13 نوفمبر 2016
أنا قلتها سابقاً وأقولها مرة أخرى، أني لأجد ياسر الحبيب هذه الصرخة المدوية في وجه القبح والألم والشقاء الذي مر به التأريخ الإسلامي والأمة الإسلامية، بل هو الثأر والانتصار لعقيدة أهل البيت السمحاء.
بل هو الوجدان والعقل الذي دك صروح كهنة البكرية وفرق عقيدتهم بحراب من العلم والبحث، حيث أسهم في تحويل سير التاريخ إلى ناحية الخير من أجل معرفة دين الله الحق وجر الناس إلى طريق الهدى بعيداً عن الضلالة واﻻنحراف. أرى في شخصية هذا الرجل الفذ، البأس والبسالة وفيض العزم والإصرار.
كل يوم بل في كل لحظة تصوب السهام نحوه سهام الحقد والحسد من قبل الطبقات الدينية (شيعة وسنة) والعلمانية دون معرفته وبغير حق، وذلك بسبب غيرة من مكانته التي تكرس مكانة الشيعة من وراءه، أو حنقاً على كشف عورات ما يسوقونه في (بازار) الدجل والتضليل المستشري في أروقة البكرية وبعض أروقة الشيعة.
شيخنا الحبيب هو من أعلام المحققين الحقيقيين وليس المدعين والشكليين والعابرين وأثبتت الأيام ذلك بما قدمه من جديد وما لا يخطر ببال أحد قط من بحوث وصدق خطاب وتجرده من المداهنه على حساب الحق. فقد كسب قاعدة عريضة في الساحة الرافضية، رغم ضيقها بدأت تتمدد طولاً وعرضاً وكان جوهرها هو رفض أعداء أهل البيت المتمثلين بأبي بكر وعمر لعائن الله عليهم، وهذا النهج قريب من هموم بعض الشيعة ولكن لا يمتلكون الوسيلة، فشيخنا الحبيب حرك ساكنا في بحيرة العقول اﻵسنة التي اكتفت بقدسية هذين الظالمين ولمعوا شخصياتهم حيث ظنوا لا يمكن دحضها، فجاء الحبيب فسفّه أحلامهم وكسر أصنامهم.
حفّز الحبيب البتري والبكري على النقاش المفتوح دون انفعال ولا افتعال أو ابتزاز أو سلطة المعرفة، فكان يرد على ناقديه بحكمة رجل الدين المتواضع، ويناقش بأفق واسع ويبرهن ويستدل ليصل إلى إقناع المقابل، وبذلك علّم تلاميذه على أن يكونوا ذوي علم واطلاع مستقل وواقعيين.
وأروع ما فيه أنه وضع أساساً أخلاقياً للمناظرة عندما تطرح فكرة على عواهنها وقلبها على أوجهها يرحب بها، وذلك بتوضيح الأسباب بطريقة علمية معرفية بالدليل والبرهان تذهل المقابل وتجره إلى الحق وهذا ما يصبو إليه شيخنا. وهذا ما جعل البكرية يدخلون التشيع أفواجاً أفواجاً.
لقد أدهش العالم هذا الشاب الثائر لدين الله ببياناته وأدلته التي تغوص في الأعماق وعدم الوقوف عند السطح. كان هدفه الارتقاء بالشيعي إلى أعلى المستويات تحت عنوان (لا مكان للشيعي إلا القمة)، وقف بوجه الباطل ودحره بسحر بيانه وبشجاعة غير مسبوقه (لا تأخذه في الله لومة لائم) في الوقت الذي تخاذل بعض الجبناء عن كشف الحقائق خوفا على أنفسهم وقلة معرفتهم لذلك حاولوا ولن يستطيعوا أن يقفوا عثرة في مشروع الحبيب المبارك وهو إسقاط الجبت والطاغوت. وإن هذا العمل يستوجب شجاعة وعزم وإصرار.
نحن اليوم نستنجد بشجاعة وعزم شيخنا الحبيب حفظه الله، ولا نغالي إذا قلنا أن الحبيب هو الذي أتاح للرفض في هذا العصر العصيب المتكالب أن ينمو ويزكو ويملئ الأرض بإذن الله علماً وثقافة ونوراً، فقد استطاع حبيبنا أن يربط قلوب ومشاعر الرافضة ويوحدهم.
إن ياسر الحبيب قد أخجل في شجاعته قوافل الشعراء والكتاب وأفاضهم، فلو كانت الأوسمة توفي للأبطال والمبدعين حقا لعلّق الإمام علي عليه السلام بيده وسام الشجاعة في زمن التخاذل على صدر ياسر الحبيب اعترافا لجهاده وإنصاف الحق لأجلهم ونبوغه.
فما دام الحبيب بيننا، (فلا نخاف ولا نخشى) وأنا متفائلة مستقبلاً بأن الحبيب سيرفع الغشاوة عن أعين المناوئين له كافة فيكثر فيه القائلون وكلهم معجب ومحب، وأنهم ليلتقون جميعاً عند حكم يكاد يكون واحد وهو اﻻعتراف الصريح أن ياسر الحبيب عملاق فكر وبيان، وشخصية تتدفق بنور الوجدان، ومن ثم فهو جدير بالإعجاب والحب العميقين.
أطال الله لنا في عمرك وجعلنا من رفاق دربك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وآله الطاهرين.
بقلم: أم علي الأمارة