الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -
ملخّص الجلسة العشرون:
عرفنا -من الجلسات السابقة- كيف أن العقيدة الإسلامية تحوّلت عند بعض المسلمين من عقيدة صافية ونقية وتحفظ جانب الأنبياء عليهم السلام وتحفظ منزلة النبوة إلى تلك العقيدة اليهودية الشائنة التي لا تستح من إلصاق الذنوب والقبائح والطيش بساحة الأنبياء، وتحولت إلى عقيدة إسرائيليةٍ يهودية بسبب كعب الأحبار.
وأصل البلية في ذلك هو عمر بن الخطاب لعنه الله، فإنه لولا تقريبه لكعب الأحبار ومنحه إياه صلاحية الحديث والإفتاء وقراءة التوراة المحرّفة وإنزاله المنزلة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله؛ لما انفتح على هذه الأمة هذا الباب، ولظل باب الإسرائيليات والتهويد مغلقاً.
وهذه حقيقة لا يمكن دفعها، ويعترف بها كهنة أهل الخلاف حتى أولئك الذين من أشدهم تعصباً لعمر ودفاعاً وحباً له.
يقول ابن كثير الدمشقي في كتابه البداية والنهاية المجلد 3 ص36 عن كعب الأحبار: "أسلم في زمن عمر وكان ينقل شيئا عن كتب أهل الكتاب، فكان عمر رضي الله عنه يستحسن بعض ما ينقله، لما يصدقه من الحق، وتأليفا لقلبه فتوسع كثير من الناس في أخذ ما عنده، وبالغ أيضا هو في نقل تلك الأشياء التي كثير منها ما يساوي مداده، ومنها ما هو باطل لا محالة، ومنها ما هو صحيح لما يشهد له الحق الذي بأيدينا".
عمر بن الخطاب يطلب من كعب الأحبار أن يعظه:
وفي كتاب الزهد لأحمد بن حنبل برقم 325: قال كعب الأحبار: كنت عند عمر فقال لي: يا كعب خوفنا، قال: قلت: «يا أمير المؤمنين، أوليس فيكم كتاب الله تعالى، وحكمة رسول الله صلى الله عليه وآله؟» قال: بلى، ولكن خوفنا يا كعب، قال: قلت: «يا أمير المؤمنين، اعمل عمل رجل لو وافيت يوم القيامة بعمل سبعين نبيا لازدريت عملك مما ترى» قال: فأطرق عمر وأنكس ونكس مليا ثم أفاق فقال: زدنا يا كعب زدنا، قال: قلت: «يا أمير المؤمنين، لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق ورجل بالمغرب لغلى دماغه حتى يسيل من حرها» فأطرق عمر ونكس مليا ثم أفاق فقال: زدنا يا كعب، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفرة ما بقىي ملك مقرب، ولا نبي مصطفى إلا خر جاثيا على ركبتيه، ويقول: نفسي نفسي، لا أسألك اليوم إلا نفسي" قال: فأطرق عمر مليا، قال: قلت: «يا أمير المؤمنين، أوليس تجدون هذا في كتاب الله تعالى؟» قال: قال عمر: كيف؟ قلت: "قول الله تعالى في هذه الآية: {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون} قال: فسكت عمر ".
معاوية بن أبي سفيان يمتدح كعب الأحبار:
في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد في المجلد 2 ص273: "عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال قال معاوية ألا إن أبا الدرداء أحد الحكماء، ألا إن عمرو بن العاص أحد الحكماء، ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء إن كان عنده لعلمٌ كالثمار وإن كنا فيه لمفرّطين".
لمزيد من التفصيل راجع الجلسة العشرين من الليالي الرمضانية لسنة 1438: