشيخ على رسالة من أحد الأخوة في الكويت بيّن فيها المرسل ندمه الشديد على أنه كان ممّن طعنوا في الشيخ الحبيب في بادئ الأمر قبل أن يراجع نفسه عندما لفتت انتباهه شراسة الحملة المكرّسة ضد الشيخ الحبيب و ضخامة الطاقات المادية والإعلامية التي استنفذتها الأطراف المشبوهة في التكالب عليه من كل حدبٍ وصوب، فعدل عن حكمه الأول بعد أيام من الاستماع للمحاضرات الأخيرة للشيخ الحبيب وهي محاضرات (الرد على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة) بتغيير رأيه إلى الاعتقاد بأن عهد العزة للتشيّع قد بدأ في إدانة المبطلين والمنافقين وأن عهد المجاملة والذل والتخاذل عن نشر تعاليم الأئمة عليهم السلام قد انتهى، محيّيا برسالته سماحة الشيخ الحبيب على خطوة الاحتفال بيوم هلاك عائشة وما يوازيها من خطوات في فضح أئمة الكفر ورؤوس المنافقين والظالمين لإسقاط القداسة عنهم من عيون أتباعهم، خاتما الرسالة كما بدئها بالتحية والسلام.
وكان جواب سماحته على رسالة المرسل الكريم بعد رد التحية والسلام هو إبراء ذمته وإبراء ذمة كل من تشوّش ذهنه من الافتراءات عليه، والثناء على وعي الأخ الكريم في وقوفه على الأهداف الحقيقية من إقامة الاحتفال، والترحيب بنقده الذي ينوي كتابته إليه، مطمئنـًا إيّاه بأن كل ما يطرحه في عائشة يستند على مباني علمية تدعمها أقوال العلماء والمحققين، كاشفا له عن قرب إصدار سماحته كتابًا في هذا الشأن يبيّن فيه حقيقة عائشة ويكشف وجهها الآخر، قبل أن يتفرع سماحته من الرسالة إلى توضيح مفهوم التقيّة والشبهات التي تحوم حولها مما جُعِل سببًا رئيسيًا في تعطّل المواجهة والانطلاق لدى الشيعة الإمامية.