الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -
ملخّص الجلسة الثالثة والعشرون:
مع ما أبداه ابن كثير من الإنكار على كعب الأحبار ومروياته وإسرائيلياته -كما تقدم في الجلسة السابقة-، إلا أنه لم يستطع التخلي عنها بالكلية. وقد قلنا من تفسير ابن كثير مواضع كثيرة تكلم فيها ابن كثير بما يشعر القارئ بأنه رافض لكعب ولكل ما يأتي منه. إلا أن المدقق في تفسير ابن كثير يلحظ أنه مع كل ما قاله ضد كعب وضد مروياته لم يستطع التخلي عن سطوة تأثيره عليه، فظل في مواضع معينة متأثراً بما رواه كعب وغيره من الإسرائيليات.
هذه الحقيقة نصَّ عليها أحد علماء أهل الخلاف المحققين وهو الشيخ أحمد شاكر، صاحب كتاب عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير، حيث يقول في مقدمة كتابه في الصفحة 11:
8- نفيت في كتابي هذا كل الأخبار الإسرائيلية وما أشبهها، فإن المؤلف قد جذبها في مواضع كثيرة من تفسيره، وأبان عن خطرها وضررها وأنحى باللائمة على رواياتها ورواتها. ورسم لنفسه خطة في شأنها. ومع ذلك فإنه فيما يبدو لي لم يستطع أن يسير على ما رسم، وغلبه ما وجد من الروايات في كثير من المواطن، فأثبت طائفة منها غير قليلة. فحذفتها كلها، ولله الحمد.
وفي الصفحة 14 يقول: للحافظ ابن كثير كلمات قوية في شأن الإسرائيليات ورواياتها، وقد رسم في بعضها خطته نحوها. ولكني رأيت على الرغم من ذلك يحكي بعضها، وكثيراً ما يعقب على ما يحكي بالرد.
ويقول أحمد محمد شاكر عفا الله عنه: إن إباحة التحدث عنهم فيما ليس عندنا دليل على صدقه ولا كذبه شيء، وذكر ذلك في تفسير القرآن، وجعله قولاً أو رواية في معنى الآيات، أو في تعيين ما لم يعين فيها، أو في تفصيل ما أجمل فيها شيء آخر!! لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مبين لمعنى قول الله سبحانه، ومفصل لما أجمل فيه! وحاشا لله ولكتابه من ذلك. وإن رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أذن بالتحدث عنهم - أمرنا ألا نصدقهم ولا نكذبهم، فأي تصديق لرواياتهم وأقاويلهم أقوى من أن نقرنه بكتاب الله ونصعها منه موضع لتفسير أو البيان؟! اللهم غفرا.
بعد كلام أحمد شاكر هذا؛ ألا يكون عمر بن الخطاب وابن عباس ومعاوية وابن عمر مدانين؟!
لمزيد من التفصيل راجع الجلسة الثالثة والعشرين من الليالي الرمضانية لسنة 1438: